في ملحمة إنسانية كبيرة، شهدتها مصر، وتحديداً إحدى قرى العياط في محافظة الجيزة، تبرّع أكثر من 300 شخص بالدم، لدعم شاب قرّر أن يتبرّع بفصّ كبده لإنقاذ حياة والدته المريضة.
الملحمة شهدت أحداثها قرية "العطف" عندما وجد صالح محمد حالة والدته الصحيّة تتدهور، ولم تُفلح زيارات أسرته لعدد كبير من الأطباء في شفاء الوالدة، التي تبيّن أنها مريضة بالكبد، وأنّه لا حلّ لها سوى في إجراء عمليّة زرع فصّ كبد، فما كان من الابن إلا أن قرّر على الفور، ومن دون تردّد، أن يقدّم إلى من كانت سبباً في وجوده في الحياة "فصّ كبده"، ولسان حاله يقول إنّ الجنة تحت أقدام الأمهات، كما أن السعادة تكون في التضحية من أجل الوالدين، فهم من ضحّوا أولاً.
كذلك، أصبح أهل قرية الشاب البارّ بوالدته نموذجاً لتقدير هذا العمل الإنساني، بعدما ناشدهم أصدقاؤه، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التبرّع بعدد كبير من أكياس الدم، التي قد يحتاجها صالح ووالدته المريضة، فتمّ جمع 300 كيس دم، في قصة إنسانية رائعة يتمنى الجميع اكتمالها بنجاة الابن المتبرّع وشفاء الأم المريضة.
صالح وأهل قريته أكّدوا بما لا يدع مجالاً للشك أننا ما زلنا بخير، ولا نحتاج إلا إحياء الأسرة المصرية بتقاليدها الراسخة.