توافد مئات آلاف الزوار من العراق وخارجه لإحياء يوم العاشر من محرم السبت في مدينة كربلاء حيث مرقد الإمام الحسين حفيد النبي محمد، والتي تحمل زيارتها رمزية كبرى في هذه الذكرى.
جلس بعض الزوار المتشحين بالسواد صباح السبت على الأرض داخل مرقد الإمام الحسين، وسالت دموعهم تأثراً بصوت القصائد الندبية المغنّاة التي تشيد بمآثره وتستذكر واقعة مقتله، فيما افترش آخرون الأرض في الخارج تحت الشمس الحارقة، وضرب آخرون على صدورهم تعبيراً عن الحزن، كما أفاد مصور فرانس برس.
وتأتي ذكرى عاشوراء هذا العام على وقع حوادث شهدت تدنيس المصحف في السويد والدنمارك ودفعت العراق إلى طرد السفيرة السويدية، فيما قام العشرات من مناصري مقتدى الصدر في 20 تموز بحرق السفارة السويدية احتجاجاً.
وقال الزائر سعاد العبادي الذي جاء من بغداد إلى كربلاء للمشاركة في مراسم عاشوراء "في هذا اليوم نواسي النبي"، وفي الوقت نفسه "نستنكر ونشجب الفعل الذي قام به أحد المتطرفين ألا وهو تدنيس كتاب سماوي حيث أن جميع الأديان تتفق فيما بينها على احترام الكتب السماوية".
وفي بغداد، قال الشيخ طلال السعدي الذي كان يشارك في مراسم عاشوراء ليل الجمعة في مرقد الإمام الكاظم، إن "هذه الأيام هي أيام الشهادة وأيام التضحية وأيام الفداء. نقول لهم مهما فعلتم نحن باقون ونحن موجودون والقرآن موجود، فافعلوا ما شئتم، لكن هذا يعز في قلوبنا".
وامتلأت شوارع كربلاء كذلك بالمواكب الخدمية التي تقدّم الطعام والماء للزوار.
يأتي ذلك وسط اجراءات أمنية وصحية اتخذتها السلطات تجنباً لحصول حوادث.
مع ذلك، قضى أربعة أشخاص ليل الجمعة جراء حريق وقع في سوق تجاري قرب ضريح الإمام الحسين في كربلاء، كما أعلن الدفاع المدني العراقي، الذي أضاف أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الحرق وقع بسبب "أسطوانة غاز نتيجة أعمال الطبخ في أحد المواكب الحسينية".