قُتل الجمعة 21 مدنياً بينهم أطفال في شمال سوريا، في قصف مدفعي لقوات النظام وفي ضربة تركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشهد المنطقة الحدودية مع تركيا منذ أيام توتراً على خلفية اشتباكات بين قوات سوريا الديموقراطية، وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، والقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها. وتوسع التصعيد ليطال قوات النظام المنتشرة في نقاط حدودية.
وقبل فجر الجمعة أصيب "مركز تعليمي للقاصرات" في ضربة تركية نفّذت بواسطة مسيّرة في منطقة شموكة في ريف الحسكة، ما أدّى إلى مقتل أربعة "أطفال وإصابة 11 آخرين"، وفق بيان للإدارة الذاتية الكردية.
وأكّد المرصد مقتل "أربع فتيات" في القصف، مشيراً إلى أن المركز هدفه تأهيل القصر الراغبين بحمل السلاح.
وفي مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة في ريف حلب الشمال الشرقي "طال قصف مدفعي لقوات النظام سوقاً شعبياً"، وفق المرصد الذي أشار إلى أن القصف أسفر عن مقتل 17 مدنياً بينهم ستة أطفال، وإصابة 35 آخرين.
وهرع مواطنون وعناصر من الدفاع المدني إلى المكان المستهدف لإخلاء الجرحى، وفق مراسل وكالة "فرانس برس" الذي نقل مشاهدته لأشلاء وآليات خضار مدمرة وأطفال مصابين بجروح.
واشتد القصف بين أطراف النزاع، خصوصاً بين المقاتلين الأكراد والقوات التركية، بداية الأسبوع قبل أن يعود ويهدأ بعض الشيء.
وأعلن المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية فرهاد شامي في تغريدة أن "لا علاقة" لقواته بتلك الضربة.
والجمعة نقلت وسائل إعلام تركية عن الرئيس رجب طيب إردوغان تأكيده أن بلاده "ليست لديها أطماع" في الأراضي السورية.
وكشف إردوغان أنه ينوي "تجاوز مراحل جديدة" مع النظام السوري، معتبراً أن تحسّن العلاقات بين البلدين من شأنه أن يساهم في إحلال السلام في المنطقة.
وتكثف تركيا منذ الشهر الماضي وتيرة قصفها عبر مسيرات لأهداف في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، والتي تصنف أبرز فصائلها، وحدات حماية الشعب الكردية، مجموعة "إرهابية".
والثلثاء، استهدفت طائرة حربية تركية موقعاً لقوات النظام قرب الحدود، ما أودى بـ17 مقاتلاً، وفق المرصد، الذي لم يحدد ما إذا كانوا جميعاً من قوات النظام أو المقاتلين الأكراد، فيما أفاد الاعلام الرسمي السوري عن مقتل "ثلاثة عسكريين".
وتنتشر قوات النظام في قرى حدودية في مناطق سيطرة الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا، إثر اتفاقات برعاية روسية هدفها منع تركيا من شنّ عمليات عسكرية جديدة لطالما هددت بها المقاتلين الأكراد.
وشنت أنقرة منذ 2016 ثلاث عمليات عسكرية في سوريا، استهدفت أساساً المقاتلين الأكراد، ومكنتها مع فصائل موالية لها من السيطرة على منطقة حدودية واسعة.