أعلنت السلطات العراقية في بيان رسمي تسلّمها 50 عنصراً عراقياً من "تنظيم الدولة الإسلامية" كانوا معتقلين لدى القوات الكردية في شمال شرق سوريا.
ويحذّر العراق باستمرار من التهديد الذي لا يزال يشكّله التنظيم المتطرف في شمال شرق سوريا، ففي كانون الثاني، هاجم عشرات الجهاديين سجن غويران في محافظة الحسكة، قبل أن تستعيد القوات الكردية سيطرتها على السجن بعد أيام من الاشتباكات التي أسفرت عن مئات القتلى.
وبحسب بيان صادر عن خلية الإعلام الأمني العراقية، فقد "تسلّمت قيادة العمليات المشتركة من قوات سوريا الديموقراطية 50 عنصراً من عصابات داعش الإرهابية عبر طريق منفذ ربيعة الحدودي".
وتقوم قيادة العمليات المشتركة بتنسيق عمل كافة القوات الأمنية في البلاد وتتعاون مع التحالف لدولي لمحاربة المتطرفين الإسلاميين الذي تقوده واشنطن.
وأوضح البيان أنه سيتمّ تسليم الإسلاميين المتطرفين "إلى وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية لغرض التحقيق معهم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم".
وقال مصدر أمني عراقي رفيع إن هؤلاء "مقاتلون" عراقيون. وأعادت البلاد في الماضي نحو 100 جهادي، عبر عدة عمليات تسليم مماثلة.
وكشف مصدر عسكري رفيع لـ"فرانس برس"، بأنه بالمجمل "هناك 3500 معتقل عراقي في سوريا" في سجون القوات الكردية السورية.
لا يزال كذلك نحو 30 ألف عراقي في مخيم الهول للنازحين في سوريا، بينهم 20 ألف طفل، أعادت منهم السلطات العراقية أكثر من 450 عائلة حتى الآن.
ورغم إعلان العراق الحاق الهزيمة بالتنظيم أواخر العام 2017 بعد طرده من كل المدن الرئيسية التي سيطر عليها عام 2014، فإن القوات العراقية ما زالت تلاحق خلايا نائمة في مناطق جبلية وفي البادية.
وحاكم العراق حتى الآن آلاف العراقيين لانتمائهم لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" وهي جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام بحسب قانون مكافحة الإرهاب.
أشار تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي في كانون الثاني 2022 إلى أن التنظيم "حافظ على قدرته على شنّ هجمات بمعدل ثابت في العراق، بما في ذلك تنفيذ عمليات كرّ وفر ونصب الكمائن وزرع القنابل على جنبات الطرق، مع تركز نشاطه بشكل ملحوظ في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين".
وأضاف التقرير أن التنظيم يستغلّ "سهولة اختراق الحدود" بين العراق وسوريا، ويضم "ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل في كلا البلدين حيث يشكّل خلايا ويدرّب عناصر لشن الهجمات".
وبهدف الحد من نشاطات الجهاديين، بدأ العراق نهاية آذار، بناء حاجز خرساني عند حدوده الغربية مع سوريا في منطقة لا تزال تنشط فيها خلايا تابعة لـ"تنظيم الدولة الإسلامية".