ديانا يوسف مستشارة "ناسا" تبتكر مرحاضاً يحل أزمة الصرف الصحي في العالم (فيديو)
المصدر: "النهار"
طورت عالمة الكيمياء الحيوية المصرية ديانا يوسف الحاصلة على دكتوراه من جامعة كورنيل، والتي شغلت منصب مستشارة في ناسا، مرحاضًا مبتكرًا يُدعى "iThrone"، يعمل من دون الحاجة إلى الماء أو شبكة الصرف الصحي.
طوّرت عالمة الكيمياء الحيوية المصرية ديانا يوسف الحاصلة على دكتوراه من جامعة كورنيل، والتي شغلت منصب مستشارة في "ناسا"، مرحاضًا مبتكراً يُدعى "iThrone"، يعمل من دون الحاجة إلى المياه أو شبكة الصرف الصحي.
ويستخدم هذا المرحاض غشاءً خاصاً لتبخير 90 في المئة من الفضلات البشرية، مما يساهم في حل أزمة الصرف الصحي العالمية.
ومن المعروف أن أكثر من 4.2 مليارات شخص يعانون خدمات صرف صحي غير كافية، ويفتقر 673 مليون شخص الى أي نوع من المراحيض. وهذا النقص يتسبب بوفاة 564 ألف شخص سنويًّا؛ بسبب الأمراض المرتبطة بسوء خدمات الصرف الصحي.
وأوضحت يوسف بشكل خاص أنّ تعرّض النساء والفتيات للعنف أثناء بحثهن عن أماكن آمنة لقضاء حاجتهن، يجعل قضية الصرف الصحي مرتبطة أيضاً بالمساواة بين الجنسين.
وأسّست ديانا التي نشأت في بوسطن لأبوين مصريين، عام 2013، مختبرات Change Labs لتطوير حلول عملية للصرف الصحي.
ونشأت فكرة "iThrone" خلال عملها مستشارة في مبادرة مشتركة بين وكالة "ناسا" و"الوكالة الأميركية للتنمية الدولية"، بحيث درست استخدام مواد قابلة للتنفس لإعادة تدوير المياه العادمة.
تقول ديانا في تقديمها لمشروعها: "عندما يعيش الناس من دون الوصول إلى الصرف الصحي الآمن، فمن الصعب جداً عليهم تحسين نوعية حياتهم"، موضحة في مقابلة مع موقع "البيس" بالفيديو من منزلها في بوسطن: "وفقاً لمنظّمة الصحة العالميّة، يستخدم 4.2 مليارات شخص خدمات الصرف الصحي التي لا تعالج النفايات. وبين هؤلاء، لا يمتلك 673 مليون شخص أي نوع من المراحيض ويضطرون إلى التبرز في العراء. يموت حوالى 564 ألف شخص كل عام بسبب أمراض مرتبطة بالصرف الصحي السيئ، وبخاصة الإسهال".
وتضيف: "50% من المدارس في العالم تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي الكافية، مما يجعل من الصعب للغاية - بالنسبة الى الفتيات بشكل خاص - الذهاب إلى المدرسة. عندما يذهبن إلى المدرسة، يقاومن الرغبة في الذهاب إلى الحمام، لذلك لا يأكلن، ولا يشربن، وينتهي بهن الأمر بالتعب، ويواجهن صعوبة في الانتباه. وعندما تبدأ دورتهن الشهرية، يتغيبن عن المدرسة لمدة أسبوع كل شهر ويتأخرن عن الدراسة".
تأسف يوسف، وهي أم لثلاث بنات - تراوح أعمارهن بين 5 و13 سنة - على الوضع: "أجد صعوبة كبيرة في فهم أنّ هذا يحدث للفتيات في جميع أنحاء العالم، بينما تعيش بناتي الحياة التي يعشنها فقط بسبب المكان الذي ولدن فيه".
كانت ولادتهن واحدة من القوى الدافعة التي دفعت يوسف إلى إطلاق شركتها الناشئة - change:WATER Labs - عام 2013: "عندما أنجبت ابنتي الأولى، كنت عاطلة عن العمل لمدة عامين، لأن لا أحد أراد توظيفي". ونتيجة لذلك، كان عليها أن تعيد اختراع نفسها. "أريد أن أضرب لهم المثل، وأن أظهر لهم قدراتي وكفاءتي". كما تلعب جذورها المصرية دورًا في عملها. "أعتقد أننا جميعًا، نحن القادمين من الشرق الأوسط، ندرك أهمية المياه. إنها حيوية".
وتبنّت ديانا فكرة ظهرت أثناء مشاركتها كمستشارة في مبادرة مشتركة بين وكالة "ناسا" و"الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" (USAID) عام 2009، والتي سعت إلى إيجاد حلول تكنولوجية للمشكلات المتعلقة بالوصول إلى المياه. خلال هذا المشروع، جرى النظر في استخدام المواد القابلة للتنفس لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي وتحويلها إلى مياه صالحة للشرب. وتصف ذلك قائلة: "تتمتع هذه المواد بخاصية امتصاص الرطوبة من منطقة ونقلها إلى الهواء الجاف على الجانب الآخر. تدخل المياه السائلة إلى المادة ويخرج من الجانب الآخر على شكل بخار".
وتوضح أنّ عملها السابق مع الأمم المتحدة - والذي تضمن البحث عن نماذج أعمال تربط القطاع الخاص بمجال التنمية - سمح لها بزيارة بلدان في الجنوب العالمي والتعرّف على مشكلات الصرف الصحي.