اندلعت اشتباكات عنيفة وقصف بالمدفعية في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الأحد وتحدث سكان عن تنفيذ ضربات جوية بعد وقت قصير من انتهاء سريان وقف لإطلاق النار استمر 24 ساعة أدى إلى هدوء قصير في القتال المستمر منذ ثمانية أسابيع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال شهود إن القتال الذي اندلع اليوم بين الجانبين كان من أعنف المعارك منذ أسابيع وشمل اشتباكات على الأرض في حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري التي تشكل إلى جانب الخرطوم وبحري المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.
وعقب انتهاء سريان وقف إطلاق النار في السادسة صباحا (0400 بتوقيت غرينتش)، قال شهود إن الاشتباكات والقصف المدفعي استؤنفا في شمالي أم درمان. كما أشاروا إلى وقوع اشتباكات في جنوب الخرطوم ووسطها وفي شمبات على نهر النيل في مدينة بحري حتى جسر الحلفايا الاستراتيجي الذي يؤدي إلى مدينة أم درمان.
وقال مصعب صالح (38 عاما) وهو من سكان جنوب الخرطوم "الهدنة جعلتنا نسترح قليلا لكن الحرب والخوف يعودان اليوم".
واندلعت الأعمال القتالية بين الجانبين في 15 نيسان بسبب خلافات مرتبطة بخطة مدعومة دوليا للانتقال إلى حكم مدني.
وتسبب الصراع في نزوح أكثر من 1.9 مليون مما سبب أزمة إنسانية كبيرة وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة.
ويتركز القتال في العاصمة التي تحول معظمها إلى ساحة قتال تعاني من النهب والاشتباكات.
كما اندلعت اضطرابات في أنحاء أخرى مثل إقليم دارفور بغرب البلاد الذي يعاني بالفعل من صراع بلغ ذروته قبل نحو 20 عاما.
وأبلغ سكان ونشطاء عن مزيد من التدهور في الأيام القليلة الماضية في مدينة الجنينة، قرب الحدود مع تشاد، وموجات جديدة من الهجمات تشنها قبائل عربية على صلة بقوات الدعم السريع. وشهدت المدينة انقطاعا واسعا في الاتصالات لأسابيع عدة.
* نهب في كل مكان
من المدن المتضررة الأخرى مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم وتقع على طريق رئيسي يؤدي إلى دارفور. ويقول السكان إنها تشهد فعليا حالة حصار بسبب الصراع مع انقطاع الإمدادات الغذائية والأدوية.
وتعد منطقة كردفان منطقة زراعية مهمة ومصدرا للماشية والبذور الزيتية والصمغ العربي.
وقال محمد سلمان من شمال كردفان لرويترز عبر الهاتف "الحالة صعبة، الدعم السريع منتشر في الطرق بين القرى ويقومون بالنهب وهناك عصابات في كل مكان تنهب.. الحركة من مكان لآخر أصبحت خطرة ونحن في بداية الخريف لا نعرف كيف سنزرع أو كيف سنعيش مع هذا الوضع".
فيما تقول قوات الدعم السريع إنها تحاول مواجهة أعمال النهب ونفت مسؤوليتها عن العنف في دارفور.
وعبر نحو 400 ألف من النازحين إلى البلدان المجاورة نصفهم تقريبا اتجه شمالا إلى مصر.
من ناحيتها، شددت مصر أمس السبت إجراءات الدخول إلى أراضيها وأصدرت قرارا جديدا يُلزم جميع السودانيين من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و50 عاما بالحصول على تأشيرة.
وحتى قبل تغيير القواعد، واجه آلاف السودانيين فترات انتظار طويلة عند الحدود في أثناء محاولتهم الحصول على تأشيرات.
وقادت السعودية والولايات المتحدة محادثات في مدينة جدة للتفاوض على وقف إطلاق النار الذي بدأ صباح أمس السبت لمدة 24 ساعة. وشهد اتفاق سابق لوقف إطلاق نار مدته 12 يوما أبرمه الجانبان في جدة انتهاكات متكررة.