تعجّ المحلات التجارية في شارع إبراهيم الخليل في مكة المكرّمة بمتسوّقين من كل جنس ولَون، مع عودة الحجاج بأعداد كبيرة لأداء المناسك، بعدما أجبرت جائحة كوفيد-19 السلطات السعودية على تقليص عدد الحجاج بشكل كبير خلال العامين الماضيين.
ينادي الباعة على بضاعتهم بينما يقف رجال ونساء يقلّبون في السُبح وسجاجيد الصلاة والملابس والعطور لشراء الهدايا لأحبائهم أو حمل التذكارات من الأراضي المقدسة.
تقول المصرية أماني فوزي، التي تؤدي فريضة الحج للمرة الأولى، إنّ "الأسعار معقولة وفي تنوع في الأسعار... اشتريت مسك المدينة المنورة وجلاليب لأختي وبناتي".
وقرّرت السعودية رفع عدد الحجاج هذا العام إلى مليون حاج من بينهم 150 ألفاً من داخل المملكة وذلك مقارنة مع نحو 2,5 مليون في 2019.
وبعد تفشي فيروس كورونا في 2020 سمحت السعودية لألف شخص فقط من داخل المملكة بأداء الفريضة، قبل أن يتم رفع العدد في العام التالي إلى 60 ألفاً.
"الحياة رجعت لنا"
عبّرت ذكرى فقيهي (24 عاماً) وهي سعودية تعمل بائعة في أحد المحال في شارع إبراهيم الخليل عن سعادتها لعودة الحجاج: "مبسوطين... السوق الشعبي رجع لنا، الأمور أحسن من الأول بكتير، الحياة رجعت لنا بعد الأزمة إحنا كنا في أزمة".
وأضافت: "نُبيع السبح وسجاد الصلاة وشراشف الصلاة والملابس الرجالية والأسعار زي ما هي ثابتة زي الأول لجذب الزبائن".
لكنّ البعض اشتكى من زيادة الأسعار في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم بسبب الحرب في أوكرانيا وقبلها جائحة كوفيد-19.
يقول السوري عدنان حسن (30 عاما) الذي يعمل بالتجارة ويقيم في الأردن "مقارنة بالأردن الأسعار هنا أغلي لاحظنا فروقات منيحة (كبيرة) في الأسعار، لكن عالميّاً الأسعار ارتفعت وليس فقط في المملكة".
ويضيف: "لكن الحمد لله خلصنا من جائحة عالمية ومن إغلاقات كانت عامة على كل الناس الواحد ينسر أن الحج بيرجع لوضعه الطبيعي ما في إجراءات وكمامات".
لكن الحاجة المصرية هبة بشير، التي زارت المملكة في 2014 لأداء العمرة، تقول إنّ الأسعار أغلى كثيراً من السابق، "في ناس كتير مش قادرة تشتري ارتفاع الريال عن الجنيه المصري عمل فرق في الأسعار حتى بالنسبة للأكل والشرب".
وتعتمد المنظومة الاقتصادية في مكة طوال السنة اعتماداً كبيراً على موسمَي الحج والعمرة كما أنّ السياحة الدينية مصدر مهم لإيرادات المملكة وتوفر فرص عمل كثيرة في قطاعات التجارة والفنادق والمطاعم والنقل والمواصلات.
ووفقاً لبيانات رسمية، فإنّ مناسك الحج والعمرة كانت تدر على المملكة في السابق حوالي 12 مليار دولار سنويّاً.
وفي إطار خطط الإصلاح الاقتصادي التي ينتهجها ولي العهد محمد بن سلمان، فإن المملكة كانت تأمل في زيادة عدد الحجاج إلى خمسة ملايين والمعتمرين إلى 15 مليوناً بحلول 2020، وكان المستهدف أيضا زيادة عدد المعتمرين إلى 30 مليونا بحلول 2030.
وكان الهدف جني 50 مليار ريال (13,32 مليار دولار) من الحج بمفرده بحلول 2030.