أشار الباحث غير المقيم في "المجلس الأطلسي" ماثيو زيس إلى أن ميليشيات عراقية مدعومة من إيران استهدفت أكبر منشأة للغاز في كردستان والممولة جزئياً من الإدارة الأميركية ثلاث مرات أسبوعياً بحلول 22 حزيران. أتى ذلك بعد خمسة اعتداءات سابقة ضد بنية تحتية للمصافي وخط الأنابيب في الإقليم.
وكتب زيس في موقع "ريل كلير إنرجي" أن إيران لا تعتمد على الميليشيات العراقية لمهاجمة قطاع الطاقة في كردستان وحسب. لقد استغلت المحاكم العراقية كسلاح لمنع تشكيل حكومة في بغداد تستثني الأحزاب المدعومة من إيران. هدف طهران البعيد المدى التخلص من الفيديرالية العراقية وخنق قطاع الطاقة في كردستان، وفقاً للكاتب.
مؤخراً، حكمت محكمة تجارية في العراق باعتبار عقود مبرمة بين حكومة إقليم كردستان وأربع شركات نفطية أميركية وأوروبية لاغية وهي خطوة تهدد صادرات يومية بحجم 200 ألف برميل نفط من أصل 450 ألفاً. وصنف العراق عدداً من شركات الخدمة الأساسية العاملة في كردستان من بينها "هاليبورتون" و"بيكر هيوز" على القائمة السوداء. و"إكسون" هي آخر عملاق ضخم يغادر العراق.
تحاول إيران الاستيلاء على إقليم كردستان في وقت تبقى أسواق النفط العالمية ضيقة. يواجه العراق كثاني أكبر منتج في أوبك تحديات ضخمة على مستوى الطاقة بما فيها عدم قدرته على تلبية حصص الإنتاج المستقبلية واعتماده على واردات الغاز الإيراني.
هدف إيرن النهائي عكس الفيديرالية العراقية المقننة في الدستور المرعي أميركياً والذي يؤمن لكردستان شبه استقلالية وقدرة على تطوير موارد مستقبلية للطاقة. جذب هذا الترتيب استثمارات أجنبية في كردستان ومنها مشاريع الطاقة الوحيدة في العراق المدعومة من واشنطن. تشكل هذه المنطقة أعظم شريك في الأمن والطاقة بما يهدد أهداف إيران الإقليمية.
للرئيس بايدن فرصة كبيرة حين يلتقي بالمسؤولين في الشرق الأوسط والعراق خلال الأيام والأشهر المقبلة. مستقبل كردستان على المحك وللولايات المتحدة مروحة من الأدوات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية. على الكونغرس، بحسب الكاتب، التدقيق بشكل مكثف في التمويل الأمني المستقبلي لبغداد طالما أن الميليشيات المدعومة من إيران تهاجم المصالح الأميركية.
ولا يستطيع الكونغرس تبرير هذا الدعم بينما تحتفظ وزارات عراقية بعلاقات معروفة مع مجموعات مصنفة على لائحة الإرهاب الأميركية وتواصل دعمها. ودعا الكاتب الولايات المتحدة للتوقف عن منح العراق إعفاءات لمواصلة استيراد الغاز الإيراني، وهي خطوة من شأنها فطم العراق عن ذلك الغاز. ويستفيد الحرس الثوري من الأموال الناجمة عن هذه العقود بحيث يقوم على الأرجح بتبييض الدولارات الأميركية ويرسخ الفساد المتوطن في بغداد.
لم يعد بإمكان أميركا السماح لإيران بمحو 30 عاماً من الشراكة الأميركية مع كردستان على مستويي الطاقة والأمن. "لقد أدينا دوراً جوهرياً في تأسيس إقليم كردستان، والآن يجب علينا حمايته" ختم زيس.