تنظر محكمة استئناف المنصورة في مصر في قضية مقتل الطالبة نيرة أشرف أمام جامعة المنصورة، في جلسة الاحد 26 حزيران 2022، على ما أعلنت في بيان اليوم الجمعة. وأكدت رفضها "للتلميحات غير المقبولة التي صدرت بحق هيئة المحكمة والمنوط بها نظر قضية محاكمة قاتل الطالبة أشرف.
وقال بيان محكمة الاستئناف: "عقب ما أمر به القاضي عبد الرازق محمد عبد الرحمن، رئيس محكمة استئناف المنصورة، بتحديد جلسة الأحد المقبل 26 حزيران للنظر في قضية مقتل الطالبة نيرة أشرف أمام جامعة المنصورة، لاحظت المحكمة زخما إعلاميا حول تلك القضية بشكل مكثف وتناول فيه بعض من الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بعض الأمور ظنا من البعض أن ذلك قد يؤثر على القضاء والقضاة".
وقد أصدر المستشار مدحت الحسيني، رئيس المكتب الفني بالمحكمة، قرارات منها "انعقاد الجلسة الاولى يوم الاحد 26 حزيران الساعة الحادية عشر صباحا بالقاعة رقم 2 جنايات. وسيكون السماح بدخول القاعة لكل الجلسات عن طريق تصريح خاص من المستشار إيهاب صادق، عضو المكتب الفني...".
وقد وقعت جريمة ذبح الطالبة نيرة أشرف، الاثنين، عندما أظهرت مقاطع مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي شخصاً يجري وراء فتاة، ومن ثم ينحرها بسكين خارج أسوار جامعة المنصورة. وقد هزت هذه الجريمة مصر، واشعلت غضبا عارما فيها، ولا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد أعلنت النيابة العامة المصرية الاثنين إنها تلقت "إخطاراً من الشرطة بوفاة المجني عليها بعدما نحرها المتهم بسكين أمام بوابة جامعة المنصورة، وقد ألقي القبض عليه متلبساً بالجريمة وبحوزته أداتها".
وقد نشرت جامعة المنصورة بياناً في اليوم ذاته أكدت فيه أن الجريمة حدثت "خارج أسوار الجامعة، و"قبضت قوات الشرطة الموجودة أمام بوابة الجامعة فوراً على المعتدي".
وقال الدكتور محمود الجعيدي، عميد كلية الآداب بجامعة المنصورة، إن الطالبة نيرة أشرف رفضت زميلها، لأنها لا تراه مناسباً لها، وهو لا يعطيه الحق في ارتكاب جريمته البشعة فى حق زميلته".
- قتلها عمدا -
وفي بيان ثان الثلثاء، قالت النيابة العامة المصرية إن النائب العام أمر بحبس قاتل الطالبة نيرة أشرف أمام جامعة المنصورة على ذمة التحقيقات "لاتهامه بقتل الطالبة عمداً مع سبق الإصرار أمام جامعة المنصورة بعدما أقر المتهم خلال استجوابه بالتحقيقات بارتكابه الجريمة وإجرائه محاكاة لكيفية تنفيذها بمسرح الحادث".
وأضاف البيان أن النيابة العامة استمعت "إلى عشرين شاهداً، منهم والدا المجني عليها وشقيقتها، الذين أكدوا تعرض المتهم الدائم للمجني عليها على إثر فشل علاقتهما ورفضها لشخصه، وعقدهم جلسات عرفية وتحريرهم محاضر رسمية ضده منذ ما يربو على شهرين لأخذ تعهده بعدم التعرض لها".
وقد أمر المستشار النائب العام، الأربعاء 22 منه، بإحالة المتهم محمد عادل على محكمة الجنايات لمعاقبته فيما اتهم به من قتل الطالبة المجني عليها نيرة عمدا مع سبق الإصرار، حيث بيت النية وعقد العزم على قتلها، وتتبعها حتى ظفر بها أمام جامعة المنصورة، وباغتها بسكين طعنها به طعنات عدة، ونحرها قاصدا إزهاق روحها.
وقد اقامت النيابة العامة "الدليل قبل المتهم من شهادة خمسة وعشرين شاهدا منهم طلاب، وأفراد أمن الجامعة، وعمال بمحلات بمحيط الواقعة، أكدوا رؤيتهم المتهم حال ارتكابها، وفي مقدمهم زميلات المجني عليها اللاتي كن بصحبتها حينما باغتها المتهم، وآخرون هددهم حينما حاولوا الذود عنها خلال تعديه عليها، وكذا ذوو المجني عليها، وأصدقاؤها الذين أكدوا اعتياد تعرض المتهم وتهديده لها بالإيذاء لرفضها الارتباط به بعدما تقدم لخطبتها، ومحاولته أكثر من مرة إرغامها على ذلك، مما ألجأهم إلى تحرير عدة محاضر ضده، وأن المتهم قبل الواقعة بأيام سعى إلى التواصل مع المجني عليها للوقوف على توقيت استقلالها الحافلة التي اعتادت ركوبها إلى الجامعة، ورفضها إجابته، مؤكدين جميعا تصميم المتهم على قتل المجني عليها، كما أكد صاحب الشركة مالكة الحافلة علمه من العاملين بها تتبع المتهم المجني عليها بالحافلة التي اعتادت استقلالها إلى الجامعة، فضلا عما شهد به رئيس المباحث مجري التحريات من تطور الخلاف الناشئ بين المجني عليها وبين المتهم لرفضها الارتباط به إلى تعرضه الدائم لها، حتى عقد العزم على قتلها، وتخير ميقات اختبارات نهاية العام الدراسي ليقينه من تواجدها بالجامعة موعدا لارتكاب جريمته، وفي يوم الواقعة تتبع المجني عليها، واستقل الحافلة التي اعتادت ركوبها، وقتلها لدى وصولها للجامعة".
- القاتل يمثل جريمته -
كذلك، أقامت النيابة العامة "الدليل قبل المتهم مما ثبت من فحص هاتفها المحمول الذي أسفر عن احتوائه على رسائل عديدة جاءتها من المتهم تضمنت تهديدات لها بالقتل ذبحا، وكذا ما ثبت من مشاهدة تسجيلات آلات المراقبة التي ضبطتها النيابة العامة بمسرح الجريمة الممتد من مكان استقلال المجني عليها الحافلة حتى أمام الجامعة، حيث ظهر بها استقلال المتهم ذات الحافلة مع المجني عليها، وتتبعه لها بعد خروجها منها، ورصد كافة ملابسات قتلها عند اقترابها من الجامعة، وإشهار السلاح في وجه من حاول الذود عنها.
واستندت النيابة العامة في أدلتها إلى إقرار المتهم التفصيلي بارتكابه الجريمة خلال استجوابه في التحقيقات، والمحاكاة التصويرية التي أجراها في مسرح الجريمة وبين فيها كيفية ارتكابها، فضلا عما أسفر عنه تقرير الصفة التشريحية لجثمان المجني عليها من جواز حدوث الواقعة وفق التصور الذي انتهت إليه التحقيقات وفي تاريخ معاصر".
وقد بثت وسائل إعلام مصرية لقطات تُظهر الطالب محمد عادل المتهم بقتل زميلته نيرة أشرف وهو يمثل جريمته.
- غضب واسع -
وقد أثارت جريمة قتل نيرة أشرف ومشاهدها المروعة موجة من الغضب والاستنكار في مصر وفي بعض البلدان العربية. وعبّر العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم، بينما تفاعل مئات في الوطن العربي عبر وسم #حق_نيرة_أشرف، مطالبين بالقصاص من القاتل.