قتل قائد كبير في حركة "الجهاد الإسلامي" فضلا عن 14 شخصاً آخر في غارات للجيش الإسرائيلي الجمعة على قطاع غزة فيما أعلنت الحركة إطلاق مئة صاروخ على إسرائيل وتوعدتها بحرب "دون خطوط حمراء".
وكشف الجيش الإسرائيلي أن 15 شخصا قضوا في الغارات، فيما أشارت سلطات القطاع إلى سقوط ثمانية قتلى بينهم مدنيون وطفلة.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت لوسائل إعلامية "بحسب تقديرنا، قُتل 15 شخصا في العملية".
وأكّد "لم ننته بعد"، واصفا العملية بأنها "هجوم استباقي" على قائد كبير في الحركة.
في المقابل، أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل ثمانية أشخاص "بينهم طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات وإصابة أكثر من 44 بجروح مختلفة".
وقتل تيسير الجعبري القائد في "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة "الجهاد الاسلامي" على ما أفادت الحركة في بيان.
ونعت حركة الجهاد الاسلامي، "القائد الجهادي الكبير تيسير الجعبري (أبو محمود) الذي ارتقى شهيدا في جريمة اغتيال صهيونية غادرة استهدفته في مدينة غزة".
وليلاً، قالت "سرايا القدس" في بيان إنه "في إطار ردها الأولي على جريمة اغتيال القائد الكبير تيسير الجعبري وإخوانه الشهداء، سرايا القدس تدك تل أبيب ومدن المركز والغلاف بأكثر من 100 صاروخ".
"لا خطوط حمراء"
ومن طهران توعد الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة إسرائيل بخوض معركة "دون خطوط حمراء" والرد الصاروخي وصولا إلى تل أبيب.
وقال النخالة في مقابلة تلفزيونية "العدو الصهيوني بدأ هذا العدوان وعليه أن يتوقع قتالنا من دون توقف انشاء الله حتى النصر. لا مهادنة بعد هذا القصف، لا مهادنة بعد هذا العدوان".
وأكد "لا خطوط حمراء لهذه المعركة (..) ستكون تل أبيب أيضا أحد الأهداف التي ستقع تحت طائلة صواريخ المقاومة وكافة المدن الصهيونية".
وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة فوزي برهوم في بيان، إن "العدو الإسرائيلي مَن بدأ التصعيد على المقاومة في غزة وارتكب جريمة جديدة وعليه ان يدفع الثمن ويتحمل المسؤولية الكاملة عنها".
وأضاف أن "المقاومة بكل أذرعها العسكرية وفصائلها موحدة في هذه المعركة، وستقول كلمتها وبكل قوة ولم يعد ممكنا القبول استمرار هذا الوضع على ما هو عليه".
كذلك، توعدت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، في بيان ان "دماء أبناء شعبنا ومجاهدينا لن تذهب هدراً وستكون لعنة على الاحتلال".
"القضاء على التهديد"
وقال شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية لوكالة الصحافة الفرنسية، إنهم شاهدوا طائرات تغير على القطاع استهدفت إحداها وسط مدينة غزة.
وأفادت المصادر الفلسطينية نفسها، إن الطائرات الحربية الاسرائيلية أطلقت صاروخا على الاقل على شقة سكنية في برج سكني وسط حي الرمال، في غرب مدينة غزة.
وأوضحت مصادر أمنية أن الطائرات الاسرائيلية استهدفت مواقع تدريب لـ"سرايا القدس"، في مناطق عدة بقطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إن قوات الأمن تتحرّك "ضدّ إرهابيي الجهاد الإسلامي للقضاء على التهديد الذي يشكّلونه على مواطني إسرائيل".
وجاء تنفيذ الجيش الإسرائيلي لهذه الضربات وسط مخاوف من وقوع هجمات من قطاع غزة بعد اعتقال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" باسم السعدي في وقت سابق هذا الأسبوع في مخيم جنين، بالضفة الغربية المحتلة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان "لإعدائنا وخصوصا المسؤولون في حماس والجهاد الإسلامي أشدد على أن الوقت المتاح أمامك معدود. التهديد (على جنوب إسرائيل) سيزال بطريقة أو بأخرى".
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مكتب غانتس، أن وزير الدفاع الإسرائيلي وافق على استدعاء ما يصل إلى 25 ألف جندي احتياطي، إذا لزم الأمر.
ومنذ الثلثاء، أغلقت إسرائيل المعابر المستخدمة للبضائع والأشخاص على طول حدودها مع غزة، متذرعة بمخاوف من أعمال انتقامية بعد اعتقال السعدي.
كذلك، فرض الجيش قيودًا على الحركة في المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة.
وحذر المدير العام لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة الخميس، من خطر توقفها الوشيك بسبب نقص الوقود في ظل الاغلاق الاسرائيلي الكامل للقطاع.
ويعيش في القطاع 2,3 مليون نسمة وسط حصار جوي وبري وبحري تفرضه إسرائيل منذ عام 2007 عندما سيطرت حركة "حماس" على القطاع.
وخاضت اسرائيل مع الفصائل الفلسطينية المسلحة أربعة حروب منذ عام 2008.
ويعاني أكثر من ثلثي سكان القطاع الساحلي من الفقر بينما تتجاوز نسبة البطالة فيه 43%.