أعلنت الحماية المدنية الجزائرية الجمعة السيطرة على كلّ الحرائق التي اجتاحت منذ يومين مناطق حرجية وحضرية في شمال شرق البلاد، مودية ب38 شخصا على الأقلّ ، بالرغم من اندلاع حرائق جديدة في منطقة الطارف بالقرب من الحدود مع تونس.
وكتبت الحماية المدنية على تويتر "على الساعة الواحدة (التوقيت المحلي) تعمل وحدات الحماية المدنية حاليا على إخماد سبعة حرائق على مستوى ولايتي الطارف (4 حرائق) وبولاية سكيكدة (3 حرائق)" في شرق البلاد.
وصرّح العقيد فاروق عاشور المسؤول في الحماية المدنية الجزائرية في وقت سابق "تمّت السيطرة بالكامل على كلّ الحرائق".
وارتفعت الحصيلة الموقتة إلى 37 قتيلا، ثلاثون منهم في الطارف على الحدود مع تونس بينهم 11 طفلا وست نساء، فضلا عن خمسة آخرين قضوا في منطقتي سوق أهراس (شرق) وقتيلين في سطيف (شرق). غير أن وسائل إعلام عدة أفادت بوفاة ضحية اضافية، هو رجل في الثانية والسبعين قضى في قالمة (الشرق).
وكلّ صيف، يشهد شمال البلد حرائق حرجية، لكن هذه الظاهرة تتفاقم سنة تلو أخرى بفعل التغيّر المناخي الذي يزيد من موجات الجفاف والحرّ.
ويرى خبراء أن نقص التجهيزات وبخاصة الطائرات وكذلك عدم تحصين الغابات بالشكل الجيد، هي من اهم الاسباب التي تتسبب في اندلاع الحرائق.
- أكثر من 1700 عنصر إطفاء -
وكان صيف 2021 الأقصى في تاريخ الجزائر الحديث، فقد قضى أكثر من 90 شخصا في حرائق حرجية اجتاحت شمال البلد آتية على أكثر من 100 ألف هكتار من الأحراج وخصوصا في منطقة القبائل.
وتمت تعبئة أكثر من 1700 عنصر إطفاء لاحتواء حوالى سبعين حريقا حرجيا أسفر عن نحو مئتي جريح، من بينهم مصابون بحروق خطرة.
وتحدثت وسائل إعلام عن مفقودين بدون أن يتم تأكيد ذلك بشكل رسمي وسيتم القيام بتحاليل الحمض النووي على بعض الجثث التي لم يتم التعرف عليها بعد.
وخصصت خطب صلاة الجمعة للدعاء من أجل "الحفاظ على الأرواح" من نيران الحرائق.
وأعلنت وزارة التضامن الوطني "التكفل النفسي والاجتماعي" بالضحايا.
وقضت النيران على أسر بأكملها ولقي نحو 12 شخصا حتفهم وقد حاصرتهم "النيران" داخل حافلة أمام حديقة حيوانات القالة في منطقة الطارف.
وشاهد فريق من وكالة فرانس برس هيكل الحافلة وقد أتلفته النيران بالكامل إلى جانب هياكل العديد من السيارات الأخرى، كما التقى مزارعين فقدوا كل شيء من بينهم حمدي الجميدي (40 عاما) الذي لا يزال مصدوما بعد أن نفقت مواشيه.
وقال لفرانس برس "هذا مصدر رزقنا، نحن مزارعون، نربي المواشي كالأبقار والأغنام والدواجن. لا نعرف ماذا سيحل بنا ولا كيف سنحصل رزقنا".
وغير بعيد منه كانت المزارعة غزالة حاضرة حين أحترق منزلها ونفق كلبها وقطتها، وقالت "جاء الناس وطلبوا مني إخلاء المنزل لأن هناك خطرا أن أحترق، ولكن لم أهتم...أخرجني المنقذون مع بعض الحيوانات".
وتابعت متسائلة "لا أعرف اين أذهب الآن، هل يجب علينا البقاء في الحقل او في الغابات أو في الجبال؟".
- تضامن -
تم تنظيم حملات لجمع الثياب والأدوية والغذاء لتقديمها إلى الضحايا. كما انتشرت دعوات تضامنية على مواقع التواصل الاجتماعي لطلب المساعدة وتوجيه التبرعات لمستحقيها.
ووصلت الخميس شاحنات تحمل أطنانا من المساعدات الانسانية إلى منطقة الطارف آتية من مناطق عديدة مجاورة، بحسب بيان لسلطات المنطقة.
وتضامنا ايضا، تأجلت كل الاحداث الفنية في البلاد اثر المأساة.
وفتحت وزارة العدل تحقيقاً لتحديد ما إذا كانت بعض الحرائق التي اندلعت مفتعلة.
وأعلن مكتب المدعي العام في سوق أهراس حيث لقيت أسرة بأكملها مصرعها في النيران ودُفن أفرادها الخميس، إلقاء القبض على "أحد المخربين" في غابة بالقرب من هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة. وفرّت أكثر من 350 أسرة من منازلها وتمّ إخلاء مستشفى في منطقة حرجية.
كما أوقفت قوات الدرك ثلاثة رجال بالقرب من الطارف بتهمة إضرام النيران في محاصيل جيرانهم الزراعية. لكنّ السلطات لم توضح ما إذا كانت هذه النيران قد تسبّبت باندلاع الحرائق المروّعة التي شهدتها الولاية خلال اليومين الماضيين.
وأثارت حرائق الأيام الأخيرة انتقادات لاذعة للسلطات بسبب نقص طائرات مكافحة النيران.
كما دعا خبراءٌ إلى بذل جهود أكبر من أجل تعزيز القدرة على مكافحة النيران في أكبر دولة إفريقية تضمّ أكثر من أربعة ملايين هكتار من الغابات.
ومنذ بداية آب، اندلع أكثر من مئتي حريق في الجزائر أتت على مئات الهكتارات من الغابات والأحراج، وفق تعداد لفرانس برس.