بعد يوم على الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس انطلاقا من غزة على إسرائيل، تطارد القوات الإسرائيلية الأحد مئات المقاتلين الذين تسللوا إلى أراضيها وتواصل قصف القطاع، فيما حذّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من "حرب طويلة وصعبة"، بعدما خلّف القتال نحو ألف قتيل من الجانبين.
في ما يلي ما نعرفه عن الهجوم حتى الآن.
- سير الهجوم -
شنت حركة حماس عمليتها الواسعة النطاق فجر السبت اعتبارا من الساعة 6,30 (3,30 ت غ) بحسب الجيش الإسرائيلي، غداة الذكرى الخمسين لحرب تشرين الأول 1973، وفي اليوم الأخير من عيد المظلات (سوكوت) في الدولة العبرية.
وأطلقت الحركة آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، فيما اقتحم مقاتلوها مستخدمين متفجرات وجرافات السياج الذي يفصل القطاع عن الأراضي الإسرائيلية، وفق مصادر متعددة.
واستخدم المقاتلون دراجات نارية وشاحنات بيك آب وطائرات شراعية وزوارق للتسلل إلى مدن إسرائيلية بما فيها عسقلان وسديروت وأوفاكيم على مسافة 22 كلم من غزة.
وقرب كيبوتز رعيم بالقرب من غزة، هاجم المسلحون حفلا موسيقيا يشارك فيه مئات الشبان الإسرائيليين، على ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية.
واستولى مقاتلو حماس على معدات عسكرية إسرائيلية واحتجزوا عددا غير محدد من الإسرائيليين رهائن. وذكر موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي أن هناك "عشرات الرهائن الإسرائيليين بينهم العديد من النساء والأطفال والمسنين".
وتسللوا إلى عدد من البلدات والمواقع داخل إسرائيل ولا سيما مركزا للشرطة في سديروت حيث وقع تبادل إطلاق نار مع القوات الإسرائيلية الأحد.
- رد إسرائيل -
توعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتحويل "كل الأماكن التي تختبئ فيها حماس ركاما" في القطاع الفقير الذي دمرته الحروب والحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 15 عاما.
ورد الجيش الإسرائيلي الذي أحصى إطلاق أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ من غزة، بتنفيذ غارات جوية على القطاع، مطلقا عملية "السيوف الحديدية".
وأعلن تدمير العديد من المباني التي قدمها على أنها "مراكز قيادة" لحماس.
وأفاد المتحدث باسم الجيش ريتشارد هيشت أن الغارات الجوية أصابت 426 هدفا بما فيها أنفاق ومبان وبنى تحتية في غزة.
وأكد المتحدث أن الجيش يعتزم إجلاء جميع السكان من محيط قطاع غزة خلال 24 ساعة، مؤكدا أن القتال مستمر "لإنقاذ الرهائن" المحتجزين لدى المسلحين الفلسطينيين في إسرائيل.
ويرى محللون أن الهجوم باغت الجيش الإسرائيلي.
- مئات القتلى -
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في إسرائيل سقوط أكثر من 600 قتيل وإصابة أكثر من ألفي شخص بينهم 200 في "حالة حرجة" في إسرائيل منذ بدء هجوم حماس ، وأسر أكثر من مئة شخص.
وأصدر الجيش أسماء 26 جنديا قتلوا.
وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس جثث مدنيين ممددة في الشوارع وعليها آثار رصاص في ما لا يقل عن ثلاث بلدات إسرائيلية هي سديروت وكيبوتز غيفيم المجاور وشواطئ زيكيم شمال قطاع غزة.
وفي الجانب الفلسطيني، بلغت الحصيلة 370 قتيلا وأكثر من 1700 جريح، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.
وأعلنت تايلاند الأحد مقتل اثنين من مواطنيها في المعارك، فيما أكدت كمبوديا مقتل طالب كمبودي كان في إسرائيل عند شن حماس هجومها.
وأعلنت وزارة الخارجية الاوكرانية الأحد مقتل أوكرانيتين في إسرائيل "كانتا تعيشان في البلد منذ فترة طويلة".
- ماذا تقول حماس عن الهجوم -
اعلنت حماس إطلاق خمسة آلاف صاروخ في إطار عملية "طوفان الأقصى".
وصرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية "نحن على موعد مع النصر العظيم" مؤكدا "طفح الكيل ولا بد من استكمال حلقة الانتفاضات والثورات بمعركة التحرير".
ودعا محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وداخل إسرائيل للانتفاض معلنا "اليوم، كل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها".
ودعا "إخوتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين".
وأعلن حزب الله اللبناني صباح الأحد أنه أطلق "أعداداً كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة" على مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا الحدودية المتنازع عليها، "تضامنا" مع عملية حماس.
ورد الجيش الإسرائيلي معلنا أنه نفذ قصفا مدفعيا على جنوب لبنان.
وفي مصر، قُتل اسرائيليان ومصري الأحد عندما أطلق شرطي مصري النار على وفد سياحي اسرائيلي في وسط الاسكندرية (شمال)، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
- ردود فعل العالم -
حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على بذل "جهود ديبلوماسية لمنع توسع العنف" منددا "بأشد العبارات" بهجوم حماس.
كما دان الغرب الذي تعتبر العديد من دوله حركة حماس منظمة "إرهابية"، الهجوم على إسرائيل.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن دعم بلاده "الصلب والراسخ" لإسرائيل وأفاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن واشنطن ستعلن "على الأرجح" اعتبارا من الأحد تفاصيل مساعدة عسكرية جديدة لإسرائيل.
ودانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "بلا لبس" عملية حماس التي وصفتها بأنها تمت إلى "الإرهاب بأبغض أشكاله".
وفي إيران، أكد الرئيس إبراهيم رئيسي أن بلاده "تدعم الدفاع المشروع للأمة الفلسطينية" عن نفسها، مضيفا أنه ينبغي تحميل اسرائيل "مسؤولية" تدهور الوضع.
أما السعودية، فدعت إلى "وقف فوري للعنف بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس" مطالبة المجتمع الدولي بـ"تفعيل عملية سلمية تفضي إلى حل الدولتين" وترسي السلام في المنطقة.
ودعت روسيا إلى "وقف إطلاق نار فوري".
اعتبر المستشار الألماني اولاف شولتس الاحد أن "من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها" في وجه الهجمات "الهمجية" لحركة حماس الفلسطينية.
كما حضّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل وحركة حماس على "دعم السلام" والامتناع عن الحاق الضرر بالمدنيين.
وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "تضامنه" مع الدولة العبرية، مشيرا الى أن الديبلوماسيين الأوكرانيين يتعاونون مع الشرطة الإسرائيلية لضمان سلامة المواطنين الأوكرانيين في إسرائيل.