قُتل ستة فلسطينيين ليل الاثنين الثلثاء في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، في عملية عسكرية قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت مقرّا لمجموعة مسلحة و"مشغل أسلحة".
وأفادت الوزارة الفلسطينية في أحدث حصيلة نشرتها على صفحتها على موقع "فيسبوك" صباحًا عن مقتل شاب "متأثراً بإصابته الحرجة فجر اليوم في نابلس"، ما رفع حصيلة القتلى في المدينة إلى خمسة، إضافة إلى 20 جريحا.
وكانت أعلنت في وقت سابق مقتل مواطن آخر برصاصة في صدره في قرية النبي صالح شمال رام الله.
ونشرت وزارة الصحة أسماء القتلى في نابلس وهم مشعل زاهي أحمد بغدادي (27 سنة) وحمدي صبيح رمزي قيم (30 سنة) وعلي خالد عمر عنتر (26 سنة) وحمدي محمد صبري حامد شرف (35 سنة) ووديع صبيح الحوح (31 سنة).
والحوح قيادي بارز في مجموعة "عرين الأسود" المسلحة التي تكوّنت مؤخرًا وتتهمها اسرائيل بالضلوع في هجمات ضدها. وتبنّت المجموعة في 11 تشرين الأول هجومًا أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي.
وعقب العملية العسكرية في نابلس، جرت مسيرات تضامنية ومواجهات في مناطق أخرى أسفرت عن مقتل الشاب قصي التميمي بعد إصابته برصاصة في الصدر في قرية النبي صالح، بحسب الوزارة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود فتحوا النار في النبي صالح بعد أن "رأوا مشتبها به يطلق عبوة ناسفة في اتجاههم".
- "جريمة حرب" -
ولم يعقّب الجيش الإسرائيلي على حصيلة الثلثاء في نابلس، لكنّه أكد تنفيذ عملية عسكرية واسعة مع الشرطة والاستخبارات ضد "المقرّ العام ومشغل أسلحة" تابعين لمجموعة "عرين الأسود" في البلدة القديمة في نابلس. وأشار إلى "إصابة عدد من المشتبه بهم بالرصاص" خلال العملية.
وذكر الجيش أن "عشرات الفلسطينيين أحرقوا إطارات وألقوا حجارة" في اتجاه الجنود الذين "ردّوا بإطلاق النار".
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أعلن عبر إذاعة "كان" الإسرائيلية مقتل أحد قياديي مجموعة "عرين الأسود" وديع الحوح. وقال "يجب أن يعرفوا أننا سنصل إليهم أينما كانوا، إسرائيل لن تتوقف أبدًا عن العمل من أجل أمنها وسنفعل ما يجب القيام به، والهدف هو الحدّ من الإرهاب والتأكد من أنه لا يؤثر على المواطنين الإسرائيليين".
وشكّل مقاتلون شباب كانوا ينتمون الى فصائل مختلفة مثل حركة فتح والجهاد الإسلامي أو حركة حماس قبل مدة مجموعة "عرين الأسود" التي انتشرت شعبيتها بسرعة من خلال رسائل تلغرام المشفرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت المجموعة اليوم على حسابها على تطبيق "تلغرام" الذي يتابعه أكثر من 210 آلاف حساب، "الاستسلام هو طريق الذل والهوان.. هو طريق الخزي والعار"، مضيفة "حان وقتُ خُروج الأسود من عَرينها.. وبكلمة الله أكبر سنُصلي خرافها رعبًا.. حيّ على الجهاد".
وشارك حشد من الفلسطينيين في مراسم دفن القتلى، في حضور مسلحين، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.
ووصفت الرئاسة الفلسطينية العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس بأنها "جريمة حرب". وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان إن الرئيس محمود عباس "يجري اتصالات عاجلة لوقف عدوان الاحتلال على أبناء شعبنا في نابلس".
وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة في شمال الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في منطقتي نابلس وجنين، وهما معقلان للفصائل الفلسطينية المسلحة، حيث كثّفت القوات الإسرائيلية مداهماتها في أعقاب اعتداءات دامية ضد إسرائيليين في آذار ونيسان.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من مئة فلسطيني في أكبر حصيلة قتلى في الضفة الغربية منذ ما يقرب من سبع سنوات.
ووفقًا لتعداد لوكالة فرانس برس، قُتل هذا الشهر حتى الآن 29 فلسطينيًا وجنديان إسرائيليان.
وذكرت مصادر محلية لوكالة فرانس برس أن الجيش الإسرائيلي حاصر ليلًا أماكن عدة في نابلس حيث كانت تُسمع انفجارات بين الحين والآخر، وأقام نقاط تفتيش، في حين كانت طائرات مسيّرة تحلّق في المكان بشكل متواصل.
- حماس والجهاد -
وأفادت حركة الجهاد الإسلامي في بيان الثلثاء أن مقاتليها يخوضون اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في نابلس، وهدّدت إسرائيل بالردّ على ما وصفته بـ"الجرائم".
وخلال اجتماع طارئ للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، قال القيادي في حركة الجهاد خالد البطش "إن جريمة الاحتلال في نابلس لن تمر دون عقاب". ودعا "الشباب الثائر إلى ضرب الاحتلال في كل مكان بالضفة الغربية".كما أعلن "الحداد والإضراب الشامل في جميع أنحاء قطاع غزة"، ودعا "الجماهير للخروج بمسيرات ليلية في كل أنحاء القطاع، والاشتباك مع الاحتلال في كل نقاط التماس بفلسطين المحتلة".
وأعلنت حركة حماس في بيان "تعليق دوام المؤسسات الحكومية في قطاع غزة بدءاً من الساعة 12 ظهراً، استجابة لدعوة الإضراب التي وجهتها لجنة متابعة القوى الوطنية والإسلامية، حداداً على شهداء نابلس الذين ارتقوا صباح اليوم"، وتعطيل المدارس.
على صعيد آخر، دعت منظمة العفو الدولية الثلثاء المحكمة الجنائية الدولية الى إجراء تحقيق في "جرائم حرب" محتملة ارتكبت في قطاع غزة على أيدي قوات إسرائيلية ومسلحين فلسطينيين على السواء خلال نزاعهما الدامي في شهر آب الماضي.
وحصل تصعيد دام في القطاع المحاصر في الخامس من آب استمرّ حتى السابع منه، وشنّت إسرائيل عملية عسكرية قالت إنها تستهدف حركة الجهاد الإسلامي أسفرت عن مقتل ما لا يقلّ عن 49 فلسطينيًا، بينهم 17 طفلا، فيما أصيب أكثر من 350 آخرون بجروح، على ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.