النهار

الحياة تعود ببطء إلى الرقة في سوريا بعد 5 سنوات على هزيمة "داعش"
المصدر: رويترز
الحياة تعود ببطء إلى الرقة في سوريا بعد 5 سنوات على هزيمة "داعش"
عمال سوريون يجمعون قضبان الصلب من أنقاض ابنية مدمرة في مدينة الرقة الشمالية (15 ت1 2022، أ ف ب).
A+   A-
 بعد خمس سنوات من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة التي كانت معقله في سوريا، لا تزال المدينة تتعافى ببطء من الدمار الناجم عن المعركة بين القوات المدعومة من الولايات المتحدة والتنظيم المتشدد.

ولا تزال المباني المتضررة بشدة تحمل آثار المعركة التي دارت في جنبات المدينة وانتهت في تشرين الأول 2017 بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، والتي كانت لحظة فارقة في زوال "الخلافة" المعلنة من جانبه في سوريا والعراق.

ويقول راغب عبيد الذي لا يزال يعيش في منزل مدمر جزئيا إنه بعد تحرير الرقة، كان الناس "تخاف من منظر الدمار الموجود فيها وخصوصا في الليل عندما تنقطع الكهرباء بعد منتصف الليل".

وذكر أن قطاعا كبيرا من المدينة أعيد بناؤه بعد التحرير، لكن وتيرة العمل تباطأت بعد ذلك بسبب انهيار‭‭‭ ‬‬‬قيمة الليرة السورية التي هوت بشدة قبل حوالى ثلاث سنوات.

وقال "مع ارتفاع عملة الدولار مقابل الليرة السورية، أصبحت المواد ترتفع سعرها فخفت الأعمال معها".

ومع ذلك، بدأت بعض مظاهر الحياة الطبيعية تعود على استحياء إلى في الشوارع حيث استعرضت الدولة الإسلامية في السابق مركباتها العسكرية ونفذت عمليات إعدام. فاليوم، الحدائق العامة مفتوحة والشوارع مزدحمة بالسيارات والمارة، ويتفقد المتسوقون واجهات المحال التجارية.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد قد هزمت تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة بدعم من ضربات جوية شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وتركت المعركة أحياء مدمرة بالكامل.

وفي عام 2019، قالت منظمة العفو الدولية ومجموعة ايروارز لإحصاء ضحايا الصراعات إن الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة أسفر عن مقتل أكثر من 1600 مدني.

وقال التحالف في ذلك الوقت إنه اتخذ "كافة التدابير المعقولة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين" وإنه يحقق في مزاعم مقتل عدد منهم.

والرقة واحدة من عدة مدن دُمرت خلال الحرب السورية المستمرة منذ 11 عاما والتي خرجت من رحم الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد في عام 2011.

وبينما خفتت حدة القتال إلى حد كبير، تقول الأمم المتحدة إن عددا متزايدا من السوريين أصبح بحاجة إلى مساعدات إنسانية أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب.

وتسببت الحرب في مقتل مئات الآلاف ومزقت سوريا إلى عدة مناطق. وتحكم الرقة اليوم سلطات تابعة لقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وليس الحكومة المركزية في دمشق.

وقال محمد نور الذيب رئيس مجلس الرقة المدني إنه تم إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي والطرق وإعادة فتح المدارس والمستشفيات والمتنزهات.

لكنه أشار إلى أن الموارد المتاحة "لا تتناسب مع حجم الاحتياج الذي تطلبه اعادة البنية التحتية" نظرا لأن إجمالي نسبة الدمار في الرقة تجاوز 90 بالمئة، كما لا تزال هناك مناطق من المدينة بدون كهرباء.

واستخدم تنظيم الدولة الإسلامية الرقة كمركز إداري وقاعدة للتخطيط لهجمات أتباعه في جميع أنحاء العالم. كما فرض تفسيره المتشدد للإسلام.

وقال الموسيقي خميس طعمة (48 عاما) إن التنظيم عمل على خنق كافة مظاهر الحياة الثقافية في المدينة.

وأضاف طعمة، الذي كان يخفي آلته الموسيقية إبان حكم التنظيم "لم تتوافر في تلك الأيام فرصة للعزف على أي آلة (موسيقية) في الحفلات أو مقابلات للفنانين ولا أدباء ولا شعراء".

وتابع أن "الحياة عادت" إلى الرقة بعد هزيمة المتشددين.

"بعد التحرير رجعت الحياة للرقة. صار هناك تجمع للموسيقيين الفنانين، وصار عندنا مركز ثقافي ندرب فيه أطفال على الغناء وعلى المسرح".

اقرأ في النهار Premium