الصحافي الأميركي المختطف أوستن تايس.
تصرّ الولايات المتحدة على عدم ترك الرهائن الستة الموجودين في سوريا منذ سنوات طويلة، وعلى رأسهم الصحافي أوستن تايس، الذي تردَّد أنّ أمراً خطيراً يلف قضيته.
ولهذه الغاية، يدخل تحرّك المدير العام للأم العام اللواء عباس إبراهيم بطلب من الإدارة الأميركية، إذ يحاول الوصول إلى خواتيم إيجابية بهذا الملف، من خلال قنوات التواصل التي يملكها مع النظام السوري.
وتعمل إدارة الرئيس جو بايدن على حلّ هذا الملف، أوّلاً لأسباب إنسانية، وثانياً لما يمكن أن يعكسه من نتائج إيجابية لفريق بايدن في الداخل الأميركي. علماً أنّ الرئيس بايدن كان قد التقى بوالدَي تايس، وأكد لهما العمل لتأمين عودة ابنهما سالماً إلى منزله.
أوستن تايس، هو جندي سابق في البحرية الأميركية ومصوّر، يبلغ من العمر 41 عاماً، من مواليد 11 آب 1981، وهو من هيوستن. قصد كغيره من الصحافيين سوريا بهدف نقل أخبارها، إلى وسائل الإعلام الأميركية، منها محطة "سي بي أس"، و"واشنطن بوست"، وشركة "ماكلاتشي".
دخل سوريا من الحدود التركية بتاريخ 30 أيار 2012، وتنقّل فيها لتغطية الأحداث حتى وصل إلى ريف دمشق في طريقه للذهاب إلى لبنان ومنها إلى أميركا، ولكنّه اختفى قبل بلوغه الحدود اللبنانية في 13 آب 2012.
وقيل إنّه التقى قبل اختفائه بمجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من "الجيش الحر" في مدينة داريا، جنوب دمشق، وأجرى معهم لقاء حصريّاً، وجهّز تقريره، ثم أوصله العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.
وفيما نفت حكومة النظام السوري مراراً أيّ علاقة لها باختطافه، إذ قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عام 2016، إنّ "أوستن ليس موجوداً لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به"، أشارت المؤسسة الصحفية الأميركية إلى أنّ الأميركيين حصلوا على معلومات سريّة من رئيس مكتب الأمن القومي في نظام الأسد اللواء علي مملوك أخبرهم فيها أنّ الصحافي المختطف أوستن موجود عند نظام الأسد، ولكنه ليس معتقلاً بشكل رسمي، وإنما تم اختطافه من قبل ضابط مقرّب من بشار الأسد يعرف باسم اللواء باسم الحسن وما زال يحتفظ به في سجن الطاحونة كرهينة شخصية لديه ولا علاقة للمخابرات السورية بهذا العمل.
وعُلِم لاحقاً أنّ أوستن تايس موجود فعلاً في سجن الطاحونة وهو سجن خاص بالحرس الجمهوري تحت الأرض، موجود قرب أحد القصور الرئاسية ويطلّ على مطار المزة العسكري. كما عُلِم أنّه تم نقله إلى المستشفى مرتين واحدة منها إلى مستشفى تشرين العسكري في عام 2016.
المفاوضات بشأنه انطلقت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من دون تحقيق خروق إيجابية في الملف، إذ عُلِم آنذاك أنّ مسؤولَين في إدارة ترامب سافرا سرّاً إلى دمشق في أيلول 2020 للقاء مسؤولين سوريين.
وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" بأنّ السوريين، ومن دون تقديم دليل على أنّ أوستن تايس كان لا يزال على قيد الحياة، طالبوا بثلاثة شروط للإفراج عنه: رفع العقوبات عن النظام، وسحب القوات الأميركية من سوريا واستعادة العلاقات الديبلوماسية.
وفي العام 2020، قام اللواء إبراهيم بجولة مفاوضات مع النظام السوري من أدل إطلاقه، لم تؤت ثمارها. واليوم، تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بالتواصل مباشرة مع النظام السوري لإعادة أوستن تايس.
وأشار موقع "أكسيوس" إلى أنّ والدي تايس، مارك وديبرا تايس، يعتقدان أنّ مشاركة بايدن الشخصية، ستُرسِل إشارات إلى سوريا بأنّ الحكومة الأميركية تنظر إلى حرية نجلها على أنها أولوية وستتفاوض بحسن نية بعد سنوات من العقوبات والعزلة.
ووصف والدا تايس بايدن بأنّه "عاطفي ومدرك تمامًا لتفاصيل قضية ابنهم".
وكانت خصّصت الولايات المتحدة مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إنقاذه، مع تكرار والديه مناشداتهما للحكومة الأميركية لتأمين إطلاق سراحه، خاصة بعد أن أعلنت أميركا، في تشرين الثاني 2018، أنها تعتقد أنه ما زال حيّاً.
وقد ظهر أوستن في مقطع فيديو بعد شهر من اختفائه، وهو مكبّل اليدين ومعصوب العينين، برفقة رجل مسلّح.