تصدّرت مفاوضات الدوحة لوقف النار في غزّة المشهد الإقليمي والدولي في الساعات الأخيرة، وسط ترقّب ديبلوماسي لأيّ تطوّر عسكري من جهة "حزب الله" أو إيران، قد ينعكس سلباً على مسارها، في أعقاب تهديدهما بالردّ على اغتيال إسرائيل للقياديَين فؤاد شكر وإسماعيل هنية، نهاية تموز الماضي.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإنّ "التوتّرات الإقليمية تُخيّم على الجولة الجديدة من الديبلوماسية، رغم أن مؤشرات برزت أمس الخميس، تُفيد أنّ استئناف محادثات التهدئة قد يؤخّر الهجمات الجديدة على الحدود اللبنانية".
ونقلت عن أحد الأفراد القريبين من "حزب الله"، والذي تحدّث مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أنه "يمكننا القول إنّ حزب الله لن يشنّ عملية انتقامية في خلال محادثات قطر، لأنّه لا يريد أن يتحمّل تبعة عرقلة المفاوضات أو الصفقة المحتملَة"، مضيفاً: "يمكن للإنتقام أن ينتظر، فهو ليس عاجلاً وليس له حدّ زمني".
من جهتها، أفادت شبكة "سي بي أس نيوز" الأميركية أنّ "التقييمات الأميركية تُشير إلى أنّ إيران لن تسعى إلى تعطيل مفاوضات وقف النار الجارية في الدوحة، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل".
وأضافت أنّ "هذه المحادثات قد تمتدّ إلى نهاية الأسبوع، لكن من غير الواضح إلى متى قد تمتنع إيران ووكلاؤها عن مهاجمة إسرائيل؟".
بدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين، الخميس، إنّ "الهجوم الإيراني قد يأتي مع تحذير ضئيل أو من دون تحذير، ومن المؤكد أنه قد يأتي في الأيام المقبلة".
وتضيف شبكة "سي بي أس نيوز" نقلاً عمّا سمّتها "مصادر متعددة في المنطقة" أنّ "الحكومة الإيرانية تواصل المناقشات الداخلية حول ما إذا كانت ستستخدم القوة العسكرية كما فعلت في هجوم 13 نيسان الماضي، عندما أطلقت مئات الطائرات من دون طيار والصواريخ في اتجاه إسرائيل، أم ستجري عملية استخباراتية سرية؟".
وأشارت المصادر أيضاً للشبكة إلى أنّ "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا يريد التصرّف من دون موافقة إيران، لكنه لا يسعى أيضاً إلى صراع أوسع نطاقاً مع إسرائيل"، فيما "تُقدّر الولايات المتحدة أنّ حزب الله قد يشنّ هجوماً من دون سابق إنذار أو تحذير".
وقالت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة لشبكة "سي بي إس نيوز"، في وقت سابق من هذا الشهر، إنّ "حزب الله قد لا يقتصر على الأهداف العسكرية داخل إسرائيل هذه المرة، ممّا يشير إلى أن المجموعة قد تستهدف أوسع وأعمق داخل الأراضي الإسرائيلية".
إلى ذلك، قال مسؤول بريطاني لـ"سي بي أس نيوز"، إنّ "تركيزنا الأساسي هو على الجهود الديبلوماسية وخفض التصعيد. ولكن كما نتوقّع، فنحن أيضاً على استعداد للدفاع عن إسرائيل، ونظلّ على اتصال دائم بالولايات المتحدة وحلفائها بشأن السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك الدعم النشط لتعويض الوظائف الأميركية كما فعلنا في نيسان".
وصرّح مسؤول فرنسي أيضاً للشبكة الأميركية قائلاً: "لقد كنّا ندعو جميع الجهات الفاعلة في المنطقة إلى خفض التصعيد. وإلى جانب الولايات المتحدة، نحافظ على التنسيق الديبلوماسي والعسكري القوي في المنطقة ونساعد في تقييم الوضع ومراقبته".
واليوم، يصل وزيرا الخارجية البريطاني ديفيد لامي والفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى تل أبيب، وسط تحذير من أنّ الشرق الأوسط يواجه خطر "خروج الوضع عن السيطرة". وتأتي هذه الزيارات للمنطقة في إطار جهود دولية لتخفيف حدة التوتّر المتصاعد.