رأت هيئة التحرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المزمع إجراؤها إلى السعودية الشهر المقبل منطقية من الناحيتين الاستراتيجية والاقتصادية على الرغم من أنّ اليسار كان ينتقد هذه الزيارة حتى قبل الإعلان عنها بشكل رسمي.
ووجدت الصحيفة أنّ الزيارة أمكن أن تكون أقل إحراجاً لو كان بايدن أكثر واقعية في نظرته إلى العالم منذ البداية.
لقد أتى بايدن إلى منصبه وهو خاضع لازدراء اليسار للرياض من دون تقدير الحاجة الاستراتيجية لحلفاء واشنطن العرب في الخليج.
حين كان يخوض حملته كمرشح رئاسي، تعهد بايدن جعل السعودية دولة "منبوذة". خلال ولايته، أوقف الرئيس دعم الرياض في الحرب على الحوثيين المدعومين من إيران وحاول عزل ولي العهد محمد بن سلمان. وتودد بايدن لإيران كما فعل الرئيس الأسبق باراك أوباما لكن من دون نتيجة. وهذا أدى إلى المزيد من الإزعاج للسعوديين.
جاء كل ذلك بنتائج عكسية وفقاً للصحيفة. رفضت إيران تنازلات بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي وعرقلت عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في هذه الأثناء، تودد السعوديون لروسيا والصين كبديلين للولايات المتحدة على مستوى الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية.
وحتى وقت قريب، رفض السعوديون مناشدات بايدن لضخ المزيد من النفط، كما رفض ولي العهد تلقي اتصالاته وفقاً لتقارير.
الآن، يغازل بايدن مجدداً السعودية وقد يكون ذلك أكثر إحراجاً له بالنظر إلى ازدرائه العلني السابق. ورأت الصحيفة أن الليبيرالية العالمية التي يعتنقها بايدن جيدة في الترويج للمبادئ الأميركية لكنها ليست فعالة للغاية في حماية المصالح الأميركية مشيرة إلى أنّ بايدن محق في محاولة إصلاح العلاقات حتى لو كان ذلك يعني الإساءة إلى اليسار داخل حزبه.