النهار

إسرائيل لا تريد حرباً واسعة… هل وبّخ نتنياهو الجنرالات؟
المصدر: "النهار"
إسرائيل لا تريد حرباً واسعة… هل وبّخ نتنياهو الجنرالات؟
عناصر من الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان (أ ف ب).
A+   A-
شكّلت عملية إطلاق الصواريخ من لبنان بالأمس باتجاه الجليل الغربي اختباراً جدّياً لمنظومة الردع الإسرائيلية، والتي يرى مسوؤل أمني إسرائيلي أنّها "تراجعت".
 
ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عن المسؤول الأمني قوله إنه "تلقينا تأكيداً على تراجع الردع الإسرائيلي، بعدما تخوّفنا منذ ذلك سابقاً"، معتبراً أنّ "إسرائيل ستختار التوقيت لجباية الثمن المؤلم".
 
في الساعات الأخيرة، تطوّر المشهد الأمني سريعاً بين لبنان وإسرائيل وقطاع غزّة، بعد إطلاق عشرات الصواريخ من قرية القليلة الجنوبية- قضاء صور، باتجاه الجليل الغربي أدّت إلى أضرار في المستوطنات الإسرائيلية وسقوط جرحى، وقد دفعت القيادة الإسرائيلية لاتّخاذ قرار بالردّ على مصدر النيران داخل فلسطين وخارجها.
 
وشنّت إسرائيل هجمات صاروخية على قطاع غزّة، بُعيد منتصف ليل الخميس الجمعة، قبل أن تعلن استهداف 3 مواقع في محيط مخيّم الرشيدية، جنوب لبنان، عند ساعات الفجر.
 
من جهته، أشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى أنّ "التصعيد الحالي سيُذكّر بما تمّ توقّعه والتحذير منه مسبقاً، إن كان في جهاز الأمن، أو شعبة الاستخبارات العسكرية وحتى قيادة المنطقة الشمالية"، مضيفاً: "الأعداء رصدوا الضعف الإسرائيلي في أعقاب الأزمة الداخلية".
 
كما أكد أنّ "حزب الله جاهز لتحمُّل المخاطر من خلال مواجهة مع إسرائيل، وإرساء معادلة جديدة، في حين وتسعى إسرائيل إلى تغييرها عبر ردّ عسكري، لكن من دون حرب واسعة".
 
وإزاء مشهد تصاعد الوتيرة الأمنية على الحدود الجنوبية والشمالية للكيان الإسرائيلي، ألقت المعارضة الإسرائيلية باللوم على الحكومة، وخاصة رئيسها بنيامين نتنياهو، بالتركيز على الإصلاح القضائي وإغفال الجانب الأمني.
وقد اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنّ "تصعيداً أمنيّاً حقيقيّاً سيؤدي إلى توقف لتهديدات عناصر الاحتياط في الجيش بتجميد خدمتهم العسكرية".
 
وأضاف هرئيل أنّه "خلال الأسبوع الماضي، زار نتنياهو قواعد عسكرية لأذرع الأمن المختلفة، وبينها هيئة الأركان العامة، وهنّأ الجنرالات بشكل مقتضب على إسهامهم في أمن الدولة".
 
ويكشف هرئيل أنّ "مزاج نتنياهو كان متعكّراً، وبدأ يوبخ الجنرالات"، وذلك بعيداً من عدسات الصحافة. كما وجّه نتنياهو قسماً كبيراً من غضبه نحو احتجاجات عناصر الاحتياط ضد الإصلاح القضائي. وادّعى نتنياهو أنّ "القيادة العليا للجيش الإسرائيلي لا تفعل ما يكفي من أجل مكافحة ما يصفه بـ(رفض الخدمة العسكرية)".
 
كما نُقِل عن نتنياهو قوله للجنرالات: "أنتم جيش يكلف الدولة 70 مليار شيكل سنويّاً، وأعلنتم عن إضراب ضد الدولة. وهذا غير معقول. ولا توجد إمكانية أن يتصرف عناصر الاحتياط وفق مشيئتهم".
 
بدوره، أشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" طال ليف رام إلى أنّ "المعطيات الأمنية الأخيرة شكّلت إنذاراً استراتيجياً لنتنياهو من قبل وزير الأمن وبدعم أجهزة الاستخبارات".
 
وبعد تنفيذ غارات عديدة في قطاع غزّة ولبنان، ألغى الجيش الإسرائيلي، قبل ظهر اليوم، التعليمات الاستثنائية لسكان غلاف القطاع وعند الحدود مع لبنان، وجعاهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
 
 

اقرأ في النهار Premium