النهار

تونس: قمّة الفرنكوفونيّة تناقش ملف الأزمات السياسيّة في الدول الأفريقيّة... و"إعلان جربة" في ختامها
المصدر: أ ف ب
تونس: قمّة الفرنكوفونيّة تناقش ملف الأزمات السياسيّة في الدول الأفريقيّة... و"إعلان جربة" في ختامها
قادة يحضرون جلسة عمل في قمة الفرنكوفونية في جربة (19 ت2 2022، أ ف ب).
A+   A-
اختتمت الأحد قمة رؤساء دول وحكومات الفرنكوفونية في جزيرة جربة في تونس بالتأكيد على قوة المنظمة والعمل على تدعيم دورها في مجابهة التوترات والأزمات السياسية التي هزت مؤخرًا دولا إفريقية ناطقة بالفرنسية.

وخُصّص اليوم الأول لطرح مسألة الرقمنة كمحرّك أساسي  للتنمية، بالاضافة إلى نقاشات حول مطالب 88 عضوًا في المنظمة الدولية للفرنكوفونية لتدعيم دورها الدولي. 

والأحد اجتمع القادة ورؤساء البعثات، بما في ذلك ضمن لقاءات مغلقة لطرح موضوع "غياب ثقة المواطن".

وقالت الأمينة العامّة للمنظّمة، الروانديّة لويز موشيكيوابو، لوكالة فرانس برس قبل القمة إنها ستحاول اثارة هذا الموضوع لتحفيز قادة دول القارة.

وفي تقديرها "التمرد الذي نراه لدى الشباب الناطق بالفرنسية في أفريقيا سببه خيبة الأمل من السياسة" و"احباط" تجاه "الطبقة الحاكمة".

وأضافت الأمينة العامة للمنظمة "هذا ليس رفضًا للغة الفرنسية على الإطلاق" وذلك يؤثر على فرنسا.

خُصصت ورش عمل الأحد لريادة الأعمال التي تخص الشباب والمرأة، قبل افتتاح المنتدى الاقتصادي.

 توترات -
للمنظمة ومنذ تأسيسها في العام 1970، ثلاثة أهداف رئيسية وهي دعم انتشار اللغة الفرنسية عبر برامج ومناهج تعليمية وتطوير التعاون الاقتصادي داخل فضاء فرنكوفوني يضم 321 مليون ناطق بالفرنسية، فضلا عن المشاركة ولعب دور الوساطة خلال الأزمات والنزاعات الدولية.

والسبت شددت الأمينة العامّة على أنّ المنظّمة قادرة على امتلاك "تأثير في عالم ممزّق" بأزمات متعدّدة. وتابعت في كلمة الافتتاح "يجب أن تظلّ الفرنكوفونيّة حلقة وصل للحدّ من تحوّل التوتّرات إلى نزاعات".

غير أن صدى التوتر بين الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية كان حاضرا خلال افتتاح القمة عندما رفض رئيس وزراء جمهورية الكونغو الديموقراطية جان ميشيل ساما لوكوندي المشاركة في الصورة الجماعية بجانب بول كاغامي رئيس رواندا الذي تتهمه كينشاسا بدعم متمردي حركة "23 مارس" في شرق البلاد.

وكان على طاولة النقاشات ملف آخر ساخن هو الحرب الروسية على أوكرانيا الدولة التي تحمل صفة مراقب في المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي تضم دولا آخرى غير ناطقة بالفرنسية على غرار صربيا والامارات العربية المتحدة.".

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي مساء السبت "تمكّنّا من التوصل إلى بيان من جميع الأعضاء... فيه موقف واضح جدًا من الحرب التي تشنّها روسيا في أوكرانيا"، من دون أن يُعطي مزيدًا من التفاصيل. 

من المرتقب اعتماد "إعلان جربة" مساء الأحد لاختتام أعمال القمة التي ستكون أيضًا مناسبة لإعادة انتخاب الأمينة العامة لولاية جديدة مدتها أربع سنوات وهي الوحيدة المرشحة لهذا المنصب.

- فرنسا رئيسة للعام 2024 -
تم "بالتوافق" اختيار فرنسا لتخلف تونس في رئاسة الفرنكوفونية بداية من العام 2024.

وأعلن ماكرون السبت لنظيره التونسي قيس سعيّد أن بلاده ستمنح قرضا قيمته 200 مليون يورو لتونس التي تمر بأزمة اقتصادية عميقة تفاقمت بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأفاد بيان صادر عن الإليزيه أن "رئيس الجمهورية جدد دعم فرنسا لتونس والشعب التونسي في مواجهة التحديات".

من ناحية أخرى، لم يشر ماكرون سوى على نحو خجول إلى الأزمة السياسية التي تهز تونس منذ ان قرّر الرئيس التونسي في 25 تمّوز 2021، احتكار السلطات في البلاد، في حين تتهمه المعارضة بوضع حد للتجربة الديموقراطية الفريدة في العالم العربي.

وقبل الانتخابات النيابية المرتقبة في تونس في منتصف كانون الأول المقبل لانتخاب نواب برلمان تقلص دوره بشكل كبير من خلال الدستور الجديد الذي تم اقراره اثر استفتاء في تموز الفائت، علّق الرئيس الفرنسي "الحريات الأساسية ... أساسية... للمكتسبات الديموقراطية" في تونس.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium