أفاد مسؤولون أميركيّون ومصادر أمنيّة وسكان بأنّ اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين زارا محافظة دير الزور الغنية بالنفط في شرق سوريا الأحد في محاولة لنزع فتيل انتفاضة من العشائر العربية ضدّ الحكم الكردي تتسبّب في زعزعة الاستقرار في شمال شرق سوريا.
وأدّت انتفاضة العشائر العربية ضد حكم وحدات الشعب الكردية التي تحكم المنطقة إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 150 شخصاً. وتشكّل هذه الوحدات ركيزة قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة، وهذه الانتفاضة هي أكبر تهديد لحكمها منذ أن نجحت في طرد تنظيم "داعش" من مساحة شاسعة من الأراضي في شمال وشرق سوريا في 2019.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن إيثان غولدريتش نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون سوريا والميجر جنرال جويل بي فاول، قائد التحالف ضد "داعش"، اجتمعا مع شيوخ العشائر العربية وقادة قوات سوريا الديمقراطية واتفقوا على "نظر المظالم المحلية" و"وقف تصعيد العنف بأسرع ما يمكن وتجنب سقوط ضحايا".
وأدّى اعتقال قوات سوريا الديمقراطية لقائد عربي منشق في الشهر الماضي إلى اندلاع اضطرابات سرعان ما اجتاحت عدداً من البلدات من البصيرة حتى الشحيل، في حزام نفط استراتيجي في منطقة العشائر العربية شرقي نهر الفرات.
وطرد مقاتلو العشائر العربية في بادئ الأمر القوات التي يقودها الأكراد من عدة بلدات كبيرة، لكن قوات سوريا الديمقراطية بدأت في استعادة السيطرة على الوضع.
وعرقل الوجود العسكري الأميركي في المناطق التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية توسع ميليشيات تدعمها روسيا وإيران ولها موطئ قدم في مناطق غربي نهر الفرات ويقول مسؤولون من قوات سوريا الديمقراطية إنّها تستغل الخلافات الداخلية لبسط نطاق نفوذها.
واتّهم متحدّث باسم قوات سوريا الديمقراطية إيران والحكومة السورية بإرسال ميليشيات العشائر لخلق فوضى في شمال شرق سوريا حيث يتمركز معظم القوات الأميركية الباقية في البلاد التي يقترب عددها من 900.
ويقول شيوخ العشائر العربية إنهم حرموا من ثرواتهم النفطية بعدما وضعت القوات التي يقودها الأكراد يدها على أكبر آبار النفط السورية بعد رحيل "داعش". كما اشتكوا أيضاً من الإهمال الذي تعاني منه مناطقهم مقابل الاهتمام بالمناطق ذات الأغلبية الكردية.
وقال الشيخ محمود الجار الله، أحد شيوخ قبائل المنطقة، إنهم يريدون إبعاد القوات الكردية من جميع أنحاء دير الزور وتسليم إدارة المنطقة إلى سكان من أصول عربية.
وتنفي قيادة قوات سوريا الديمقراطية الكردية التمييز ضدّ العرب الذين يشكّلون أغلبية من السكان، وتتهم فلول "داعش" بترهيب السكان المحليين وعرقلة تطوير المنطقة.
ويقول ديبلوماسيون غربيّون إن واشنطن تحث على منح السكان العرب دوراً أكبر في إدارة شؤونهم في مناطق قوات سوريا الديمقراطية.