قُتل تسعة من أفراد قوات الأمن العراقية، الأحد، في هجوم استهدف آلية تقلهم في محافظة كركوك في شمال العراق، على ما ذكر مصدران أمنيان لوكالة فرانس برس، وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية.
ويعدّ هذا من بين الهجمات الأكثر دموية التي شنّها التنظيم في الأشهر الأخيرة في العراق، ما يعكس قدرته المتواصلة على إلحاق الضرر. ولا يزال لدى التنظيم نحو 6 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل في العراق وسوريا المجاورة، بحسب تقرير لمجلس الأمن الدولي.
وأفاد مصدر أمني في كركوك الأحد بأن "عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية تعرضوا لناقلة تابعة للفوج الاول باللواء الثاني ضمن الفرقة الآلية التابعة للشرطة الاتحادية بعبوة ناسفة".
وأضاف أن الهجوم رافقه اعتداء "مباشر بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة" في قرية شلال المطر التي تبعد 65 كلم عن مركز محافظة كركوك، موضحا "قتلنا أحد عناصرهم المهاجمة ونعمل على البحث عن العناصر الأخرى".
وارتفعت حصيلة القتلى من 7 إلى 9 بعد وفاة جريحين من الشرطة، وفق المصدر.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية اليوم الأحد مسؤوليته عن الهجوم.
في العام 2017، أعلن العراق "الانتصار" على تنظيم الدولة الاسلامية، لكن عناصر التنظيم لا يزالون ينشطون في مناطق ريفية ونائية في البلاد.
ويستغل الجهاديون طبيعة هذه المنطقة المليئة بالبساتين وأشجار النخيل، للاختباء وشنّ هجمات متفرقة غالباً ما تستهدف القوات الأمنية.
وتشنّ القوات الأمنية العراقية عمليات بشكل متواصل ضدّ هذه الخلايا، وتعلن من وقت لآخر مقتل عشرات الجهاديين بضربات جوية أو مداهمات برية.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014 على مناطق شاسعة في العراق وسوريا المجاورة لكنه هُزم في البلدين على التوالي في عامي 2017 و2019.
- "التكيف" -
وبعيد الهجوم، أصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بياناً طلب فيه "ملاحقة العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل الارهابي الجبان"، موعزا للقوات الأمنية "بالانتباه وتفتيش الطرق بشكل دقيق وعدم إعطاء فرصة للعناصر الإرهابية".
وقتل الأربعاء ضابط عراقي وجنديان بانفجار عبوة ناسفة استهدفت آليتهم خلال عبورها على طريق في منطقة الطارمية الزراعية الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال بغداد.
وأشار تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي في كانون الثاني إلى أن التنظيم "حافظ على قدرته على شنّ الهجمات بمعدل ثابت في العراق، بما في ذلك تنفيذ عمليات كرّ وفر ونصب الكمائن وزرع القنابل على جنبات الطرق".
ولا تزال الحدود بين سوريا والعراق "تشكّل منطقة ضعف رئيسية" يستغلها التنظيم، الذي له "ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل منتشرين في جميع أنحاء البلدين، يتركز معظمهم في المناطق الريفية، ويُقدّر أن معظمهم مواطنون سوريون وعراقيون"، وفق النسخة الأخيرة من التقرير الصادرة في تموز 2022.
وزاد التنظيم "إلى حدّ كبير استخدام المنظومات الجوية غير المأهولة في العام الماضي"، وفق التقرير الذي قدّر أن التنظيم لا يزال يحتفظ بنحو "25 مليون دولار من الاحتياطات المالية" التي قد تصل وفق بعض التقديرات إلى 50 مليون دولار، معظمها في العراق.
وأشار التقرير في المقابل إلى أن نفقات التنظيم "تتجاوز إيراداته الحالية"، موضحاً أن مصادر إيراداته تشمل "أعمال الابتزاز، والاختطاف طلباً للفدية، والزكاة، والتبرعات المباشرة، والدخل المتحصل من التجارة، والاستثمارات".
ويشرح التقرير أن "مصادر الدخل المتنوعة هذه" ساعدت "في إقامة نظام مالي يتيح للجماعة التكيف وتلبية احتياجاتها في ظروف متغيرة".