يبدأ سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، الأحد، زيارة الى طهران تستمر يومين، وفق ما أعلن الديوان السلطاني الأربعاء، تأتي في خضم تقارب ديبلوماسي تشهده المنطقة مؤخرا خصوصا بين إيران وجيرانها العرب.
وقال ديوان البلاط السُّلطاني في بيان نشرته وكالة الانباء العمانية: "تعزيزًا لروابط الصداقة بين سلطنة عُمان والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الصديقة، وتوطيدًا للعلاقات المُثمرة وحسن الجوار بينهما وتلبيةً للدّعوة الكريمة الموجّهة إلى حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق من الرئيس إبراهيم رئيسي، رئيسِ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، سيقوم عاهلُ البلاد بزيارة رسميّة إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لمدّة يومين ابتداءً من يوم الأحد الموافق الثامن والعشرين من شهر ايار الجاري ٢٠٢٣م".
واضاف: "تأتي هذه الزيارة في إطار استمرار التشاور والتنسيق بين القيادتين للبحث في مختلف التطورات في الساحتين الإقليميّة والدوليّة، وتعزيز كل ما من شأنه الارتقاء بأوجه التّعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات، وسُبل تطويرها بما يخدم مصالحهما وتطلعاتهما حاضرًا ومستقبلًا".
ويرافق السُّلطان خلال زيارته وفدٌ رسميٌّ رفيعُ المستوى.
وتأتي زيارة السلطان هيثم بعد زهاء عام من زيارة قام بها رئيسي الى مسقط، وتخللها توقيع اتفاقات تعاون.
وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان التي أبقت على تمثيلها الديبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، على رغم قيام دول في مجلس التعاون الخليجي بمراجعة علاقاتها مع إيران بعد الأزمة بين الرياض وطهران.
وتأتي زيارة السلطان لطهران بعد أسابيع من إبرام السعودية وإيران اتفاقا برعاية الصين في آذار، لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما.
وعززت طهران مؤخرا تواصلها مع عواصم خليجية شهدت العلاقة معها فتورا في الأعوام الماضية مثل أبوظبي والكويت.
كما تأتي في ظل تقارير عن تواصل بين طهران والقاهرة قد يفضي لرفع التمثيل الديبلوماسي بينهما الى مستوى سفير.
وكان السلطان هيثم زار مصر الأحد حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي ذكرت وكالة الانباء العمانية الرسمية أنه بحث خلالها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في مجمل التطورات الإقليمية والدولية.
وسبق أن أدت سلطنة عمان دورا وسيطا بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لعام 2015 بين طهران وست قوى دولية كبيرة.
وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران. وبدأت أطراف الاتفاق، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، مباحثات تهدف لإحيائه في نيسان 2021، تعثرت اعتبارا من أيلول الماضي.
كذلك أدت مسقط أدوارا في تبادل سجناء بين الجمهورية الإسلامية ودول غربية.
كما تتوسط عمان بين السعودية وحركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران. وفي نيسان، أجرى مبعوثون عمانيون وسعوديون محادثات سلام مع مسؤولين حوثيين في صنعاء باليمن حيث تسعى الرياض إلى وقف دائم لإطلاق النار لإنهاء مشاركتها العسكرية في الحرب اليمنية المستمرة منذ فترة طويلة.
وتحاول عُمان التي لها حدود مشتركة مع اليمن، منذ سنوات رأب صدع الخلافات بين الأطراف المتحاربة في اليمن، وعلى نطاق أوسع بين إيران والسعودية والولايات المتحدة.