قُتِل أربعة فلسطينيين، أحدهم قائد في كتائب شهداء الأقصى، الثلثاء، وجرح نحو 69 آخرين "بالرصاص الحي" بعدما اقتحم الجيش الاسرائيلي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، بعد يومين على انتهاء عملية إسرائيلية دامية في قطاع غزة.
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى مقتل فلسطينيين هما ابراهيم النابلسي القيادي في كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح في حركة فتح ومقاتل آخر "كان موجودا في المنزل". وقتل أيضا فتى يبلغ 16 عاما في نابلس.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت لاحق الثلثاء في بيان أن الفتى مؤمن ياسين جابر (17 عاما) "قتل متأثرا بجروح حرجة للغاية برصاص الجيش الإسرائيلي الحي في الصدر (اخترقت القلب)، في الخليل"،جنوب الضفة الغربية.
وقالت كتائب شهداء الأقصى إنها تنعي النابلسي (26 عاما) "أحد قادة كتائبها البارزين في مدينة نابلس" وسلام صبوح (25 عاما) وحسين جمال طه (16 عاما) "الذين استشهدوا في عملية اغتيال جبانة بعد اشتباك مسلح" مع الجيش الإسرائيلي.
وتوعدت كتائب الاقصى بأن "الرد على هذه الجريمة لن يكون له حدود".
حمل مسلحون جثمان ابراهيم النابلسي من مستشفى رفيديا في نابلس حيث تجمع مئات الفلسطينيين.
بدأت عملية الاقتحام صباحا وأعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية انها تستهدف منزل ابراهيم النابلسي في نابلس القديمة في شمال الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967.
وأضاف الجيش الذي أعلن انتهاء العملية "يشتبه في أن النابلسي ارتكب عددا من الهجمات بالرصاص ضد مدنيين وجنود في منطقة نابلس ومحيطها، بما في ذلك عمليات إطلاق نار في مجمع قبر يوسف".
وقالت الشرطة إن عناصر الجيش "أطلقوا النار على المنزل واستخدموا وسائل خاصة من بينها صواريخ محمولة على الكتف".
واوضح الجيش أن "مواجهات عنيفة" اندلعت وتعرض الجنود للرشق "بالحجارة والمتفجرات" وأن "الجنود ردوا باطلاق النار. وغادرت القوات المدينة ولم يسجل أي جريح في صفوفنا".
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس في مكان الحادث عن قتال عنيف في مدينة نابلس القديمة.
أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه "تعاملت في محافظة نابلس مع 69 اصابة بالرصاص الحي" مشيرا إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات علما بأن إصابات أربعة منهم "خطرة".
- "يحمل غداءه" - وقال جمال طه والد الفتى حسين طه الذي قتل الثلثاء لوكالة فرانس برس "كنت مع ابني في طريقنا إلى العمل وكان الجيش بعيدا عنا، تقدمني ابني بخطوات وهو يحمل غداءه معه. كنا خمسة بالطريق وأُصبنا وعندما هممت برفع ابني أصابوا شخصا آخر".
شارك أكثر من ألف شخص في تشييع جثامين الفلسطينيين الثلاثة ورفعوا الاعلام الفلسطينية بينما اطلق عشرات المسلحين النار في الهواء.
وأعلن الحداد في مدينة نابلس في ظل حداد واضراب يعم كل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية.
تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات اقتحام شبه يومية في الضفة الغربية منذ عدة أشهر، ركزت على نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي.
قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة "إن الاحتلال يقترب من المواجهة الشاملة مع شعبنا الفلسطيني بأسره، من خلال عدوانه الشامل الذي بدأ من مدينة القدس، ومن ثم امتد إلى جنين وغزة واليوم في نابلس، والذي ذهب ضحيته اليوم ثلاثة شهداء والعشرات من الجرحى".
وأكد أبو ردينة أن "الحكومة الإسرائيلية غير معنية بتحقيق الهدوء والاستقرار، وتعمل على استباحة الدم الفلسطيني واستغلاله لتحقيق مكاسب في السياسة الداخلية الإسرائيلية".
- بعد غزة - ومن جهته تطرّق رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إلى عملية نابلس عبر بيان باللغة العربية جاء فيه "شكلت عملية تصفية الإرهابي ابراهيم النابلسي خطوة أخرى في الكفاح غير القابل للمساومة الذي نخوضه ضد الإرهاب".
وحيا لبيد القوات المشتركة وقال "نفذوا عملية مركزة بنجاح كبير وبدون وقوع أي إصابات في صفوفهم".
وأتت العملية الإسرائيلية بعد يومين على انتهاء عملية عسكرية إسرائيلية دامية استهدفت حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة اسفرت عن سقوط 46 قتيلا فلسطينيا بينهم 16 طفلا، وإصابة أكثر من 360 بجروح، بحسب وزارة الصحّة في غزّة.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي مقتل 12 من مقاتليها في الضربات الإسرائيلية بينهم القياديان في غزة خالد منصور وتيسير الجعبري. وأطلقت الحركة خلال العملية أكثر من ألف صاروخ باتجاه إسرائيل.
اعترضت الأنظمة الإسرائيلية غالبية الصواريخ التي سقط بعضها في إسرائيل وتسبب بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار مساء الأحد بوساطة مصرية ما سمح الاثنين بإعادة فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة الخاضع لحصار أسرائيلي منذ اكثر من 15 عاما.
وقال لبيد مساء الاثنين إن الضربات في غزة "وجهت ضربة مدمرة للعدو".
ثم تحدث هاتفيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتعبير عن "تقديره" و"دوره المهم للغاية في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي" بحسب بيان صادر عن مكتبه.