تعيش تل أبيب صدمة تاريخية استراتيجية مع نجاح "حركة حماس" ومنظمات فلسطينية أخرى بالسيطرة على مستوطنات في غلاف قطاع غزة من خلال عملية تسلّل أسفرت خلال عمليات الاقتحام عن مقتل نحو 300 إسرائيلي، وجرح نحو الـ1500، وفق وسائل إعلام إسرائيلية. وقتل 200 فلسطيني في ضربات إسرائيلية على قطاع غزة. وفي الموازاة، تعيش حكومة بنيامين نتنياهو أعمق مآزقها، ولم يستطع المجلس الوزاري الاجتماع بسبب القصف، كما أفادت وسائل إعلام. في حين نقل حزب "الليكود" دعوة نتنياهو زعيمي المعارضة إلى حكومة وحدة وطنية.
أما المعطى البارز فتمثّل بأسر عشرات الضباط والعناصر من الجيش العبري، وفق الناطق باسم "القسام"، وهو الأمر الذي لم تنفه اسرائيل. وأكدت وسائل إعلامها أسر نحو 35 شخصاً. وتضاربت المعلومات حول تمكن الجيش الاسرائيلي من استعادة النقاط التي سيطر عليها الفلسطينيون خلال عمليات الاقتحام. ولاحقاً أعلن الجيش الإسرائيلي إعادة السيطرة على أغلب المستوطنات التي تمّ الهجوم عليها منذ الصباح.
وأعلن الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة أنّ أعداد الأسرى الإسرائيليين أضعاف مضاعفة مما يعتقد نتنياهو"، مضيفاً أنّ "الجيش الإسرائيلي تساقط كالجراد أمام مقاتلينا".
وتابع أنّ "الكيان يواجه أزمة عميقة بعدما شاهد بأس رجالنا".
وشدّد على أنّ "تهديد غزة وشعبها لعبة خاسرة واسطوانة مشروخة"، مؤكّداً "استمرار عملية "طوفان الأقصى"دفاعاً عن الأقصى والأسرى".
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "الجيش سيستخدم كل قدراته لتدمير قدرات حماس" وقال: "سننتصر في هذه الحرب لكن الثمن باهظ".
وأضاف أن "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود وإسرائيل ستصل إلى كل مكان تختبئ فيه حماس وأطلب من سكان غزة مغادرة تلك الأماكن الآن".
ولفت نتنياهو أن "حماس قتلت نساء وأطفالاً ومسنين"، وتابع: "أقول لحماس أنتم المسؤولون عن سلامة الأسرى وإسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى".
رشقات صاروخية على "تل أبيب"
ونقل عن متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي حديثه عن "الاستعداد للتصعيد في الشمال"، وسجلت حادثة عند الحدود الشمالية بإطلاق الاسرائيليين النار باتجاه عناصر مؤيدين لـ"حزب الله" على متن دراجات نارية كانوا يحتفلون بطوفان الأقصى.
وجرى تناقل معلومات عن اتصالات سياسية رفيعة المستوى لعدم انجرار الساحة اللبنانية الى التصعيد الدائر في فلسطين. وقال مسؤول فرنسي لـ"النهار العربي" أن باريس أبلغت رسالة الى "حزب الله" بعدم التدخل.
وفي المعلومات، أن "حزب الله" استنفر عناصره في ما أشبه بالتعبئة الصامتة.
متظاهرون وجنود لبنانيّون على الحدود في بلدة المطلّة
وقد عرضت كتائب القسام مشاهد لاستيلاء عناصرها على كيبوتس وموقع كرم أبو سالم شرق رفح. وتحدثت تقارير عن استخدام "حماس" دراجات نارية في عمليات الاقتحام التي شملت أكثر من موقع.
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية اليوم السبت ثلاثة أبراج تجارية وسكنية في قطاع غزة وفق ما أفاد مراسلو "وكالة فرانس برس" الذين شاهدوا تصاعد الدخان الكثيف مع انهيار الأبراج بالكامل.
وأكّد الجيش الإسرائيلي في بيان عمليّات القصف، قائلاً إنّ "منظّمة "حماس" تتعمّد زرع مرافقها العسكرية بين السكان المدنيين في قطاع غزة". مشيراً إلى أنه أصدر تحذيراً مسبقاً للسكان وطلب منهم إخلاء المباني".
سكان مدينة نتيفوت بجنوب إسرائيل ينتظرون بالقرب من حافلة قبل إجلائهم إلى وسط إسرائيل.
ودمّرت طائرات إسرائيلية #برج فلسطين السكني غرب مدينة غزة بعدة صواريخ، والذي يضم قرابة 100 شقة سكنية؛ حسبما أوردت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطينية.
وجاء في تصريح مقتضب للمتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، "أما وقد قام الاحتلال بقصف برج فلسطين وسط مدينة غزة، فعلى تل أبيب أن تقف على رجل واحدة وتنتظر ردّنا المزلزل".
غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزّة دمّرت أبراج سكنيّة وتجارية.
وأطلقت فصائل فلسطينية في قطاع غزة رشقات صاروخية باتجاه منطقة تل أبيب، وسط سماع لدوي انفجارات وصافرات الإنذار في المنطقة.
وذكرت "القناة 12 العبرية" أنّ "نحو 3 صواريخ أصابت مباني في مدن إسرائيلية تقع في محيط تل أبيب".
عناصر من "القسام" ينشرون بثاً مباشراً من هاتف عائلة إسرائيلية لتوجيه رسالة إلى نتنياهو
وأفادت القناة "13 الإسرائيلية" عن وقف جلسة الحكومة الإسرائيلية بسبب رشقة صاروخية على تل أبيب.
وأكّدت مصادر طبية إسرائيلية إصابة شخصين بجروح، ووصفت حالتهما بالخطرة، جرّاء إصابة مبنى سكني في جنوب تل أبيب.
وأفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلي عن وقوع 1450 جريحاً إسرائيليًاً بينهم 285 شخصاً إصاباتهم بين خطيرة وحرجة خلال عمليّة "طوفان الأقصى".
رشقات صاروخيّة على تل أبيب
وأعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية السبت قطع إمدادات الكهرباء المخصصة لقطاع غزة بعد الهجوم المباغت الذي شنته. وقال وزير الطاقة، يسرائيل كاتس، في بيان مقتضب إنه "وقعت أمرا يقضى بوقف شركة الكهرباء (الإسرائيلية) إمدادات الكهرباء لغزة".
وأفادت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس أن طائرات إسرائيلية قصفت منزل رئيس حركة حماس في غزة #يحيى السنوار
في خان يونس جنوب قطاع غزة دون أنباء عن وقوع إصابات.
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الإسلامية إسماعيل هنية السبت أن الحركة "على موعد مع النصر العظيم" بعدما شنت عملية واسعة ضد إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة، شملت إطلاق صواريخ وتوغل بري وأسر إسرائيليين.
صحافيون يحتمون خلف السيارات بينما يتخذ الجنود الإسرائيليون مواقعهم خلال اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين.
وقال هنية في كلمة بثتها فضائية الأقصى الفلسطينية: "نحن على موعد مع النصر العظيم والفتح المبين من على جبهة غزة". وأضاف: "طفح الكيل ولا بد من استكمال حلقة الانتفاضات والثورات بمعركة التحرير لأرضنا وأسرانا القابعين في سجون الاحتلال" الإسرائيلي.
وصباح اليوم، قال قائد هيئة أركان كتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، في بيان، إنه لقد أطلقنا عملية "طوفان الأقصى" لنضع حدا لعربدة الاحتلال، ونعلن أننا أطلقنا 5000 صاروخ فقط خلال أول 20 دقيقة على بدء العملية. وأظهرت مقاطع مصورة احتجاز المقاومين جثث جنود إسرائيليين، بالإضافة لأسر آخرين.
بدوره، أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ "الولايات المتّحدة تقف إلى جانب إسرائيل، ولن نتوقّف عن دعمها".
وقال إنّ دعم حكومته لأمن إسرائيل ثابت ولن يتزعزع.
وتابع: "أكّدت لنتنياهو أنّنا نقف مع إسرائيل وأنّ لها الحقّ في الدفاع عن نفسها ونحذّر أعداء إسرائيل من استغلال هذه الهجمات".
وأضاف: "وجّهت مجلس الأمن القومي الأميركي بالتنسيق عسكريّاً مع الإسرائيليين وننسّق مع عدة دول بشأن الأوضاع في إسرائيل".