شكر الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله الأحد، وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في دمشق، دولة الإمارات على المساعدات الإنسانية والإغاثية "الضخمة" التي قدمتها لبلاده منذ الزلزال المدمر.
وتقود دولة الإمارات، التي أعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2018 بعد قطيعة ديبلوماسية منذ اندلاع النزاع، الاستجابة الإقليمية لكارثة الزلزال الذي أودى بأكثر من 3500 شخص في سوريا وحدها. وأعلنت في مرحلة أولى تقديم 13,6 مليون دولار كمساعدات إغاثية لسوريا، قبل أن تتعهد تقديم خمسين مليون دولار إضافية.
وشكر الأسد، في بيان عن الرئاسة السورية إثر استقباله بن زايد، دولة الإمارات "قيادةً وشعباً على المساعدات التي تقدمها للشعب السوري" لافتاً الى أنها "كانت من أولى الدول التي وقفت مع سوريا وأرسلت مساعدات ضخمة إغاثية وإنسانية وفرق بحث وإنقاذ".
وأبدى تقديره لـ"استجابتها السريعة والتي تعبر عن عمق العلاقات والروابط الثنائية".
وأكد الوزير الإمارتي من جهته التزام بلاده بـ"تقديم الدعم والمساعدة المطلوبين لغوث إخواننا المنكوبين من جراء هذه الكارثة الإنسانية (...) كي يتخطوا هذه المحنة الطارئة".
وهذه أول زيارة لمسؤول خليجي إلى دمشق منذ حصول الزلزال فجر الإثنين.
ومنذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة، سارعت الإمارات إلى إرسال أطنان من المساعدات الغذائية والمواد الإغاثية والطبية وفريق بحث وإنقاذ متخصص يضم 42 عضواً، يعمل منذ الجمعة في ثلاثة مواقع في مدينة جبلة الساحلية المتضررة بشدة من الزلزال.
وبحسب بيان الرئاسة، زار الوزير الإماراتي مناطق متضررة من الزلزل لم يحددها، لكن صحيفة الوطن المقربة من دمشق نشرت صورة له في وقت لاحق تظهره مع فريق البحث الإمارتي في جبلة.
وتهبط الطائرات الإماراتية في مطاري دمشق واللاذقية التي وصلت اليها السبت أول دفعة من مساعدات غذائية إماراتية على متن طائرة روسية.
وأوضح مسؤول الجاهزية في وزارة النقل سليمان خليل لوكالة فرانس برس الأحد أنّ 16 طائرة إماراتية وصلت الى سوريا منذ وقوع الزلزال حتى اللحظة.
وقال "بشكل متلاحق وعلى مدار الساعة، تمدّ الطائرات الإماراتية جسراً جوياً الى متضرري الزلزال".
وسبق أن زار وزير خارجية الإمارات دمشق مرتين، آخرها في 4 كانون الثاني الماضي، حيث التقى الأسد، في زيارة عكست عودة الدفء الى العلاقات الثنائية.
ومنذ اليوم الأول لوقوع الزلزال، سارع قادة وملوك دول عربية عدة الى التواصل مع الأسد وإبداء تضامنهم مع محنة الشعب السوري الذي أنهكته سنوات الحرب الطويلة، قبل أن تحط طائرات المساعدات تباعاً.
إلى جانب حلفائه التقليديين، تلقى الأسد الثلثاء اتصالاً من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، هو الأول بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر العام 2014، رغم محافظة البلدين على علاقات أمنية وتمثيل ديبلوماسي محدود.
كما تلقى اتصالاً مماثلاً من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، هو الأول منذ أكثر من عقد.
وإثر اندلاع النزاع عام 2011، قطعت دول عربية عدة، خصوصاً الخليجية، علاقاتها الديبلوماسية بسوريا وأغلقت سفاراتها.
إلا أن مؤشرات انفتاح عربي برزت خلال السنوات القليلة الماضية وبدأت مع إعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق عام 2018 ثم زيارة الأسد للإمارات في آذار الماضي.