النهار

منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة تحمّل النظام السوري مسؤوليّة الهجوم بالكلورين على دوما عام 2018
المصدر: أ ف ب
منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة تحمّل النظام السوري مسؤوليّة الهجوم بالكلورين على دوما عام 2018
سكان تجمعوا قرب ناقلة جند مدرعة بينما قام رتل أميركي بدوريات في المنطقة القريبة من بلدة تل حميس جنوب شرق القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا (26 ك2 2023، أ ف ب).
A+   A-
أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في تقرير الجمعة، أن محققيها خلصوا إلى "مبررات معقولة" تفيد بأن النظام السوري يقف وراء هجوم بالكلورين استهدف دوما في 2018 وأسفر عن مقتل 43 شخصًا.

وأفادت المنظمة في بيان أن "هناك مبررات معقولة تدفع للاعتقاد بأن" مروحية واحدة على الأقل "من طراز أم إي-8/17" تابعة للقوات الجوية السورية أسقطت أسطوانتين من الغاز السام على مدينة دوما خلال الحرب في سوريا.

وقال رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية فرناندو ارياس في بيان "العالم يعرف الان الحقائق"، مضيفا "الأمر متروك للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات".

وسبق أن قالت دمشق وحليفتها موسكو إن الهجوم نفذه عمال إنقاذ بأمر من الولايات المتحدة التي شنت، مع بريطانيا وفرنسا، غارات جوية على سوريا بعد أيام.

أثارت قضية دوما جدلاً بعدما انتشرت تسريبات لوثائق سرية من قبل موظفَين سابقَين تشكك في نتائج سابقة توصلت إليها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول هجوم 2018.

لكن المنظمة قالت إن محققيها "درسوا مجموعة من السيناريوهات المحتملة" وخلصوا إلى أن "القوات الجوية العربية السورية هي التي نفذت هذا الهجوم" في دوما في السابع من نيسان 2018.

وقال المدير العام للمنظمة فرناندو آرياس في بيان "إن استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما - وفي أي مكان آخر - غير مقبول وهو انتهاك للقانون الدولي".

وأضاف "أصبح العالم الآن يعرف الحقائق. على المجتمع الدولي أن يتحرك".

ودعت الولايات المتحدة إلى "محاسبة" سلطات دمشق على الهجوم "المروع"، لافتة الى أنه الهجوم الكيميائي التاسع الذي تُحمّل مسؤوليته للجيش السوري.

كما دانت بريطانيا الهجوم "الشنيع".

- "غاز سام" -
وقالت المنظمة إن "مروحية واحدة على الأقل من طراز  أم أي-8/17 تابعة للقوات الجوية العربية السورية انطلقت من قاعدة الضمير الجوية وكانت تعمل تحت سيطرة قوات النمر، أسقطت أسطوانتين صفراوين" في السابع من نيسان 2018.

واستهدفت الأسطوانتان مبنيين سكنيين في وسط دوما، وفق المنظمة.

وجاء في تقريرها أن الأسطوانة الأولى "تفككت وأطلقت سريعًا غازًا سامًا هو الكلورين بتركيزات عالية جدًا، وانتشر بسرعة داخل المبنى ما أسفر عن مقتل 43 فردًا محددين وإصابة العشرات".

وتحطمت الأسطوانة الثانية في شقة وأطلقت ببطء بعض الكلورين "ما أثر بشكل طفيف على أولئك الذين وصلوا أولاً إلى مكان الحادث".

وكان المحققون قد فحصوا 70 عيّنة بيئية وطبية و66 إفادة من شهود وبيانات أخرى بينها تحليلات جنائية وصور أقمار اصطناعية مع نمذجة انتشار الغاز ومحاكاة المسار.

كانت فصائل معارضة تسيطر على دوما حينذاك فيما شنت القوات السورية هجومًا كبيرًا لاستعادة المدينة الواقعة في محافظة ريف دمشق.

وقال عمّال إغاثة حينها إنهم عالجوا أشخاصًا يعانون من مشاكل في التنفس ورغوة في الفم وأعراض أخرى.

وزار محققو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية موقع الهجوم بعد تأجيل متكرر وتوصلوا إلى أن الكلورين قد استُخدم، لكن لم يكن لديهم الصلاحية في ذلك الوقت لتحديد من يعتقدون أنه وراء الهجوم.

لكن بفضل قوانين جديدة عارضتها سوريا وروسيا، أصبح بإمكان المنظمة توجيه أصابع الاتهام، وتحديدًا لدمشق في هذه الحالة.

وأفادت المنظمة في بيان أن "هناك مبررات معقولة تدفع للاعتقاد بأن القوات الجوية العربية السورية نفّذت الهجوم بالأسلحة الكيميائية في دوما في 7 نيسان 2018".

- "معيار الإثبات" -
اتهمت دمشق معارضين وطواقم إغاثة بفبركة هجوم من خلال إحضار جثث قتلى وتصويرهم، أو بالقول إن مصنع أسلحة كيميائية يديره إسلاميون متطرفون قد تعرض للقصف.

لكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكّدت أن فريقها "تابع بدقة خطوط التحقيق والسيناريوهات التي اقترحتها السلطات السورية ودول أطراف أخرى، لكنه لم يتمكن من الحصول على أي معلومات ملموسة تدعمها".

وأضافت أن روسيا قامت بأنشطة انطلاقا من القاعدة الجوية نفسها وقت الهجوم وعملت "من كثب" مع وحدة النمر، لكنّ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليس لديها معلومات عن تورط أي دول أخرى غير سوريا.

وعبّرت عن "أسفها" لأن سوريا رفضت السماح لها بدخول أعمق للموقع لإكمال تحقيقها.

ونفى التقرير أقوال مفتشين سابقين قالوا إن المنظمة غيرت النتائج الأصلية في العام 2018 لجعل الأدلة على هجوم كيميائي تبدو جازمة أكثر.

وأضافت أن أساس "المبررات المعقولة" هو "معيار الإثبات الذي تبنته باستمرار هيئات تقصي الحقائق الدولية ولجان التحقيق".

وتنفي دمشق استخدام أسلحة كيميائية وتصر على أنها سلمت مخزوناتها بموجب اتفاق أبرم في العام 2013 بعد هجوم مفترض بغاز السارين أسفر عن مقتل 1400 في الغوطة.

تم تعليق حق سوريا في التصويت في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2021 بسبب رفضها التعاون بعد تحميلها مسؤولية مزيد من الهجمات الكيميائية.
 
الكلمات الدالة
إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/5/2024 2:45:00 AM
حالياً، بدأت بيئة "حزب الله" ترصد الضرر الإيراني الكبير على حاضرها ومستقبلها. للمرة الأولى، ولو لأسباب مختلفة، تتقاطع رؤية هذه البيئة مع رؤية البيئات اللبنانية الأخرى...

اقرأ في النهار Premium