النهار

قبل شيرين أبو عاقلة تحقيقات إسرائيليّة سابقة في مقتل صحافيّين... لكنها "لا تهدف إلى إظهار الحقيقة أو المساءلة"
المصدر: أ ف ب
قبل شيرين أبو عاقلة تحقيقات إسرائيليّة سابقة في مقتل صحافيّين... لكنها "لا تهدف إلى إظهار الحقيقة أو المساءلة"
رسوم لأبو عاقلة في معرض تكريمي لها في المكان الذي قُتلت فيه في جنين في الضفة الغربية المحتلة (19 ايار 2022، أ ف ب).
A+   A-
بعد مقتل الصحافية ومراسلة قناة "الجزيرة" القطرية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، تلقي وكالة فرانس برس الضوء على تحقيقات سابقة للجيش الإسرائيلي في حوادث مماثلة طالت صحافيين. 

وتتهم "الجزيرة" إسرائيل بقتل أبو عاقلة (51 عاما) التي تحمل أيضا الجنسية الأميركية، "عمدا" برصاصة في الرأس في 11 أيار. 

ويؤكد الفلسطينيون أن مصدر الرصاصة جنودا إسرائيليبن، في حين يقول الجيش الإسرائيلي أنه لا يزال يحقّق في ما إذا كانت الرصاصة صادرة عن أحد جنوده. وقال الاثنين إنه إذا تبين أن مصدرها جندي، فالتحقيق الأولي يشير حتى الآن، الى أن لا نية أو نشاطا جنائيا في العملية.

وطالبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتحقيق "شفاف" في ظروف مقتل أبو عاقلة. لكن منظمات حقوقية بارزة في إسرائيل ترى أن سجل محاسبة الجيش الإسرائيلي في قضايا سابقة شبيهة "سيئ".

ويقول روي يلين من منظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية اليسارية "وفق تحليلنا، فإن التحقيقات هذه منظمة ولا تهدف إلى إظهار الحقيقة أو المساءلة، بالعكس تهدف إلى الحؤول دون ذلك". 

ووصف الجيش الإسرائيلي تحقيقاته الداخلية بأنها "صلبة". 

- مراسلون بلا حدود -
وفقا لمنظمة "مراسلون بلا حدود" التي تتخذ من باريس مقرا، قتل ما لا يقل عن 30 صحافيا بنيران إسرائيلية منذ العام 2000، في حوادث منفصلة وقعت في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقتل معظمهم خلال عملهم الصحافي. 

ولم تسجل المنظمة حالات مشابهة داخل الدولة العبرية خلال الفترة نفسها.

وتقول إن جميع الحالات كان ضحاياها من الصحافيين الفلسطينيين باستثناء أربعة صحافيين من كل من بريطانيا وإيطاليا وتركيا. 

وشاركت فرانس برس قائمة "مراسلون بلا حدود" مع الجيش الإسرائيلي الذي لم يجب على سؤال عما إذا أي جندي واجه اتهاما بعد مقتل صحافي أو صحافية. 

وقال متحدث عسكري لفرانس برس إن الجيش يشرع في إجراء تحقيق "في الحالات التي يتم فيها الادعاء باستخدامه القوة المفرطة ضد أي فرد وضد الصحافيين على وجه الخصوص... ويتضمن ذلك تحقيقا جنائيا أيضا". 

وأشار الجيش إلى أن "محاكمة جنائية لمسؤولين" تجري في بعض الحالات "أو تتخذ في حقهم إجراءات من مسؤوليهم". 

- كيف تجري التحقيقات الإسرائيلية؟ - 
بحسب الجيش الإسرائيلي، يُفتح تحقيق أولي في الحالات التي يبدو  فيها أن مدنيا قُتل بنيران جندي في الضفة الغربية، ويحدّد هذا التحقيق ما إذا كانت هناك حاجة للتقدم أكثر وتكليف قسم التحقيق الجنائي في الشرطة العسكرية إجراء تحقيق إضافي. 

وقال الجيش إن التحقيق الأولي أشار إلى أن "لا وجود لشبهة فورية بارتكاب نشاط جنائي" في حادثة مقتل مراسلة الجزيرة. 

وقالت المدعية العامة للجيش الإسرائيلي يفعات تومر يروشالمي في بيان "بالنظر إلى مقتل السيدة شيرين أبو عاقلة في وسط منطقة قتال نشط، لا يمكن أن تكون هناك شبهة فورية بوجود نشاط جنائي في غياب المزيد من الأدلة".

وأضافت "لن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن فتح تحقيق جنائي أم لا، إلا بعد توفّر وقائع أخرى من التحقيق العملياتي لجيش الدفاع الإسرائيلي ومصادر أخرى".

وتقول شيرين الخطيب من المركز الفلسطيني للتنمية وحرية الإعلام "مدى" إن إسرائيل ومنذ العام 2000، لم تحمل أي جندي مسؤولية قتل صحافي. 

- حالات سابقة مماثلة - 
في السادس من نيسان 2018، قتل المصور الصحافي الفلسطيني ياسر مرتجى برصاص قناص إسرائيلي أثناء تغطيته احتجاجات على طول الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة. 

كان مرتجى يعمل مع مؤسسة "عين ميديا" للإنتاج والتي كانت تقدم خدمات لقناة الجزيرة. 

وآظهرت صورة لفرانس برس التقطت لمرتجى بعد إصابته وهو يرتدي بزة الصحافة. 

لاحقا، اتهمت إسرائيل مرتجى بأنه عضو في حركة حماس الإسلامية، وهو ما نفته عائلته وزملاؤه. 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن مرتجى "خضع للفحص الأمني قبل حصوله على منحة أميركية" في مجال الإعلام. 

وبحسب الجيش، خلص التحقيق الأولي حينها إلى "عدم وجود شبهة... تبرّر فتح تحقيق جنائي". 

وأضاف أنه "دعا المدنيين منذ بدء أعمال الشغب العنيف إلى تجنب الاقتراب من منطقة القتال وأعمال الشغب العنيفة التي تقودها حماس".   

بعد ثلاثة أسابيع على وفاة مرتجى، أُعلن عن وفاة الصحافي أحمد أبو حسين (25 عاما) الذي كان أصيب برصاصة من الجيش الإسرائيلي في الأمعاء خلال تغطيته احتجاجات، ونقل إلى مستشفى في رام الله ثم الى مستشفى إسرائيلي حيث توفي.

عمل الصحافي أبو حسين مصورا لوكالة أنباء محلية، بالإضافة إلى عمله في إذاعة صوت الشعب التي تقول عبر موقعها الإلكتروني إن مؤسسيها هم شخصيات وطنية مستقلة، تقدمية، ومجموعة من الأكاديميين والمثقفين، وينظر إليها على أنها مقربة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وقال الجيش إنه "لم يعثر على شبهة تبرر فتح تحقيق جنائي" في القضية.

في 16 نيسان 2008، قتل في غزة أيضا المصوّر الفلسطيني فضل شناعة (24 عاما) أثناء تصويره مدرعة إسرائيلية كانت على بعد 1,5 كيلومترا منه. 

وقضى مع شناعة الذي كان يعمل لصالح وكالة "رويترز" البريطانية ثمانية مدنيين آخرين.

وأكد تحقيق لوكالة رويترز وشهود عيان أن بزة شناعة الزرقاء ومركبته كانتا موسومتين بوضوح بإشارات الصحافة، وأن أيا من القتلى أو الجرحى لم يكونوا مسلحين. 

وبرّأ تحقيق عسكري القوات الإسرائيلية من سوء التصرف. ووصف قرار إطلاق النار عليهم بأنه "منطقي". 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium