النهار

هجوم بمسيّرة على تل أبيب تبنّاه الحوثيّون في اليمن... قتيل و4 جرحى وخطأ بشري
المصدر: أ ف ب
هجوم بمسيّرة على تل أبيب تبنّاه الحوثيّون في اليمن... قتيل و4 جرحى وخطأ بشري
عناصر من الشرطة الإسرائيلية في موقع الانفجار الذي وقع في تل أبيب (19 تموز 2024، أ ف ب).
A+   A-
قُتِل شخص في تل أبيب بهجوم تبناه الحوثيون اليمنيون، ونُفّذ بمسيرة فشلت منظومة الدفاع الإسرائيلية في اعتراضها الجمعة مستهدفة مبنى قريباً من ملحق تابع للسفارة الأميركية.

وأعلن الحوثيون أنهم نفذوا العملية في إطار دعمهم للفلسطينيين الذين يواجهون وضعا كارثيا جراء الحرب الدائرة منذ أكثر من تسعة أشهر في قطاع غزة.

وقال المتحدث العسكري باسم "أنصار الله" العميد يحيى سريع في بيان "نفذ سلاح الجوّ المسير في القوات المسلحة اليمنية... عملية عسكرية نوعية تمثلت في استهداف أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلة، ما يسمى إسرائيليا تل أبيب".

ولفت الناطق إلى أن الهجوم نُفّذ "بطائرة مسيرة جديدة اسمها يافا قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدوّ ولا تستطيع الرادارات اكتشافها"، مضيفا "نعلن أن مدينة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وهدف أساسي في مرمى أسلحتنا".

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الذي حدث الساعة 03,12 (00,12 بتوقيت غرينتش)، نُفذ "بمسيرة كبيرة جدا يمكنها التحليق لمسافات طويلة". وقال إن المسيرة رُصدت لكن "خطأ بشريا" تسبب في عدم انطلاق منظومة  التي تُشغَّل تلقائيا.

وقال المتحدث العسكري دانيال هاغاري إن المسيرة إيرانية الصنع على الأرجح وتم تطويرها حتى تتمكن من الوصول إلى تل أبيب من اليمن التي تبعد 1800 كيلومتر على الأقل.

وأضاف "الأرجح أنها من طراز صمد 3 ونقدر أنها أطلقت من اليمن ووصلت إلى تل أبيب".

من جانبه، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بجعل الحوثيين "يدفعون ثمن" الهجوم.

وقال غالانت إنه أمر "بتعزيز أنظمة الدفاع الجوي" في اجتماع لقادة الجيش، مضيفا عبر حسابه على منصة إكس أن "النظام الأمني سيجعل كل من يحاول إيذاء دولة إسرائيل، أو يرسل الإرهاب ضدها، يدفع الثمن بطريقة حاسمة ومفاجئة".

خلال الأشهر الماضية، أعلن الحوثيون مرات عدة استهداف مدينة إيلات ومينائها في إسرائيل، ضمن عمليات منفردة أو بالاشتراك مع فصائل عراقية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يستهدفون فيها تل أبيب على ما يبدو.

ومنذ تشرين الثاني، يشنّ الحوثيون المدعومون من إيران، عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يؤكدون أنها على صلة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها. وهي عمليات ينفذونها "نصرة للفلسطينيين".

وجاء الهجوم الأخير بعد أن هددوا بالتصعيد.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن المسيرة تحطمت في شقة في مبنى في الساعة 3:12 فجراً (00:12 ت غ).

من جهته، قال المتحدّث باسم الشرطة دين إلسدون إنّه عُثِر على جثّة عليها آثار جروح ناجمة عن شظايا داخل الشقة في المبنى الذي لا يبعد كثيرا عن مبنى مُلحق بالسفارة الأميركيّة في إسرائيل.

وقالت خدمة الاسعاف الإسرائيلية إن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة.

- "كل شيء تحطم" -
التقطت كاميرا المراقبة الأمنية أزيز المسيرة الذي أعقبه انفجار هز المبنى وأطلق أجهزة إنذار السيارات.

أفاد مراسل فرانس برس أن المبنى الذي انفجرت فيه المسيرة يقع في شارع يبعد نحو 100 متر من المبنى الملحق بالسفارة الأميركية. وشاهد المراسل نوافذ محطمة على طول الشارع الذي يحيط به العديد من المباني السكنية.

وقال كينيث ديفيس المقيم في فندق قبالة المبنى المستهدف "استيقظت لأني سمعت صوتاً قوياً يشبه هدير طائرة 747 قادمة نحوي... ثم سمعت دويّ انفجار قوي... تحطم كل شيء في الغرفة، النوافذ، وسقطت أجزاء من السقف عليَّ، لم تكن ثقيلة، لكن الكثير من الأجزاء الصغيرة".

وقال هاغاري إن إسرائيل "اعترضت مسيَّرة أخرى حاولت التسلل من الشرق" في الوقت نفسه تقريبا الذي وقع فيه هجوم تل أبيب. وأضاف "نحن نحقق في سبب عدم التعرف عليها كتهديد واعتراضها قبل أن تنفجر... أريد أن أؤكد أن الدفاع (الجوي الإسرائيلي) ليس منيعاً للاختراق".

في الأسابيع الأخيرة، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، وهي تحالف واسع من فصائل تدعمها إيران، مسؤوليتها عن هجمات بمسيَّرات ضد أهداف في إسرائيل، واصفة العديد منها بأنها "عمليات مشتركة" مع الحوثيين.

اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم شنته حركة حماس في إسرائيل في السابع من تشرين الاول وأسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام اسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة ما زال 116 منهم في غزة، من بينهم 42 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وهجمات برية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 38848 شخصا، معظمهم من المدنيين ولا سيما من النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في غزة.

- وصمة أخلاقية -
مع احتدام القتال الجمعة، أفاد سكان عن سماع أصوات إطلاق نار جراء اشتباكات بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، مع أصوات انفجارات وقصف في منطقة تل الهوى بمدينة غزة.

ودمرت إسرائيل معظم مساكن قطاع غزة ومبانيه وجرفت الطرق ومرافق البنية التحتية، وتسببت بنزوح جميع السكان تقريباً عدة مرات، هربا من القصف والدمار وبسبب نقص الغذاء ومياه الشرب.

ويعيش كثيرون في ظروف بائسة وغير صحية. وأكدت الهيئات الصحية في غزة وإسرائيل الخميس رصد فيروس شلل الأطفال شديد العدوى في عينات الصرف الصحي في غزة.

لكن منظمة الصحة العالمية أكدت الجمعة عدم تسجيل أي حالة شلل بشري ناجم عن هذا الفيروس حتى الآن.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن "الوضع الإنساني... وصمة عار أخلاقية علينا جميعا".

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد رغم الضغوط المتزايدة في الداخل والخارج، تصميمه على مواصلة الحرب مكررا أن هدفها القضاء على حماس.

ويعارض وزراء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم أي اتفاق هدنة، ولا سيما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي يصف أي اتفاق مع حماس بأنه "استسلام".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium