النهار

بالصور- "حالة حرب حقيقيّة في جنين"... عشرة فلسطينيّين قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة
المصدر: أ ف ب
بالصور- "حالة حرب حقيقيّة في جنين"... عشرة فلسطينيّين قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة
أشخاص تجمعوا حول مبنى دمرته القوات الإسرائيلية خلال مداهمة مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية (26 ك2 2023، أ ف ب).
A+   A-
أسفرت عملية عسكرية إسرائيلية في الضفّة الغربية المحتلّة الخميس عن مقتل 10 فلسطينيين، في تصعيد قرّرت على إثره السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع الدولة العبرية التي قالت من جهتها إنّ قواتها تبادلت إطلاق النار مع "مطلوبين بعمليات إرهابية".

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنّ تسعة من القتلى العشرة سقطوا خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين، في حين سقط القتيل العاشر في بلدة الرام قرب القدس برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات دارت خلال احتجاجات على العملية العسكرية في جنين.
  
وبالقرب من مدينة البيرة في وسط الضفة الغربية أصيب فلسطينيان بجروح خطرة خلال احتجاجات مماثلة، وفق الوزارة.
  
وقالت الوزارة في بيان "سقط تسعة شهداء، بينهم سيدة مسنّة، إضافة إلى أكثر من 20 مصاباً، بينهم 4 إصابات بحالات خطيرة، في جنين".
 

أ ف ب
- "تبادل لإطلاق النار" -
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنّه نفّذ صباح الخميس "عملية في مخيم جنين ضد نشطاء من الجهاد الاسلامي". 

وأضاف في بيان أنّه "أثناء محاولة اعتقال مطلوبين يشتبه بتورطهم مؤخراً في عمليات إرهابية واسعة النطاق... قُتل عدد منهم في تبادل لإطلاق النار مع قواتنا". 
 
وبحسب البيان، فإنّ ثلاثة فلسطينيين قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي فيما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على آخرَين "كانا يفرّان من المكان"، إضافة إلى مشتبه به سادس داخل مبنى وفلسطينيين آخرين.
 
وأكّد الجيش في بيانه أنّ العملية لم تسفر عن خسائر في صفوف قواته.
 
من جهتها، قالت وزيرة الصحّة الفلسطينية مي الكيلة إنّ "قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكلٍ متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى لإصابة أطفال مرضى وذويهم وطواقم طبية بحالات اختناق".

لكنّ الجيش الإسرائيلي نفى هذه الاتّهامات، مؤكّداً أن الاشتباك "لم يكن بعيدًا عن المستشفى ومن المحتمل أن يكون بعض الغاز المسيل للدموع قد دخل من نافذة مفتوحة".
 
- غاز مسيل للدموع -
وكانت الوزيرة وصفت الوضع في المخيم بأنه "حرج" واتّهمت القوات الإسرائيلية "بمنع إسعاف المصابين".

وقال وسام بكر مدير مستشفى جنين الحكومي لوكالة فرانس برس إن "وضع المستشفى كان سيئا هذا الصباح، الاشتباكات كانت قريبة منا وجيش الاحتلال لم يراع حرمة المستشفى وأطلق الغاز المسيل للدموع في محيط المستشفى ووصل الغاز الى قسم الأطفال".
 
واضاف "شكل ذلك خطراعلى الأطفال فقمنا بنقلهم الى قسم آمن بعيد عن جهة الاشتباكات".
 

أ ف ب
بدوره، قال نائب محافظ مدينة جنين كمال أبو الرب لوكالة فرانس برس "نعيش حالة حرب حقيقية في جنين ومخيمها، والجيش الاسرائيلي يدمر كل شيء ويطلق النار على كل شيء يتحرك".

وبحسب أبو الرب، فإن العملية الاسرائيلية بدأت عند الساعة السابعة صباحا" وقد وصفها بعد انسحاب الجيش من المخيم بأنها "الأسوأ منذ الاجتياح الذي نفذه الجيش في العام 2002".
 
وانطلق موكب ضخم من أمام مستشفى جنين الحكومي لتشييع القتلى التسعة الذين لفت جثامينهم بالاعلام الفلسطينية في مسيرة جابت شوارع المدينة شارك فيها آلاف الفلسطينين في جنين، فيما نفذ اضراب شامل حدادا.
 
الى ذلك أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس "الحداد وتنكيس الأعلام ثلاثة أيام، على أرواح شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في جنين ومخيمها".
 
- "مجزرة" -
وبذلك يرتفع إلى 29 عدد الفلسطينيين بين مدنيين وأعضاء في تنظيمات مسلّحة، الذين قتلوا منذ بداية السنة برصاص إسرائيلي، في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

وشهد العام 2022 سقوط أكبر عدد من القتلى في الضفة الغربية منذ نهاية الانتفاضة الثانية (2000-2005)، بحسب الأمم المتحدة.
 

أ ف ب
ومن بين القتلى ماجدة عبيد (61 عاما) التي اصيبت برصاصة في الرقبة وهي داخل غرفتها وسط المخيم، ولاحظ مراسل وكالة فرانس دماء وسط الغرفة.

وقالت ابنتها كفاية ( 26 عاما) لوكالة فرانس برس ان والدتها اصيبت عندما كانت تحاول مشاهدة ما يجري خارج المنزل بعد سماعها صوت الرصاص.

واضافت "حاولت امي ان تمنعنا من الوقوف عند النافذة، لكنها اصيبت برصاصة في الرقبة".

ومن بين القتلى شقيقان يلاحقهما الجيش الاسرائيلي منذ فترة طويلة، اضافة الى شقيقهم الثالث الموجود في العناية المركزة.

وبحسب إحصائية لوكالة فرانس برس فقد شهد العام الماضي مقتل 201 فلسطيني على الأقل، بينهم 150 في الضفة الغربية، و26 إسرائيلياً.
 
 وقف التنسيق -
وفي أعقاب هذا التصعيد قرّرت القيادة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
 
وفي ختام اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، قال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنّه "في ضوء العدوان المتكرّر على أبناء شعبنا والضرب بعرض الحائط بالاتفاقيات الموقّعة، قرّرت القيادة الفلسطينية اعتبار أنّ التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال لم يعد قائماً اعتباراً من الآن".

وبحسب أبو ردينة فإنّ القيادة الفلسطينية عقدت هذا الاجتماع الطارئ عقد إثر "المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم في جنين بحق أبناء شعبنا".
 
كما قرّرت القيادة الفلسطينية، بحسب أبو ردينة، "التوجّه الفوري لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، تحت الفصل السابع، ووقف الإجراءات الأحادية الجانب".
 
وقرّرت ايضا "التوجّه بشكل عاجل للمحكمة الجنائية الدولية لإضافة ملف المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين الى الملفات التي تم تقديمها سابقاً".

- واشنطن تأسف -
وسارعت الولايات المتّحدة إلى التعبير عن أسفها لقرار السلطة الفلسطينية.

وقالت باربرا ليف، كبيرة الديبلوماسيين الأميركيين لشؤون الشرق الأوسط، للصحافيين "من الواضح أنّنا لا نعتقد أنّ هذه هي الخطوة الصحيحة التي يجب اتّخاذها في هذه اللحظة".
 
وأضافت "نعتقد أنّه من المهم جداً أن يبقي الطرفان على التنسيق الأمني، وإذا كان هناك من أمر، فيتعيّن تعزيز التنسيق الأمني بينهما".

 وفي قطاع غزة، قال عضو بارز في حركة الجهاد الاسلامي لوكالة فرانس برس فضل عدم ذكر اسمه إن حركة الجهاد أبلغت مصر بأن "تصعيد الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه والمجزرة في جنين سيفتح الباب أمام معركة مفتوحة يتحمل الاحتلال مسؤولية تبعاتها".

دعت فصائل فلسطينية الى اضراب عام الخميس احتجاجا على ما جرى في مخيم جنين، والى تنظيم تظاهرات في انحاء الضفة الغربية، فيما عاد طلاب المدارس الى منازلهم.

وأشاد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي "بالوحدة الميدانية التي تشهدها ساحة المواجهة والاشتباك في مخيم جنين" مؤكدا على أن "المقاومة في كل مكان وجاهزة ومستعدة للمواجهة المقبلة".


أ ف ب
- "رد المقاومة لن يتأخر" -
واعتبرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، أن ما يجري في جنين هو "ملحمة خالدة في محطة تاريخية فاصلة في مواجهة الاحتلال"، وفق المتحدث باسمها حازم قاسم.

من جهته، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري إن "الاحتلال سيدفع ثمن المجزرة التي نفذها في جنين ومخيمها صباح اليوم، ورد المقاومة لن يتأخر".

من جانبها، دانت وزارة الخارجية الاردنية بشدة في بيان "العدوان" الإسرائيلي في مخيم جنين معتبرةً أن "حملة التصعيد العسكرية الإسرائيلية تنذر بتفجر دوامة جديدة من العنف التي سيدفع الجميع ثمنها".

مساء الأربعاء، قُتل فلسطينيان برصاص القوات الإسرائيلية الأربعاء أحدهما في شمال الضفة الغربية والآخر في مخيم شعفاط في مدينة القدس الشرقية المحتلة. كما جرت مواجهات في حي سلوان في القدس الشرقية أدت إلى جرح اثنين، إصابة أحدهما خطيرة والآخر متوسطة وقد نقلا الى مستشفى اسرائيلي، بحسب الشرطة الاسرائيلية.

وأشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليميني المتطرف، بعملية القوات الاسرائيلية في جنين، فقال "نحن ندعم جنودنا في المعركة ضد الإرهابيين وكل إرهابي يحاول إيذاء قواتنا يجب أن يعلم أنه يخاطر بحياته ".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium