النهار

مناوشات أميركيّة- إيرانيّة متصاعدة في شرق سوريا... مناطق نفوذ في دير الزور ونفط وغاز
المصدر: رويترز
مناوشات أميركيّة- إيرانيّة متصاعدة في شرق سوريا... مناطق نفوذ في دير الزور ونفط وغاز
عربة عسكرية أميركية في دورية قرب الحدود السورية التركية في إحدى القرى في ريف شرق القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا (21 آب 2022، أ ف ب).
A+   A-
تزايدت صاعدت المناوشات الدامية في الأيام الأخيرة بين القوات الأميركية والفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران في شرق سوريا الغني بالنفط، حيث أقام كل منهما موطئ قدم إستراتيجيا.

وفي ما يلي نظرة فاحصة على مناطق نفوذ الجانبين في محافظة دير الزور الصحراوية حيث ازدادت الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون والطائرات المسيرة بالتزامن مع المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب.

محافظة مقسمة
دير الزور محافظة صحراوية تقع في شرق سوريا ومساحتها 33 ألف كيلومتر مربع، يُقسمها نهر الفرات وتسكنها في الغالب قبائل لها علاقات قرابة بالعراق.

حاربت الحكومة السورية وداعموها من جهة، والولايات المتحدة وحلفاؤها السوريون من جهة أخرى، بشكل منفصل لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة.

وتتمركز القوات الأميركية وحلفاؤها على الأرض، قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد، حاليا في حقلي نفط وغاز كبيرين في النصف الشرقي من المحافظة.

ويستضيف الحقلان، المعروفان باسم العمر وكونيكو، معظم الجنود الأميركيين في سوريا البالغ عددهم 900.

وتسيطر الحكومة السورية والمقاتلون المتحالفون معها، ومن بينهم وحدات إيرانية، على مدينة دير الزور عاصمة المحافظة ومدينة البوكمال الحدودية الاستراتيجية ومنطقة جنوب النهر وغربه.

كما يتمركز هؤلاء المقاتلون في مجموعة من الجزر النهرية المعروفة باسم حويجة صقر، التي يستخدمونها كنقطة انطلاق لشن هجمات على القوات الأميركية عبر النهر.

خمس سنوات من التوتر
تقول الولايات المتحدة إن وجودها هناك يهدف إلى التأكد من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بشكل دائم، لكن مناوشات مع الجماعات المدعومة من إيران اندلعت بشكل متقطع على مدى السنوات الخمس الماضية.

وفي الهجوم الأول في حزيران 2017، استهدفت ما يُشتبه في أنها طائرة إيرانية مسيرة أطراف قاعدة التنف، وهي موقع أميركي عند نقطة التقاء الحدود السورية مع كل من العراق والأردن.

وردت الطائرات الحربية الأميركية بضربات ضد فصائل شيعية مسلحة اقتربت من القاعدة.

وأطلقت الجماعات المتحالفة مع إيران منذ ذلك الحين قذائف مورتر وصواريخ إيرانية الصنع وطائرات مسيرة صغيرة على التنف وحقلي النفط والغاز.

ورد التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، بضربات جوية باستخدام طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر واستهدف عادة مستودعات أسلحة أو بنية تحتية أخرى.

وفي بعض الحالات، ردت الولايات المتحدة على هجمات صاروخية على قواتها في العراق بقصف مواقع على الحدود السورية العراقية تستضيف جماعات عراقية مسلحة مرتبطة بإيران.

توسع النفوذ الإيراني
لعبت إيران ووكلاؤها، إلى جانب روسيا، دورا فعالا في مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة معظم الأراضي التي فقدتها قواته منذ اندلاع الصراع في عام 2011.

ومكنهم ذلك من الاحتفاظ بمناطق نفوذهم وبناء مناطق أخرى في أماكن نائية من البلاد حتى بعد انحسار المعارك، من مدينة حلب الشمالية، التي استعادتها القوات المتحالفة مع الحكومة في أواخر عام 2016، إلى المناطق الصحراوية الشاسعة في حمص وحماة وضواحي العاصمة دمشق.

وقدمت إيران الدعم لسوريا في مجال استغلال الطاقة والمعادن تحديدا، حيث ساعدت على إعادة تأهيل محطات للكهرباء واستخراج الفوسفات.

وتحتفظ قواتها وحلفاؤها بالسيطرة الفعلية على الجبهة الشرقية لسوريا مع العراق، حيث يُشتبه في وجود وحدات من فيلق القدس الإيراني، وعلى حدود سوريا الغربية مع لبنان.

ويسمح هذا الممر لطهران بنقل الأشخاص والبضائع والمعدات العسكرية عبر دول عدة، مما أثار قلقا بالغا في إسرائيل، التي نفذت هجمات جوية ضد القوات الإيرانية وحلفائها في سوريا.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium