يتجمع حشد من الحجاج لشراء قسائم الهدي والفدية وكذلك الأضحية والصدقة من منافذ تبيع صكوك مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي (أضاحي) المنتشرة في محيط الحرم المكي في خطوة أساسية لإتمام شعائرهم قد تساعد أيضاً في التخفيف من حدة أزمة الجوع التي تدق أجراس الخطر في العالم.
ويشتري الحاج سنداً أو أكثر بعدد الأغنام التي يرغب في شرائها، وبإمكانه الذبح بنفسه أو تحت إشرافه، ثم تتولى إدارة أضاحي إتمام عملية التجميد والتغليف والتوزيع في ثمانية مجمعات تمتد على أكثر من مليون متر مربع في مكة.
تأسّس مشروع أضاحي عام 1983 ويقوم على إدارته البنك الإسلامي للتنمية وتشرف على أعمال المشروع لجنة مشكلة من عدد من الجهات الحكومية في المملكة.
وخلال نحو 40 عاماً، استفادت 30 دولة تقريباً من اللحوم التي وزعها المشروع، وهو الجهة الوحيدة في المملكة التي تتعامل مع ذبائح الحجيج، من بينها العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والسودان وجيبوتي وموريتانيا فضلاً عن مجموعة من الدول الأفريقية.
ووفقا لموقع أضاحي الإلكتروني، يشرف على عمليات التوزيع للمستحقين خارج السعودية مندوبون من المشروع بالاشتراك مع سفارات السعودية في أكثر من 30 دولة مستفيدة وبالتنسيق مع حكومات هذه الدول.
ووسط أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الصراع الدائر في أوكرانيا، هناك نحو 50 مليون شخص يقفون على حافة المجاعة بحسب برنامج الأغذية العالمي.
وقالت وكالات الأمم المتحدة أمس إن مستويات الجوع في العالم زادت العام الماضي بسبب جائحة كوفيد-19، كما تثير حرب أوكرانيا وتغير المناخ مخاطر المجاعة والهجرة الجماعية على "نطاق غير مسبوق" هذا العام.
ويقول الدكتور عمر عطية نائب المشرف العام للشؤون المالية والإدارية في (أضاحي) لـ"رويترز": "مستعدون تشغيليا في موسم الحج هذا العام لذبح ما يقرب من 900 ألف رأس من الأغنام... وكنا قبل الجائحة نصل إلى مليون رأس" وهو ما يساوي تقريباً 12 مليون طن من اللحوم.
وتجرى معالجة اللحوم بعد الذبح وتعبئتها بتقنية ألمانية بحيث يمكن استخدامها خلال 12 شهراً.
ويوضح عطية "نعمل في المشروع على مكافحة الفقر والتخفيف عن المستحقين، كذلك نحرص على أن تكون لنا شبكة كبيرة من المتعاونين والموزعين سواء من الجهات الحكومية أو المجتمع المدني أو جهات الإغاثة العالمية.
"نركز بشكل كبير على توزيع اللحوم في الأماكن ذات الاحتياج العالي، ونتمنى أن تتوسع هذه العمليات لتكون المساهمة أكبر وأكبر في التخفيف عن المحتاجين".
وبدأ مشروع أضاحي بالفعل هذا العام التنسيق لتلبية احتياجات اليمن وتجمعات المهاجرين السوريين، وأيضاً مخيمات للاجئين وتجمعات متضرّرة من الكوارث في منطقة شرق وجنوب شرق آسيا.
يقول عطية: "لدينا إحصاءات دقيقة لمستوى الاحتياج العالمي، ونعمل على إعادة جدولة أولوياتنا سنوياً للمحتاجين داخلياً وخارجياً"، وفقاً للمستجدات.
كما ذكر عطية "في الأجل الطويل نطمح في أن تكون هناك مساهمة قوية لمشروع الأضاحي في التخفيف عن المستحقين وهذا بالطبع مبنى على رؤية المملكة 2030 التي تتحدث عن مضاعفة أعداد الحجاج خلال السنوات القادمة وبالتالي زيادة كبيرة في الهدي والأضاحي والصدقات والفدية إضافة إلى تنشيط العمل طول العام".
ويستهدف المشروع هذا العام توزيع أكثر من 160 ألف ذبيحة خارج السعودية بعد موسم الحج لتصل إلى 23 بلداً.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية في إصدار عام 2022 من تقرير الأمم المتحدة للأمن الغذائي والتغذية، إن ما يصل إلى 828 مليون شخص، أيّ حوالي 10 بالمئة من سكان العالم، تأثروا بالجوع العام الماضي، بزيادة قدرها 46 مليون نسمة عن عام 2020، ونحو 150 مليون شخص عن عام 2019.