شارك آلاف الأشخاص الإثنين في تشييع خمسة فلسطينيين قتلوا في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة استهدفت مقرّا لمجموعة "عرين الأسود" في مدينة نابلس و"مشغل أسلحة"، وفق الجيش الإسرائيلي.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة 20 آخرين بجروح في نابلس ليل الاثنين الثلثاء. وكانت أعلنت في وقت سابق مقتل مواطن آخر برصاصة في صدره في قرية النبي صالح شمال رام الله.
وشارك آلاف الفلسطينيين بينهم مسلحون غصّت بهم شوارع نابلس التي عمّها الإضراب، في تشييع القتلى الخمسة الذين لُفّت جثامينهم بالعلم الفلسطيني ورايات بيضاء خُطّ عليها عبارة "لا إله إلا الله"، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وبين القتلى وديع الحوح (31 عاما)، وهو قيادي بارز في مجموعة "عرين الأسود" المسلحة التي تكوّنت مؤخرًا وتتهمها اسرائيل بالضلوع في هجمات ضدها. وتبنّت المجموعة في 11 تشرين الأول هجومًا أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد عبر إذاعة "كان" الإسرائيلية مقتل الحوح.
وقال "يجب أن يعرفوا أننا سنصل إليهم أينما كانوا، إسرائيل لن تتوقف أبدًا عن العمل من أجل أمنها وسنفعل ما يجب القيام به، والهدف هو الحدّ من الإرهاب والتأكد من أنه لا يؤثر على المواطنين الإسرائيليين".
وعقب العملية العسكرية في نابلس، جرت مسيرات تضامنية ومواجهات في مناطق أخرى أسفرت عن مقتل الشاب قصي التميمي بعد إصابته برصاصة في الصدر في قرية النبي صالح، بحسب الوزارة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود فتحوا النار في النبي صالح بعد أن "رأوا مشتبها به يطلق عبوة ناسفة في اتجاههم".
- "جريمة حرب" -
ولم يعقّب الجيش الإسرائيلي على حصيلة الثلثاء في نابلس، لكنّه أكد تنفيذ عملية عسكرية واسعة مع الشرطة والاستخبارات ضد "المقرّ العام ومشغل أسلحة" تابعين لمجموعة "عرين الأسود" في البلدة القديمة في نابلس.
وأشار إلى "إصابة عدد من المشتبه بهم بالرصاص" خلال العملية.
وذكر الجيش أن "عشرات الفلسطينيين أحرقوا إطارات وألقوا حجارة" في اتجاه الجنود الذين "ردّوا بإطلاق النار".
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لفرانس برس "مع تصاعد الهجمات، شرعنا في عملية استخباراتية لوقف هجمات عرين الأسود الإرهابية بعدما حاولت السلطة الفلسطينية احتواء الجماعة وفشلت في ذلك".
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "تمّ تعزيز المنطقة بالكامل ونحن مستعدون للتصعيد".
وشكّل مقاتلون شباب كانوا ينتمون الى فصائل مختلفة مثل حركة فتح والجهاد الإسلامي أو حركة حماس قبل مدة مجموعة "عرين الأسود" التي انتشرت شعبيتها بسرعة من خلال رسائل تلغرام المشفرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت المجموعة اليوم على حسابها على تطبيق "تلغرام" الذي يتابعه أكثر من 210 آلاف حساب، "الاستسلام هو طريق الذل والهوان.. هو طريق الخزي والعار"، مضيفة "حان وقتُ خُروج الأسود من عَرينها.. وبكلمة الله أكبر سنُصلي خرافها رعبًا... حيّ على الجهاد".
وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة في شمال الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في منطقتي نابلس وجنين، وهما معقلان للفصائل الفلسطينية المسلحة، حيث كثّفت القوات الإسرائيلية مداهماتها في أعقاب اعتداءات دامية ضد إسرائيليين في آذار ونيسان.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من مئة فلسطيني في أكبر حصيلة قتلى في الضفة الغربية منذ ما يقرب من سبع سنوات.
ووفقًا لتعداد لوكالة فرانس برس، قُتل هذا الشهر حتى الآن 29 فلسطينيًا وجنديان إسرائيليان.
وذكرت مصادر محلية لوكالة فرانس برس أن الجيش الإسرائيلي حاصر ليلًا أماكن عدة في نابلس حيث كانت تُسمع انفجارات بين الحين والآخر، وأقام نقاط تفتيش، في حين كانت طائرات مسيّرة تحلّق في المكان بشكل متواصل.
- "جريمة حرب" -
ووصفت الرئاسة الفلسطينية العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس بأنها "جريمة حرب". وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان إن الرئيس محمود عباس "يجري اتصالات عاجلة لوقف عدوان الاحتلال على أبناء شعبنا في نابلس".
وخلال اجتماع طارئ للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش "إن جريمة الاحتلال في نابلس لن تمر من دون عقاب". ودعا "الشباب الثائر إلى ضرب الاحتلال في كل مكان بالضفة الغربية".
كما أعلن "الحداد والإضراب الشامل في جميع أنحاء قطاع غزة" وفي مدن الضفة الغربية.
ودعا بيان حركة الجهاد "الجماهير للخروج بمسيرات ليلية في كل أنحاء القطاع، والاشتباك مع الاحتلال في كل نقاط التماس بفلسطين المحتلة".
وأعلنت حركة حماس في بيان "تعليق دوام المؤسسات الحكومية في قطاع غزة بدءاً من الساعة 12 ظهراً" وتعطيل المدارس.