رأى الباحث البارز في مركز "كارنيغي إندومنت للسلام الدولي" آرون ديفيد ميلر أنه بالرغم من أن زيارة السعودية ستكون محط التركيز الأساسي لزيارة بايدن الشرق الأوسط، يبقى أن تعزيز الائتلاف الحكومي المهتز في إسرائيل بقيادة نفتالي بينيت هو واحد من أهداف الزيارة.
كتب ميلر في "فورين بوليسي" أن ثمة اختلافات كثيرة بين الرجلين كي يكونا على علاقة ودودة. بينيت هو رئيس وزراء يميني يعارض الاتفاق النووي وقيام دولة فلسطينية وقدس شرقية وهو داعم متحمس للمستوطنات وضم أجزاء كثيرة في الضفة الغربية.
ما يجعل إدارة بايدن صاحبة مصلحة في دعم بينيت هو أنه ببساطة ليس نتنياهو وفقاً للكاتب. وهذه أنباء جيدة لبايدن بناء على جميع المعايير. آخر ما يريده الرئيس الأميركي هو رئيس حكومة إسرائيلي يقحم نفسه في السياسة الأميركية ويصطف إلى جانب الجمهوريين ويعارض بشدة اتفاقاً نووياً مع إيران.
كذلك، إن حكومة يمينية برئاسة نتنياهو ستتحرك لتعزيز النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية. ويتذكر بايدن على الأرجح الإهانة التي تلقاها خلال زيارته تل أبيب كنائب للرئيس حين أعلن نتنياهو بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية. واقع أن حكومة بينيت تجمع أحزاباً يمينية ووسطية ويسارية يفرمل استفزازات مماثلة.
بعد ساعات على تنصيب بينيت، هاتفه بايدن لتهنئته علماً أنه لم يتواصل مع نتنياهو إلا بعد مرور نحو شهر كامل. وكان بينيت الزعيم الأجنبي الوحيد الذي زار بايدن خلال أزمة الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
في ما يتعلق بالنشاط الاستيطاني حتى في الضفة الغربية، التزمت الإدارة بنقاط الحديث المعيارية وبقيت بعيدة من الكلام عن تجميد الاستيطان ناهيكم عن ربط وقف التصرفات الإسرائيلية الاستيطانية بالمساعدات الأميركية.
يبدو أن بصمة تعامل إدارة بايدن مع بينيت تتلخص بالتنسيق المستمر والحرص على ألا يكون هنالك خلافات ثنائية خصوصاً بشكل علني. نجح في ذلك خصوصاً عند المقارنة مع الخلافات العلنية بين نتنياهو وأوباما. ويبدو أن هنالك تبادل زيارات رفيعة المستوى بين الطرفين بشكل أسبوعي.
أبقت إدارة بايدن الإسرائيليين مطلعين بشكل جيد على التفاوض مع إيران حول الاتفاق النووي ونسق الطرفان استعداداً لفشل محتمل في المحادثات. وكان الإسرائيليون مسرورين لقرار الإدارة الصارم ضد رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب.
حتى في أوكرانيا، حيث منعت مصالح تل أبيب في سوريا ووجود عدد كبير من اليهود الروس في روسيا الإسرائيليين من تهميش الرئيس الروسي أو فرض عقوبات على موسكو أو توفير مساعدة عسكرية فتاكة ألى أوكرانيا، سمح بايدن للإسرائيليين بهامش مناورة.
إن إبقاء تحالف بينيت متماسكاً ومنع نتنياهو من العودة هما أولويتان واضحتان للإدارة. يهتم الإسرائيليون بقدرة رؤساء حكوماتهم على إدارة العلاقة الأميركية-الإسرائيلية. ويستفيد بينيت فعلاً من تعاطف بايدن معه بالرغم من أن ذلك لن يكون كافياً لإنقاذه.