تحتل مجريات الضفة الغربية والعنف المتزايد منذ أن أطلق الجيش الإسرائيلي عمليته في طولكرم وجنين اهتمام الصحافة الفلسطينية والعبرية، نسبةً لخطورة المستجدات واحتمال مواجهة إسرائيل جبهة جديدة كانت جمراً تحت الرماد.
في هذا السياق، يرى إعلام إسرائيلي أن لـ"حزب الله" وإيران صلة بالعنف المتزايد جرّاء نشاط تهريب السلاح من الخارج إلى الداخل.
من جهته، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن "التوتر يتصاعد على خلفية إسهام إسرائيلي يأتي من داخل الحكومة. ففي جهاز الأمن (الجيش والشاباك) قلق من تأثير الاستفزازات التي يبادر إليها إيتمار بن غفير" في المسجد الأقصى، "وفي موازاة ذلك، تتزايد هجمات مستوطنين متطرفين على قرى فلسطينية، والمهاجمون يشعرون أنهم يتلقون الدعم من مندوبيهم في الائتلاف".
و أشار هرئيل إلى أن "القتال في الضفة منذ 7 أكتوبر هو الأكثر شدة منذ انتهاء الانتفاضة الثانية في العام 2006 تقريبا، لكن الحرب الدائرة في قطاع غزة وعدد القتلى الفلسطينيين الكبير في الضفة، الذي يزيد عن 600 في العشرة أشهر ونصف الشهر الماضية، ما زال لا يستدرج الجمهور الفلسطيني الواسع في الضفة إلى داخل الصراع كما في الانتفاضتين".
وأضاف هرئيل أن "المزيج الحالي القابل للانفجار يقرب الضفة إلى نقطة غليان جديدة"، وأن الجدل في إسرائيل حول وقف الحرب على غزة ونقلها إلى لبنان "يستند إلى فرضية أن الضفة ستبقى حلبة ثانوية. إلا أن حجم القتال هناك، وعدد العمليات المسلحة في الضفة، وبعضها موجه إلى وسط البلاد، من شأنها تحويلها إلى حلبة مركزية في الحرب".
وبحسبه، فإن "الحدود الشرقية بين الأردن والضفة مخترقة بالكامل، وتبذل إيران وحزب الله مجهودا منسقا في السنوات الأخيرة لتهريب عبوات ناسفة ذات مواصفات عسكرية إلى الضفة وكذلك بنادق ومسدسات. ويبدو أنهما يحققان نجاحات".
وأضاف أن "نقطة ضعف أخرى تتعلق بخط التماس. فالعائق (جدار الفصل العنصري) الذي بني قبل عشرين عاما تم إهماله على مر السنين وفقد فاعليته، كما أن ثغرات فيه لم تُغلق أبدا".