نعى منتدى الإعلاميين الفلسطينيين الصحافي محمد أبو جاسر وزوجته وأطفاله ووالدته المقعدة جراء قصف إسرائيلي لمنزله في جباليا شمالي قطاع غزة.
وأشار المنتدى إلى أنّه "بانضمام أبو جاسر لقافلة شهداء الحركة الإعلامية الفلسطينية يصبح عدد الإعلاميين الذين قتلوا في طوفان الأقصى نحو 161 صحافياً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
وجدد المنتدى دعوته لحماية الصحافيين وتمكينهم من أداء واجبهم المهني وفقا للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، ودعا لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المتواصلة بحق الصحافيين الفلسطينيين.
وقبل أسابيع توفي شقيق الصحافي أبو جاسر حيث نعاه بكلمات مؤثرة وفق موقع "فلسطين".
ولد محمد أبو جاسر في السابع من أيلول عام ١٩٨٥، في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، وحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة أحمد الشقيري للبنين عام ٢٠٠٣. ونال شهادة البكالوريوس في الصحافة والاعلام من جامعة الأمة للتعليم المفتوح، كما حاز على درجة الماجستير في الصحافة والاعلام من الجامعة الإسلامية بغزة. وعمل منذ تخرّجه في العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية، مثل صحيفة الرسالة، صحيفة فلسطين، مجلة زهرة الخليج، وموقع "ألترا فلسطين".
خلال الحرب على قطاع غزة، رفض الخضوع لأوامر الجيش الإسرائيلي والنزوح من شمال القطاع إلى جنوبه وقرر البقاء والصمود في مخيم جباليا.
وكتب جاسر حينها منشورا في صفحته عبر فيسبوك: "بالنسبة لي ولكل عيلتي.. #مش_طالعين". وكان جاسر ينقل أحداث العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة ومخيم جباليا بشكل خاص، ويغطي الجنازات ووداع الرفاق، وينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك.
في أحد منشوراته كتب: "جباليا: كلمة مشتقة من العلو والارتفاع (الجبل).. عرفتو ليش سميت جباليا". وآخر ما نشره جاسر عبر فيسبوك كان منشورا ينعى فيه شقيقه عبد الله الذي قتل في السادس من تشرين الثاني٢٠٢٣، ويذكر آخر موقف جمعهما سويا. كتب جاسر في منشوره: "آسف لقد أخلفت الوعد! في إحدى جلسات السمر بيني وبين أخي الحبيب، ذكرنا الموت، وفي نهاية الحديث، بحكم أنا أكبر منه بـ9 سنوات، طلبت من أخي وصديقي الحنون، أنه في حال مفارقتي للحياة أن توعدني بألا تبكي بتاتا وأن تصبر الجميع برحيلي من هذه الدنيا، فقال: وعد. ثم أطلق تنهيدة قوية وقال لي: "ممكن توعدني نفس الوعد!" كانت إجابتي: صعب جدا، ولا أستطيع أن أتخيل أن تموت قبلي، صحيح أن فرق العمر بيني وبينك كبير وبالإضافة إلى أن الموت لا يعرف كبير ولا صغير؛ لكن "مش متخيل تموت قبلي". رد علي بابتسامته المعهودة "بدك توعدني وإلا بتراجع عن وعدي لك". فقلت له دون تفكير "بوعدك"، مع إضافة بعض الوعودات التي أحتفظ بها لنفسي. و جاء الخبر الصادم وغير المتوقع من صديق قال "عبد الله أخوك استشهد"!!!! في لحظة واحدة، تمنيت الموت ولم أسمع بهذا الخبر، ودخلت في موجات الحزن. وذهبت إلى المستشفى لأرى جثمانك الطاهر فأول ما وقع نظري عليك "ملأ عيني الدموع بشكل لا أرادي". فلم أستطع يا مهجة القلب، وضي العين، ويا رفيق الروح أن أكون عند وعدي بعدم البكاء".
ونعت صحيفة فلسطين، الصحافي الذي قضى إلى جانب أسرته ووالدته المقعدة إثر غارة إسرائيلية على منزله في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.