في ما يأتي التطوّرات الرئيسيّة في تونس منذ تجميد الرئيس قيس سعيّد في 25 تموز 2021 عمل البرلمان وإقالته رئيس الحكومة واحتكار السلطات وحتى الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية في 29 كانون الثاني:
- سلطات تنفيذية كاملة -
في 25 تموز 2021 أعلن سعيّد تعليق عمل البرلمان مدة 30 يوما وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي بناء على الفصل 80 من الدستور الذي يخوله اتخاذ تدابير استثنائية في حالة "خطر داهم مهدد لكيان الوطن".
وأكد أن خطوته تهدف إلى "إنقاذ" البلد الذي عانى من انسداد سياسي وشهد حينها ارتفاعا في عدد الوفيات جراء كوفيد-19.
- "انقلاب" -
ندد حزب النهضة الأكثر تمثيلا في البرلمان بما وصفه بأنه "انقلاب على الثورة والدستور"، ودعا أنصاره وعموم التونسيين إلى "الدفاع عن الثورة".
- "ممارسات تعسفية" -
في 26 آب 2021، أعلنت منظمة العفو الدولية تسجيل خمسين حالة حظر سفر "غير قانوني وتعسفي" منذ 25 تموز ضد قضاة ومسؤولين ورجال أعمال ونائب في البرلمان.
في 3 أيلول من العام نفسه، دعت المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب سعيّد إلى وضع حد لسلسلة "ممارسات تعسفية" أبرزها "تقييد الحريات".
- تعزيز الصلاحيات الرئاسية -
في 22 أيلول، أصدر سعيّد أمرا رئاسيا يتضمن تدابير استثنائية أخرى تعزز صلاحياته على حساب الحكومة وكذلك البرلمان الذي يحل محله عبر "إصدار النصوص ذات الصبغة التشريعية في شكل مراسيم".
- امرأة على رأس الحكومة -
وفي 29 أيلول كلف الرئيس الجامعية والمتخصصة في الجيولوجيا نجلاء بودن (63 عاما) بتشكيل حكومة في اسرع وقت. وبودن لم تكن معروفة لدى الطبقة السياسية وعامة التونسيين.
- انتخابات -
في 10 كانون الأول 2021، دعا سفراء الدول الأعضاء في مجموعة السبع المعتمدون في تونس في بيان مشترك إلى عودة "سريعة" لعمل المؤسسات الديموقراطية في البلاد.
في 13 كانون الأول، أعلن سعيّد تمديد تجميد أعمال البرلمان المعلق منذ 25 تمّوز، إلى حين إجراء استفتاء حول إصلاحات دستورية الصيف التالي وتنظيم انتخابات تشريعية نهاية 2022.
في 23 كانون الأول، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش بازدياد الملاحقات القانونية باستعمال قوانين "قمعية" ضد الأصوات المنتقدة لقرارات الرئيس، معتبرة أنها تشكل "خطرا" على الحريات.
- حلّ المجلس الأعلى للقضاء -
في 5 شباط 2022، أعلن الرئيس سعيّد حل المجلس الأعلى للقضاء، وهو هيئة مستقلة أُنشئت عام 2016 للإشراف على الشؤون المهنيّة للقضاة، وذلك بعد أن اتهم أعضاء فيه بـ"الولاءات" وبالوقوع تحت تأثير غريمه حزب النهضة الإسلامي.
في 22 أبريل قام سعيّد بتغيير قانون هيئة الانتخابات وباتت لديه سلطة تعيين رئيسها وأعضاء من مجلسها.
- حلّ البرلمان نهائيا -
أعلن الرئيس في 30 آذار حلّ البرلمان نهائيا كرد فعل على تنظيم البرلمان المعلّقة أعماله، لجلسة افتراضية.
- دستور جديد -
في 20 أيّار عيّن سعيد أستاذ القانون الدستوري الصادق بلعيد على رأس لجنة مهمتها اعداد "دستور للجمهورية الجديدة".
ولكن الرئيس وبعدما تسلم مشروع اللجنة أصدر نسخة اخرى للدستور وعرضه على الاستفتاء في 25 تمّوز تزامنا مع احتفال البلاد بعيد الجمهورية.
جاء مشروع الدستور الجديد مخالفا لدستور 2014 الذي أقر إثر الثورة وضمن صلاحيات واسعة للرئيس بتعيين الحكومة وأضعف من سلطة البرلمان.
لم تتوقف المعارضة التونسية بقيادة "جبهة الخلاص الوطني" عن التنديد بقرارات سعيّد ونظمت بشكل متواتر تظاهرات حاشدة دعته فيها إلى "الرحيل".
بالموازاة مع ذلك تواجه البلاد أزمة اقتصادية ولم تتمكن إلى اليوم من الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بملياري دولار، مقابل تعهدها باجراء اصلاحات اقتصادية أساسها مراجعة سياسة الدعم وخصخصة بعض الشركات الحكومية.
تشهد السوق التونسية نقصا كبيرا في العديد من المواد الغذائية الاساسية على غرار الحليب والقهوة والسكر، ما زاد أثقل كاهل المواطنين.
- نسبة مشاركة هي الأضعف -
في 25 تموز 2022، شارك التونسيون في الاستفتاء الذي أقرّ الدستور الجديد وامتنع نحو سبعين في المئة من الناخبين عن المشاركة فيه.
نظمت في 17 كانون الأول انتخابات تشريعية سجلت نسبة مشاركة ضعيفة جدا لم تتجاوز 11,22% وهي أضعف نسبة مشاركة منذ العام 2011، وتبعا لذلك دعت المعارضة سعيّد للاستقالة.
وفي 29 كانون الثاني جرت الدورة الثانية للانتخابات النيابية وتغيب عن المشاركة فيها نحو تسعين في المئة من الناخبين.
وأعتقلت قوات الأمن نحو عشرين من المعارضين لسعيّد في شباط الفائت واتهمهم الرئيس "بالتآمر على امن الدولة".
- طرد المهاجرين الأفارقة -
وفي 21 شباط، أطلق سعيّد تصريحات تنتقد بشدة توافد "جحافل المهاجرين غير القانونيين" على تونس ما أثار ردود فعل محلية ودولية واسعة اعتبرت أن تصريحاته "تدعو للكراهية".
وفي آذار، علق البنك الدولي "حتى إشعار آخر" شراكته مع تونس، بعد تصريحات سعيّد.
وحذر الاتحاد الأوروبي من انهيار البلاد لعدم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على تمويل جديد.
- توقيف رئيس حزب النهضة -
في 17 نيسان، أوقفت قوات أمنية رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وفي اليوم التالي أغلقت مقار الحزب غداة تصريح للغنوشي اعتبر فيه "لا تصوّر لتونس بدون طرف أو ذاك، تونس بدون نهضة، تونس بدون إسلام سياسي، تونس بدون يسار، أو أي مكوّن، هي مشروع لحرب أهلية، هذا إجرام في الحقيقة".