إنتقدت إيران التصرف "غير المقبول" للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، في أعقاب تقرير للوكالة الأممية عن تعديلاتٍ على أجهزة طرد مركزي، تؤكد طهران أنه استند الى خطأ من أحد المفتشين الدوليين.
وتأتي الانتقادات الجديدة بعد زهاء أسبوعين من إعلان غروسي عزمه التّوجه إلى طهران خلال شباط لحضّ إيران على زيادة تعاونها بشأن أنشطتها النووية، بعد تقليصه منذ أشهر في ظل توتراتٍ بين طهران وكل من الوكالة وأطراف غربية، وفي ظل جمود يسود مباحثات إحياء الإتفاق الدّولي لعام 2015 بشأن برنامج إيران النووي.
وأوردت الوكالة، في تقريرٍ سرّي هذا الأسبوع، أن إيران أدخلت تعديلاً جوهرياً على الربط بين سلسلتين تعاقبيتين من أجهزة الطّرد لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل الى 60 في المئة في منشأة فوردو، من دون الإبلاغ عن ذلك بشكل مسبق.
وردّت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بأنّ التقرير يعود إلى "خطأ" من مفتّش دولي، وأن المسألة تمّ "إيضاحها" قبل صدور التقرير الى الدول الأعضاء.
والسبت، نقلت وكالة "إيرنا" الرسمية عن رئيس المنظمة الإيرانية محمد إسلامي قوله "بعثنا برسالة إلى الوكالة بأن المفتش ارتكب خطأ ورفع تقريراً غير دقيق. لكن مجدداً، قام المدير العام للوكالة بنشر ذلك عبر الإعلام".
وأضاف:"هذا التصرف غير احترافي وغير مقبول، ونأمل في ألا يواصل المدير العام للوكالة هذه الممارسة، لأن هذا الأمر غير مقبول حيال سمعة الوكالة".
وأورد تقرير الوكالة أنّ المفتشين اكتشفوا خلال عملية تفتيش غير معلنة في 21 كانون الثاني، أن "سلسلتي طرد مركزي من طراز "آي آر-6" مترابطتان بطريقة تختلف اختلافًا جوهريًا عن طريقة التشغيل التي أعلنتها إيران للوكالة".
وأضافت أن إيران استخدمت هاتين السلسلتين منذ أواخر عام 2021 لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل الى 60 في المئة.
وفي بيان مشترك الجمعة، رأت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أن التصريحات الإيرانية عن استناد التقرير الأممي الى خطأ من أحد المفتشين الدوليين، هي "غير كافية".
وقالت هذه الدول، وهي من أطراف اتفاق 2015، إن التغيير "يتعارض مع التزامات إيران" وإن "عدم الإخطار المسبق يضعف طاقة الوكالة على الحفاظ على قدرة الكشف السريع في المنشآت النووية الإيرانية".