النهار

الموقف القطري من عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية تحت المجهر… "على مضض"
المصدر: "رويترز"
الموقف القطري من عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية تحت المجهر… "على مضض"
الرئيس السوري بشار الأسد في مطار جدّة (واس).
A+   A-
سحبت قطر على مضض معارضتها لإعادة سوريا إلى صفوف الجامعة العربية. وأوضحت أنها تعارض عودة العلاقات إلى طبيعتها مع دمشق لكنّها لن تقف في طريق الإجماع العربي.

كان الاستياء الذي أصاب البعثة الديبلوماسية لجماعة سورية معارضة في الدوحة، والتي تعتبرها قطر السفارة الرسمية لسوريا لديها، تذكيراً واضحاً بتغيّر التوجهات.

وقال القائم بالأعمال لدى البعثة بلال تركية لوكالة "رويترز": "قطر لم تقبل هذا القرار لكنها لم تقف في طريقهم".

من جهته، يرى الرئيس التنفيذي لمؤسسة "غلف ستيت أنالاتيكس" جورجيو كافيرو أنّ المملكة استخدمت نفوذها لدفع الدول الأعضاء بالجامعة العربية لإعادة سوريا إلى المنظمة. ويقول إنّ "الدوحة لا ترغب في تأدية أيّ دور معوّق من شأنه أن يجازف بإغضاب القيادة في الرياض والعواصم العربية الأخرى"، بينما تعمل قطر على إصلاح العلاقات مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين.

في أوائل عام 2021، اتّفقت تلك الدول على إنهاء مقاطعتها لقطر التي استمرت ثلاثة أعوام ونصف العام بسبب اتهامات بـ"دعم الإرهاب" - في إشارة إلى الحركات الإسلامية - وهو ما تنفيه الدوحة.

في السياق، قال ديبلوماسي غربي في الدوحة إنّ الدولة الخليجية تعطي الأولوية لعلاقات طيبة مع جيرانها لا سيما السعودية.

وأضاف الديبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "هذا يجعلهم حريصين على تجنّب التورط في مواجهات إقليمية، وهذا هو السبب وراء تراجع مشاركتهم سواء في اليمن أو في السودان".

من جانبه، قال مسؤول قطري لـ"رويترز" إنّ سياسة بلاده الخارجية "مستقلة تماماً"، وإنّها تسعى جاهدة "لبناء توافق في (الخليج) والمنطقة العربية من خلال حوار بناء من دون مساس بسياستنا الخارجية".

وتابع: "لهذا السبب، قرّرت قطر عدم عرقلة عودة سوريا إلى الجامعة العربية لكنها لم تستأنف العلاقات مع النظام السوري".

دعم تغيير النظام
عندما سمحت قطر للمعارضة بفتح سفارة لديها في عام 2013، كانت الدوحة المخطط الرئيسي للتوافق العربي المتزايد الذي أدى إلى عزل الأسد وتعزيز الدعم لخصومه.

يقول الخبير في الشؤون السورية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس إنّ الدوحة وواشنطن عملتا معاً في مسعى لتنظيم جهود دولية مناهضة للأسد وتقديم بديل له.

اعتبرت قطر "الائتلاف الوطني السوري" حكومة في المنفى، ومنحته مقعد سوريا في الجامعة العربية وفتحت بعثة ديبلوماسية في الدوحة في فيلا قريبة من السفارات الأخرى.

وأوضح لانديس أن قناة "الجزيرة" دقّت "طبول تغيير النظام" ببثّ مجموعة من مقاطع الفيديو لقوات الأمن التابعة للأسد وهي تهاجم المتظاهرين.

بدوره، قال الأستاذ في جامعة جورجتاون في قطر مهران كامرافا إنّ "الدوحة افترضت أنّ الحرب الأهلية ستؤدي إلى الإطاحة بأسرة الأسد، وهو ما لم يحدث". 
فقد استعاد الأسد السيطرة على جزء كبير من سوريا بمساعدة إيران وروسيا لكن مئات الآلاف قُتلوا في الحرب وفرّ الملايين من البلاد التي لا تزال ممزقة واقتصادها في حالة يرثى لها.

عارضت قطر في البداية جهود السعودية هذا الربيع لحشد الدعم لإعادة قبول سوريا في الجامعة العربية بعد تعليق عضويتها عام 2011.

وقال تركية: "ما زالوا يرون الأسد مجرم حرب ويجب أن يكون مكانه في المحاكم".

لكن بعد ثلاثة أسابيع، وافقت قطر على قرار الجامعة بعودة سوريا لشغل مقعدها. وقالت وزارة الخارجية إنّها لا تريد أن تكون عائقاً في سبيل الإجماع العربي.

وأوضحت قطر أنّها لن تُعيد العلاقات مع حكومة الأسد، وهي خطوة تقول إنّها مرتبطة بتحقيق تقدم في الحلّ السياسي.

لكنّ محلّلين يتساءلون إلى متى يمكن للدوحة أن تظلّ على موقفها.
 

اقرأ في النهار Premium