النهار

معارك السودان: الجيش يتصدّى لهجوم من قوات الدعم السريع على القيادة العامة... والقتال يعطّل عمليات إجلاء
المصدر: رويترز
معارك السودان: الجيش يتصدّى لهجوم من قوات الدعم السريع على القيادة العامة... والقتال يعطّل عمليات إجلاء
صورة جوية لـ"Planet Labs PBC" تظهر حرائق وأكشاك سوق مدمرة في منطقة تجارية شمال الخرطوم (18 نيسان 2023، أ ف ب).
A+   A-
تصدت قوات الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، لموجات من هجمات قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على مقر القيادة العامة للجيش، بينما عطل فشل وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية جهود إجلاء الرعايا الأجانب والسكان العالقين في العاصمة.

وفي بيان، قالت قوات الدعم السريع السودانية إنها وافقت على هدنة جديدة لمدة 24 ساعة بدءا من الساعة السادسة مساء اليوم (1600 بتوقيت جرينتش).

كان الطرفان قد أعلنا التزامهما بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة أمس الثلثاء لكن مراسلا لرويترز في الخرطوم قال إنه سمع أصوات إطلاق النار من دبابات بعد موعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وسُمع في وقت سابق اليوم دوي قصف مستمر وانفجارات عالية في وسط الخرطوم بالمنطقة المحيطة بالمجمع الذي يضم القيادة العامة للجيش وكذلك حول المطار الرئيسي للبلاد، الذي جرت معارك ضارية بين الجانبين للسيطرة عليه وخرج من الخدمة منذ اندلاع القتال في مطلع الأسبوع.

وتصاعد دخان كثيف إلى السماء وخلت الشوارع من المارة إلى حد بعيد في الخرطوم، إحدى أكبر المدن في أفريقيا.

وفي وقت سابق من الأسبوع كان الحاكم العسكري للسودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يشرف على الموقف من بيت ضيافة رئاسي داخل المجمع. ولم يتسن لرويترز التأكد من استمرار وجوده هناك اليوم الأربعاء.

وقال الجيش في بيان "القوات المسلحة تتصدى لهجوم جديد على محيط القيادة العامة وتكبيد العدو خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير عدد من العربات القتالية".

اندلع العنف مطلع الأسبوع الجاري في صراع على السلطة بين قوات الدعم السريع والجيش. وقالت منظمة الصحة العالمية نقلا عن وزارة الصحة السودانية إن القتال أسفر عن مقتل 270 شخصا على الأقل وإصابة 2600 آخرين.

وقد تجتذب أحداث العنف قوى من دول مجاورة للسودان تدعم كل منها أحد طرفي الصراع وربما تزيد من شدة التنافس على النفوذ بالمنطقة بين روسيا والولايات المتحدة.

وقالت الأمم المتحدة إن مسلحين استهدفوا المستشفيات وموظفي الإغاثة الإنسانية وسط أنباء عن وقوع حوادث عنف جنسي ضد موظفي الإغاثة. وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل.

ويواجه حوالى ربع السكان في السودان أزمة جوع حادة حتى من قبل بدء الصراع. وأوقف برنامج الأغذية العالمي واحدة من أكبر عملياته الخاصة بتقديم المساعدات على مستوى العالم في السودان يوم السبت بعد مقتل ثلاثة من موظفيه.

عرقلة عمليات الإجلاء
تضغط قوى أجنبية من بينها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدم السريع والسماح للمواطنين العالقين في القتال بتدبير احتياجاتهم وإجلاء الرعايا الأجانب.

وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية الموافقة على هدنة جديدة لمدة 24 ساعة بدءا من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت غرينتش).

وقالت قوات الدعم السريع في بيان "نؤكد التزامنا التام بوقف كامل لإطلاق النار ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بالهدنة بحسب التوقيت المعلن".

ويبدو تنفيذ عمليات الإجلاء أمرا صعبا ما لم يتوقف القتال لفترة ممتدة وذلك في ظل إغلاق مطار الخرطوم والهجمات التي استهدفت في الأيام القليلة الماضية ديبلوماسيين وأهدافا أخرى، من بينها قافلة مركبات تحمل العلم الأميركي.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن "الوضع الأمني غير الواضح" وإغلاق المطار يحولان دون وضع خطة لعملية إخلاء بتنسيق من جانب الحكومة الأميركية.

وذكرت مجلة شبيغل نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها أن ألمانيا أوقفت اليوم الأربعاء مهمة لإجلاء نحو 150 مواطنا على ثلاث طائرات نقل من طراز (إيه.400.إم) تابعة لسلاح الجو الألماني.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني إن السلطات تعتزم استخدام طائرة تابعة لقوات الدفاع الذاتي لإجلاء نحو 60 مواطنا يابانيا من السودان.

وقالت واحدة من السكان على الأطراف الشرقية للخرطوم إن القتال الكثيف استؤنف في وقت مبكر من اليوم الأربعاء.

وقالت "لم نستطع النوم. فترة الهدوء الوحيدة كانت بين الثالثة والخامسة صباحا".

تعزيزات
يحاول الجيش السوداني في ما يبدو رد مقاتلي قوات الدعم السريع عن مجمع وزارة الدفاع، القريب من أحياء وسط الخرطوم والذي يضم أيضا مقر القيادة العامة للجيش، في الوقت الذي يسعى فيه لقطع طرق إمداداتهم في العاصمة.

وقال شهود وسكان إن الجيش جلب تعزيزات إلى الخرطوم من أنحاء أخرى بالسودان من بينها المناطق الشرقية قرب الحدود مع إثيوبيا.

ويسيطر الجيش على مداخل الخرطوم التي يقطنها نحو 5.5 ملايين نسمة بينما يسكن ملايين آخرون في مدينتي أم درمان وبحري على الجانب الآخر من النيلين الأبيض والأزرق.

وقال السكان إن الجيش يحاول في ما يبدو محاصرة قوات الدعم السريع التي لا يزال عدد كبير من مقاتليها منتشرا في شوارع المدينة.

وسبَّب الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه نتيجة القتال معاناة للسكان في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.

وأغلقت الشركات والمدارس أبوابها في العاصمة منذ بدء القتال، ووردت أنباء على نطاق واسع عن أعمال نهب واعتداء وتكونت طوابير طويلة أمام المخابز التي لا تزال تعمل.

وقال أحد السكان في مدينة بحري قال إن اسمه محمد "معظم السلع غير متوفرة. الناس يبحثون عن احتياجات لكنهم لا يجدونها".

واندلع القتال الذي يضع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في مواجهة مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، بعد توترات بسبب خطة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي.

ويرأس البرهان مجلس السيادة الحاكم الذي تشكل بعد انقلاب عام 2021 والإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019. ويشغل دقلو، المشهور باسم حميدتي، منصب نائب رئيس المجلس.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium