قال محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، اليوم الثلثاء، إنه يأمل أن تعيد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين النظر في تصريحاتها حول قيام إسرائيل بما ينسجم مع موقف أوروبا الداعم للسلام في الشرق الأوسط.
وكانت فون دير لاين بعثت برسالة مسجلة عبر توتير الأسبوع الماضي بمناسبة مرور 75 عاما على إنشاء دولة إسرائيل قالت فيها "قبل 75 عاما حلم قد تحقق بالتزامن مع يوم الاستقلال الإسرائيلي... اليوم نحتفل بمرور 75 عاما على الديمقراطية النابضة بالحياة في قلب الشرق الأوسط... أنتم حرفيا جعلتم الصحراء تتفتح".
وذكر اشتية في بداية اجتماع الحكومة الأسبوعي في رام الله اليوم الثلثاء "إنني آمل من السيدة أورسولا فون دير لاين أن تعيد النظر في ما قالته، بما ينصف شعبنا وتاريخنا وأرضنا، وبما ينسجم مع موقف أوروبا الداعم للسلام، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين استنادا إلى الشرعية الدولية، والقانون الدولي".
وأضاف "إلى المحتفلين بالذكرى 75 لإنشاء دولة إسرائيل، أود أن أذكركم بأن ذكرى إنشاء إسرائيل هي ذكرى نكبة فلسطين".
وأضاف "أن إسرائيل كيان استعماري... أقيمت على أنقاض 531 قرية وبلدة فلسطينية هدمت، وشرد أهلها ولا زالوا في المخيمات في لبنان، وسوريا، والأردن، وغزة، والضفة الغربية، ومصر، منذ 75 عاما يعيشون على أمل العودة إلى بيوتهم".
ودعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى مقاطعة كل فعاليات الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، رفضا لتصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية.
وقالت في بيان لها أمس الاثنين إنها قررت "مقاطعة الفعاليات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، والتي تقام يوم الرابع من ايار الجاري في مؤسسة القطان في رام الله، وأية فعاليات أخرى ينظمها الاتحاد، بما فيها (يوم أوروبا)، ودعت الصحافيين إلى عدم المشاركة فيها".
وكانت تصريحات فون دير لاين أثارت إدانة واسعة في الدول العربية والإسلامية.
وأبدت منظمة التعاون الاسلامي الأسبوع الماضي استيائها الشديد. وقالت في بيان لها إن هذه التصريحات "تحمل إشارات سياسية وتاريخية مخيبة للآمال، ولا تنسجم مع مواقف الاتحاد الأوروبي القائمة على حقوق الإنسان والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
ودعت المنظمة في بيانها "الاتحاد الأوروبي إلى الوقوف عند مسؤولياته السياسية والقانونية والإنسانية تجاه العمل على إنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي".
كما طالبت المنظمة الاتحاد الاوروبي "تصحيح الظلم التاريخي الذي ما يزال واقعا على الشعب الفلسطيني، ودعم حقوقه المشروعة بما فيها حقه في العودة، وتجسيد قيام دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
كما انتقد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية تصريحات فون دير لاين.
وقال في بيان له "هذا الخطاب لا يعد فقط مسيئا للفلسطينيين ولمعاناتهم التاريخية منذ النكبة.. وإنما أيضا يعكس تماهيا كاملا مع الرواية الإسرائيلية وهو أمر يدعو للأسف".