النهار

"جريمة دولة"... آلاف التونسيّين يتظاهرون في جرجيس بعد فقدان مهاجرين في البحر
المصدر: أ ف ب
"جريمة دولة"... آلاف التونسيّين يتظاهرون في جرجيس بعد  فقدان مهاجرين في البحر
صورة تعبيرية- أنصار الحزب الدستوري الحر التونسي خلال تظاهرة ضد الرئيس سعيّد في العاصمة تونس (15 ت1 2022، أ ف ب).
A+   A-
نُفّذ اضراب عام وتظاهر آلاف من سكان مدينة جرجيس التونسية (جنوب شرق) الثلثاء للمطالبة بالبحث عن مهاجرين مفقودين والتنديد بعملية دفن جثث في مقبرة للمهاجرين دون اشهار لهوياتها.   

ودعا للاضراب العام الاتحاد المحلي (نقابة) مطالبا بفتح تحقيق في عمليات البحث عن المفقودين وطريقة دفنهم.

في الليلة الفاصلة بين 20 أيلول الفائت و21 منه، فُقد مركب مهاجرين على متنه 18 تونسيا وانتشل بحارة جثتين كما لاحظت السلطات وجود أربع جثث تم انتشالها سابقا ودفنت بالخطأ في مقبرة مخصصة للمهاجرين، وفقا "للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" وهي منظمة تتابع ملف الهجرة.

وأفاد مراسل فرانس برس بأن آلافاً من سكان المدينة بمن فيهم عائلات المفقودين تجمعوا ونظموا مسيرة في الشارع الرئيسي للمدينة مطالبين السلطات بتكثيف البحث عن المفقودين ومنددين بعمليات دفن سابقة لجثث في مقبرة للمهاجرين اتضح فيما بعد انها تعود لبعض المفقودين التونسيبن.

تضم جرجيس مقبرة تدفن فيها جثث مهاجرين غالبيتهم من جنسيات افريقيا جنوب الصحراء. 

وقال الناشط بمنظمات المجتمع المدني عز الدين مسلّم لفرانس برس إن "على الدولة كشف الحقيقة"، مؤكدا ان التظاهرة "تاريخية" وقدر عدد المشاركين فيها بما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف شخص.  

كما أغلقت المؤسسات الحكومية والمتاجر في البلاد واقتصرت الخدمات الصحية على الطوارئ.

ورفع بعض المتظاهرين صورا لابنائهم المفقودين ولافتات كتبوا عليها "جريمة دولة" و"نطالب بالحقيقة" و"عشت غريبا ودُفنت غريبا".

الاثنين طلب الرئيس قيس سعيّد من وزيرة العدل ليلى جفال فتح تحقيق عدلي في ملف الهجرة "ليعرف التونسيون والتونسيات الحقيقة كاملة وليتحمل من كان وراء هذه الفواجع تبعات اخلالاته وتقصيره".

وتجد السلطات التونسية صعوبات في عمليات اعتراض المهاجرين او انقاذهم بسبب نقص المعدات.

مع تحسّن الأحوال الجوية تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية انطلاقاً من السواحل التونسية والليبية نحو إيطاليا وتنتهي أحيانا بحوادث غرق.

تشهد تونس أزمة سياسية واقتصادية حادة إذ يزداد الفقر في أوساط سكانها البالغ عددهم نحو 12 مليون نسمة.

وتكشف أحدث الأرقام الرسمية اعتراض أكثر من 22500 مهاجر قبالة السواحل التونسية منذ بداية العام الحالي، بينهم نحو 11 ألفًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

ومطلع أيلول الفائت، لقي 12 تونسيا حتفهم اثر غرق مركبهم قبالة السواحل الشرقية للبلاد.

وتقوم السلطات الأمنية والعسكرية يوميا بانقاذ واعتراض العشرات من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الأوروبية في قوارب غالبا ما تكون متهالكة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium