دعت منظّمة "أطباء بلا حدود"، اليوم، إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا "بشكل عاجل" بالتزامن مع وصول قافلة حمّلتها بخيم للنازحين والمشرّدين إلى المنطقة المنكوبة جرّاء الزلزال المدمر.
ومنذ وقوع الزلزال المدمِّر في السادس من الشهر الحالي، أثار إيصال المساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق غضباً واسعاً خصوصاً مع تأخر وصول قوافل الأمم المتحدة وضعف إمداداتها.
ودعت "أطباء بلا حدود"، في بيان، إلى "زيادة الإمدادات الإنسانية بشكل عاجل، كونها حالياً لا تنسجم حتى مع حجم (ما كانت عليه) قبل وقوع الزلزال".
وأشارت إلى أنّه "في الأيام العشرة التي أعقبت الزلزال، كان عدد الشاحنات التي عَبَرت إلى شمال غرب سوريا أقلّ من معدلها الأسبوعي في العام 2022".
والأحد، دخلت 14 شاحنة لمنظمة "أطباء بلا حدود" محمّلة بـ1269 خيمة ومستلزمات لمواجهة البرد لنازحين وعائلات شرّدها الزلزال عبر معبر الحمام في منطقة عفرين، الذي بدأ العمل به في العام 2018.
وكانت المنظمة استنفدت مخزونها في إدلب بعد وقوع الزلزال، عبر تقديم حوالى 12 طنّاً وأربعة آلاف متر مكعب من المعدات الجراحية والأدوية لمستشفيات إدلب.
وقال رئيس بعثة المنظمة إلى سوريا حكيم خالدي في البيان: "أفرغنا مخزون الطوارئ لدينا خلال ثلاثة أيام (...) إلّا أننا لم نر أي دعم من الخارج. المساعدات تأتي بكميات ضئيلة في الوقت الحالي".
ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال غرب البلاد، والتي طالها الزلزال، أكثر من أربعة ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين، ويعتمد تسعون في المئة منهم على المساعدات الإنسانية.
إلّا أنّه بعد وقوع الزلزال، تأخرت مساعدات الأمم المتحدة بالدخول إليها أربعة أيام، ولم تصل بداية سوى كميات محدودة جدّاً منها.
وتدخل مساعدات الأمم المتحدة إلى تلك المناطق عبر معبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن مرور المساعدات الأممية العابرة للحدود من دون موافقة دمشق.
وبإمكان منظمات إنسانية أن تستخدم معابر أخرى خارج هذه الآلية، على غرار قافلة "أطباء بلا حدود" الأحد.
وبعدما أقرّ مسؤول فيها إنّها "خذلت" سكان شمال غرب سوريا، أعلنت الأمم المتحدة في 13 شباط أنّها حصلت على موافقة دمشق لإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلامة والراعي الحدوديين مع تركيا لمدة ثلاثة أشهر.
وبعد الزلزال، أرسلت وكالات الأمم المتحدة أكثر من 170 شاحنة إلى شمال غرب سوريا.
وأوضحت المنظمة أنّه في العام 2022 وحده، عبرت 7566 شاحنة محمّلة بالمساعدات من تركيا إلى شمال غرب سوريا، أي بمعدّل 145 شاحنة في الأسبوع.
كما شدّدت على أنّ الأولية يجب أن تكون لتأمين المأوى والمياه وأدوات الصرف الصحي، فضلاً عن الإمدادات الطبية اللازمة لما بعد العمليات الجراحية.
وبدأت المنظمة، التي يتواجد فريق لها في إدلب منذ 2012، بعد الزلزال بتغطية كافة تكاليف ثلاث مستشفيات وبنك دم لمدة ثلاثة أشهر.
ومن المفترض أن تُرسِل لاحقاً قافلة ثانية محملة بالمساعدات الطبية إلى شمال غرب سوريا.