قالت قوات سوريا الديموقراطية، وهي جماعة مدعومة من الولايات المتحدة ساعدت في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، اليوم الجمعة، إنها أوقفت جميع عمليات مكافحة الإرهاب المشتركة مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين نتيجة القصف التركي على منطقة سيطرتها.
وكثفت تركيا قصفها وضرباتها الجوية على شمال سوريا في الأسابيع الماضية، وتستعد لعملية برية مستهدفة مقاتلين أكرادا سوريين تصفهم بأنهم إرهابيون، لكنهم يشكلون الجزء الأكبر من قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
ولطالما حذرت قوات سوريا الديموقراطية من أن التصدي لأي توغل تركي جديد سيحول الموارد بعيدا عن حماية سجن يضم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أو استهداف خلايا نائمة للتنظيم لا تزال تشن هجمات كر وفر في سوريا.
وقال آرام حنا المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية لرويترز إن "كل عمليات التنسيق والعمليات المشتركة لمكافحة الارهاب مع التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة وكذلك "جميع العمليات الخاصة المشتركة التي كنا ننفذها بانتظام" قد توقفت.
وتسبب القصف التركي، باستخدام أسلحة بعيدة المدى وضربات جوية، في استياء الولايات المتحدة حليفة أنقرة في حلف شمال الأطلسي.
وأبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره التركي يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة "تعارض بشدة أي عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا".
كما قال أوستن إن الضربات التركية "هددت بشكل مباشر سلامة الجنود الأميركيين الذين يعملون مع شركاء محليين في سوريا لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية"، وفقا لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
ودعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديموقراطية بضربات جوية ومعدات عسكرية ومستشارين منذ عام 2017، وساعدها في البداية على استعادة الأراضي من الدولة الإسلامية ثم دعم عمليات التطهير ضد خلايا نائمة لمتشددين.
وقال المتحدث باسم البنتاغون البريجادير جنرال باتريك رايدر للصحافيين في وقت سابق إن العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية لم تتوقف.
ولم يرد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بعد على استفسار من رويترز اليوم الجمعة بشأن ما إذا كان قد جرى تعليق المزيد من العمليات.
وأفاد رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا شيخموس أحمد لرويترز بأن الغارات التركية في أواخر تشرين الثاني عطلت العمليات في مخيم الهول ومحيطه حيث يتم احتجاز نساء وأطفال مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال إن العمليات الإنسانية توقفت لأيام عدة، موضحا أن بعض القاصرين المنتمين إلى التنظيم حاولوا الفرار لكن تم الإمساك بهم.
وأكد مصدر غربي مطلع على الأمر أن هناك "بعض التحركات المقلقة" في القسم الذي يتم فيه احتجاز نساء وأطفال أجانب على صلة بالتنظيم.
وقال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديموقراطية في وقت سابق هذا الأسبوع لرويترز إنه يطالب برسالة "أقوى" من واشنطن بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على الحدود.
وأضاف "ما زلنا قلقين. نحتاج إلى تصريحات أكثر قوة ووضوحا لوقف تركيا... لقد أعلنت تركيا عن نيتها وهي تستطلع الآن الأمور. تتوقف بداية وقوع غزو على كيفية تحليلها لمواقف الدول الأخرى".