أعلن مسؤولان فلسطينيان لـ"رويترز"، أن إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة اتفقت على وقف لإطلاق النار بوساطة مصرية يبدأ الساعة العاشرة من مساء اليوم.
ولم يصدر تعليق حتى الآن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو مسؤولين آخرين.
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية المصرية أن القاهرة دعت الجانبين إلى الالتزام بالاتفاق.
وسبق أن استؤنف تبادل إطلاق الصواريخ والقصف بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة اليوم، بعد ليلة هادئة نسبيّاً، فيما خسر 33 فلسطينياً حياتهم، بينهم 6 أطفال و3 سيدات، وسقط 147 جريحاً.
أفادت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم بسقوط فلسطينيَّين اثنَين في عمليات دهم إسرائيلية على مشارف مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، في مخيم بلاطة للاجئين، حيث اندلعت اشتباكات. وذكرت حركة "فتح" التي يتزعّمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إنّ الشابّين ينتميان إلى "كتائب شهداء الأقصى"، وهي جناحها العسكري.
وأعلنت الوزارة "استشهاد الشاب سائد جهاد شاكر مشه (32 عاماً) والشاب وسيم عدنان يوسف الأعراج (19 عاماً) بالرصاص الحي (...) خلال عدوان الاحتلال على مخيم بلاطة في نابلس".
بدورها، أكّدت سرايا القدس - الجناح العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي" - أنّ "المقاومة أعدّت نفسها لأشهر من المواجهة"، مضيفة: "نمتلك نفساً طويلاً وحاضنة شعبية وفيّة عظيمة".
استبعدت إسرائيل أيّ وقف لإطلاق النار في الوقت الحالي في غزة، قائلة إنّه على المسلحين الفلسطينيّين وقف إطلاق الصواريخ. وقال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي: "لا نجري محادثات لوقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أنّ إسرائيل "تولي الأولوية القصوى حالياً على إطلاق النار على المسلّحين".
"الدمار لا يمكن أن يصدّقه عقل"
في وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ طائراته قصفت مراكز قيادة وقاذفات صواريخ لـ"حركة الجهاد الإسلامي" في غزة. وتصاعدت سحب هائلة من الدخان، فيما دوّت انفجارات قوية من مواقع تعرضت للقصف، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، تهدّم مبنى تماماً مع تعرض منازل قريبة للقصف. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات بينما مشط السكان أكوام الأنقاض. وقد قال مروان الديراوي، وهو أحد السكان، لـ"رويترز" إنّ "الدمار لا يمكن أن يصدّقه عقل".
(أ ف ب)
بدوره، قال مدير مستشفى شهداء الأقصى إياد أبو زاهر إنّ الضربات الجوية على أحد المنازل ألحقت أيضاً أضراراً بالمستشفى القريب منه، ممّا أدّى إلى إصابة عدد من أفراد طواقم التمريض والمرضى بشظايا متطايرة.
الوساطة المصرية
ومنذ فجر اليوم، أطلق مسلحون من غزة صواريخ أعقبها دوي صافرات الإنذار وهرولة الإسرائيليين في المناطق الحدودية إلى الملاجئ. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إنّ شخصَين على الأقلّ أصيبا بشظايا.
في المقابل، تحاول مصر التوسّط للتوصّل إلى هدنة في المواجهة التي أسفرت حتى الآن عن سقوط ما لا يقل عن 33 فلسطينياً ومقتل إسرائيليّة عندما أصاب صاروخ شقة سكنية في إحدى ضواحي تل أبيب.
وتسعى القاهرة، الوسيط التقليدي بين الطرفين، لتحقيق الهدنة التي من شأنها أن تضع حدّاً للتصعيد الجديد الذي وُصف بـ"الأخطر منذ آب 2022". وقد ذكر مصدر فلسطيني قريب من المحادثات أنّ "مصر قدمت مساء الجمعة صيغة جديدة لوقف إطلاق النار سيقوم الطرف الفلسطيني بدراستها"، موضحاً أنّ "مصر تنتظر أيضاً ردّ الاحتلال".
وذكر التلفزيون الإسرائيلي العام أنّ تل أبيب تسلّمت "صيغة معدّلة" لمقترح مصري لوقف إطلاق النار، من دون مزيد من التفاصيل.
فقَدَ ما لا يقلّ عن أربع نساء وستة أطفال في قطاع غزة حياتهم، وهي منطقة ساحلية فقيرة تحاصرها إسرائيل وتشدّد مصر الإجراءات على الحدود معها منذ العام 2007.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول فلسطيني مطّلع لم تسمّه، قوله إنّ محادثات الهدنة "معقدة وصعبة"، لكنّه أكّد أنّ القاهرة تمضي قدماً في جهودها، فيما قتلت إسرائيل ستة من كبار قادة "حركة الجهاد الإسلامي" المدعومة من إيران منذ يوم الثلثاء، عندما شنّت حملة ضدّ الحركة قائلة إنّها كانت تخطّط لشنّ هجمات.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إنّهم لم يروا أي مؤشر على أن "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) التي تدير قطاع غزة أطلقت صواريخ بنفسها، وإنّ الضربات الجوية استهدفت حتى الآن مواقع "الجهاد الإسلامي" فقط.
فقد أطلقت "حركة الجهاد الإسلامي"، وهي أكبر حركة مسلّحة في غزة بعد حركة "حماس"، أكثر من ألف صاروخ وصل بعضها إلى عمق إسرائيل.
وقال هنجبي إنّ ترسانة الحركة تضمّ ما يبلغ ستة آلاف صاروخ، فيما لم تقدّم "الجهاد الإسلامي" تفاصيل عن أسلحتها. لكن من شأن نحو خمسة آلاف قذيفة متبقية أن تمكّنها من الحفاظ على معدّل إطلاق كثيف لأيام عدّة. ومن المرجّح أن يتغيّر هذا الجدول الزمني إذا انضمّت "حماس" إلى القتال.
في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان أكّدت في اتصال مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر "الضرورة الملحّة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل تجنب أيّ خسائر أخرى في أرواح المدنيّين".
في المقابل، قال رئيس الدائرة السياسية في "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي لوكالة "فرانس برس" إنّه يأمل في أن "نصل إلى اتفاق مشرّف يعكس مصلحة شعبنا والمقاومة".