النهار

اليوم الثالث والأخير لزيارته... الرئيس الصيني يعد في السعودية بعلاقات وثيقة في الأمن والطاقة
المصدر: أ ف ب
اليوم الثالث والأخير لزيارته... الرئيس الصيني يعد في السعودية بعلاقات وثيقة في الأمن والطاقة
مصافحة بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس شي خلال القمة (9 ك1 2022، واس).
A+   A-
تعهّد الرئيس الصيني شي جينبينغ في الرياض الجمعة إقامة علاقات وثيقة في مجالي الأمن والطاقة مع دول الخليج خلال اجتماعات مع قادة بلدان المنطقة، في ثالث وآخر أيام زيارة للمملكة سلّطت الضوء على التوترات مع واشنطن.

وشارك جينبينغ في رحلته الخارجية الثالثة منذ بدء جائحة فيروس كورونا، في اجتماع قمة مع زعماء وممثلين عن دول مجلس التعاون الخليجي الست واجتماع قمة آخر مع قادة الدول العربية.

وجاءت المناقشات غداة محادثات أجراها مع المسؤولين السعوديين أسفرت عن بيان مشترك أكّد على "أهمية الاستقرار" في أسواق النفط، وهي نقطة خلاف مع الولايات المتحدة التي تحث السعوديين على زيادة الإنتاج.

وقال شي في بداية القمة الصينية-الخليجية "ستواصل الصين دعم دول مجلس التعاون الخليجي بحزم في الحفاظ على أمنها (...) وبناء إطار أمني جماعي للخليج".

وتابع "ستواصل الصين استيراد كميات كبيرة من النفط الخام من دول مجلس التعاون الخليجي"، متعهدا في الوقت نفسه بمجالات أخرى للتعاون في مجال الطاقة بما في ذلك واردات الغاز الطبيعي المسال.

كما أشار إلى أن الصين "ستستفيد بشكل كامل من منصة مركز شنغهاي لتجارة النفط والغاز لدفعات تجارة النفط والغاز (باليوان)"، وهي خطوة، إذا شاركت فيها دول الخليج، يمكن أن تضعف الهيمنة العالمية الدولار الأميركي.

ولدى سؤاله في مؤتمر صحافي مساء الجمعة عما إذا كانت السعودية ستوافق على مثل هذا المخطط، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنه "ليس لديه ما يضيفه".

وشكل النفط السعودي 17 في المئة من واردات الصين العام الماضي. وفي الشهر الماضي أعلنت قطر عن صفقة غاز طبيعي مدتها 27 عامًا مع الصين.

- توتر مع واشنطن -
جاءت زيارة شي في وقت يشهد توترًا في العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة، حليفتها التاريخية والضامن الأكبر لأمنها، على خلفية إنتاج النفط وقضايا حقوق الإنسان والأمن الإقليمي.

ويأتي ذلك بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جدة في تموز، قبل انتخابات التجديد النصفي، عندما فشل في إقناع السعوديين بضخ المزيد من النفط لتهدئة الأسعار.

ووجهت رحلة شي بتحذير من البيت الأبيض الذي تحدث عن "التأثير الذي تحاول الصين توسيعه حول العالم"، معتبرا ان "العديد من الأمور التي يسعون إليها، وطريقة سعيهم إليها، لا تتلاءم مع الحفاظ على النظام الدولي الذي تحكمه قواعد" محددة.

وأكد المسؤولون السعوديون مرارًا أنهم يقدرون العلاقات العميقة مع واشنطن لكنهم لن يترددوا في استكشاف إمكانية تعزيز العلاقات في أماكن أخرى.

وقال وزير الخارجية "نحن نركز بشكل كبير على التعاون مع جميع الأطراف وأعتقد أن المنافسة شيء جيد"، مضيفا أن الرياض ستواصل أيضا علاقات قوية مع الولايات المتحدة "في جميع المجالات".

وأضاف "سنواصل العمل مع جميع شركائنا"، مؤكدا "أننا لا نؤمن بالاستقطاب".

من جهته، ألقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية البالغ 37 عامًا، كلمة أمام القمتين الجمعة وعد فيها بمواصلة التعاون العربي الصيني "لخدمة أهدافنا المشتركة وتطلعات شعوبنا".

- تحول نحو الشرق؟ -
يعمل الخليج، الشريك الاستراتيجي لواشنطن، على تعزيز العلاقات مع الصين كجزء من تحول نحو الشرق يضمن تنويع اقتصاداته المعتمدة على الوقود الأحفوري.

في الوقت نفسه، تحاول الصين التي تضررت بشدة من عمليات الإغلاق المرتبطة بكوفيد-19، إنعاش اقتصادها وتوسيع نطاق نفوذها لا سيما من خلال مبادرة "الحزام والطريق" التي توفر تمويلا لمشاريع بنية تحتية في جميع أنحاء العالم.

وقدّم المسؤولون تفاصيل محدودة عن جدول أعمال محادثات الجمعة، لكن أحد أوجه التركيز هو اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي وهي قيد المناقشة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، علما انه لم يحدث أي اختراق في هذا الصدد خلال الزيارة.

ويقول روبرت موجيلنيكي من  معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن "الصين سترغب في إنهاء المفاوضات التي طال امدها، حيث تشكل اتفاقات التجارة الحرة مع تكتلات تجارية ضخمة تمثل مسألة هيبة لبيجينغ".

وأضاف "الأمر ليس بهذه البساطة لدول مجلس التعاون الخليجي التي تبدو مهتمة أكثر بتقديم العلاقات الثنائية وتشارك بدرجات متفاوتة بمنافسة اقتصادية إقليمية مع الدول الاعضاء المجاورة لها".

ويمكن أن يساعد الاتفاق التجاري المملكة العربية السعودية، أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، على تنويع اقتصادها بما يتماشى مع أجندة "رؤية 2030" الإصلاحية التي طرحها الأمير محمد بن سلمان.

وقد وصفت وزارة الخارجية الصينية رحلة شي بأنها "أكبر نشاط ديبلوماسي بين الصين والعالم العربي" منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية. وستعقد القمة الصينية العربية المقبلة في الصين في تاريخ لم يحدد بعد.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium