النهار

مصادر لـ"رويترز": تركيا استخدمت مجالاً جوياً تسيطر عليه أميركا وروسيا في ضربات بسوريا
المصدر: رويترز
مصادر لـ"رويترز": تركيا استخدمت مجالاً جوياً تسيطر عليه أميركا وروسيا في ضربات بسوريا
مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا يطلقون قذيفة هاون في جرابلس في شمال محافظة حلب (21 ت2 2022، أ ف ب).
A+   A-
قالت مصادر تركية ومن المعارضة السورية إن طائرات حربية تركية اخترقت المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة للمرة الأولى لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وحشدت حلفاء سوريين لتوسيع الحملة على الأرجح.

ووقعت الغارات بطائرات "إف-16" في الأيام القليلة الماضية مع تصعيد تركيا ووحدات حماية الشعب الضربات المتبادلة التي أدت إلى مقتل مدنيين على جانبي الحدود، عندما قالت أنقرة إنها كانت ترد بعد انفجار أوقع قتلى في 13 تشرين الثاني بإسطنبول.

وفي حين أن تركيا نفذت عمليات عدة كبيرة في شمال سوريا في السنوات القليلة الماضية، فقد استخدمت طائرات مسيرة في العديد من الضربات الجوية بالنظر إلى أن واشنطن المتحالفة مع قوات سوريا الديموقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب، وموسكو، حليفة دمشق، تسيطران على جزء كبير من المجال الجوي.

وقد يشير استخدام تركيا للمجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة، حسبما ورد، إلى نفوذ أنقرة المتزايد لدى موسكو وواشنطن. وعمدت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، إلى توازن موقفها الديبلوماسي منذ غزو روسيا لأوكرانيا، إذ انتقدت الغزو لكنها عارضت العقوبات الغربية على روسيا.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية ووزارة الخارجية الأميركية بعد على طلبات للتعليق.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن الطائرات لم تُستخدم قط في الأجواء السورية أو الروسية أو الأميركية في الضربات الجوية الأخيرة على قواعد المسلحين الأكراد في سوريا، وإن الطائرات قصفت جميع الأهداف من داخل المجال الجوي التركي.

ومع ذلك، قال مسؤول أمني تركي كبير وشخصيتان بارزتان في المعارضة السورية على اتصال بالجيش التركي لرويترز إن طائرات مقاتلة حلقت داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة وأن أنقرة على اتصال بروسيا بشأن هذا الأمر.

وقال المسؤول الأمني التركي "استخدمت الطائرات التركية المجال الجوي الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وروسيا. وأُجري بعض التنسيق مع هذين البلدين".

وقال العقيد عبد الجبار عكيدي، وهو شخصية قيادية في المعارضة السورية ومطلع على التطورات الأخيرة "لا يمكن تركيا أن تقوم بهذه العملية الجوية الواسعة في سوريا من دون تنسيق مع الفاعلين على الأرض، أي الولايات المتحدة وروسيا".

ومن ناحيتها كتبت الصحافية التركية البارزة المقربة من الحكومة هاندا فيرات في صحيفة حريت "كان على الولايات المتحدة وروسيا الدولتين اللتين تسيطران على المجال الجوي السوري أن تفتحا المجال الجوي" بعد الهجوم التركي.

وقالت أنقرة إن عمليتها التي تمت في مطلع الأسبوع جاءت ردا على القنبلة التي فُجرت في شارع مزدحم بإسطنبول في الأسبوع الماضي، والتي أودت بحياة ستة أشخاص. وألقت تركيا بالمسؤولية عن الهجوم على المسلحين الأكراد.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، ونفى حزب العمال الكردستاني المحظور وقوات سوريا الديموقراطية ضلوعهما في الهجوم.

عودوا إلى القواعد
واصلت المدفعية التركية قصف قواعد الأكراد وأهداف أخرى في سوريا اليوم الثلثاء في حين طالب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الولايات المتحدة بإنهاء دعمها لوحدات حماية الشعب.

وتحالفت الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديموقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب، في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية خلال الحرب السورية المستمرة منذ 11 عاما مما تسبب في صدع عميق في العلاقات مع تركيا التي تقول إن وحدات حماية الشعب جناح لحزب العمال الكردستاني. وتصنف تركيا والولايات المتحدة ودول أخرى حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.

وحذرت واشنطن من إجراء عسكري يزعزع استقرار سوريا في حين حضت موسكو أنقرة والأطراف الأخرى على ضبط النفس.

لكن قائد فصيل معارض مسلح مدعوم من تركيا ومصدرين تركيين قالوا إن مقاتلين من تحالف للمعارضة السورية المسلحة يسمى الجيش الوطني السوري المتحالف مع أنقرة تلقوا طلبا بالاستعداد لاحتمال توسيع العملية.

وقال القائد السوري الكبير مشترطا عدم ذكر اسمه لأنه غير مفوض بالحديث علنا عن الأمر "أخطر الأتراك جميع القادة الذين في عطلات بالعودة إلى قواعدهم والقادة الذين في سوريا بعدم مغادرة مواقعهم وأن يزيدوا أيضا مستوى استعدادهم".

وأضاف "لم يتلقوا تكليفات بمهام وليس هناك خطة بعد".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium