النهار

معركة "طوفان الأقصى" تشتدّ: قصف عنيف يستهدف غزّة ومجزرة في جباليا... أكثر من 800 قتيل إسرائيلي ونزوح 123 ألف شخص من القطاع
المصدر: "النهار"
معركة "طوفان الأقصى" تشتدّ: قصف عنيف يستهدف غزّة ومجزرة في جباليا... أكثر من 800 قتيل إسرائيلي ونزوح 123 ألف شخص من القطاع
أطفال فلسطينيون يسيرون بالقرب من الأنقاض في فناء مدرسة تديرها الأونروا (أ ف ب).
A+   A-
عملية "طوفان الأقصى" في يومها الثالث ولا تزال الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي "حماس" على أشدّها في مستوطنات غلاف غزّة، على وَقع قصف إسرائيلي عنيف للقطاع، ونزوح أكثر من 123 ألف شخص داخل قطاع غزّة، منهم 47 ألفاً نحو مدارس "الأونروا".
 
 
وأفادت وزارة الصحة في غزّة عن سقوط 510 قتيل ونحو 2751 جريحاً.
 
يأتي ذلك في وقت نُقل عن الجيش الإسرائيلي معلومات عن "استدعاء 300 ألف جندي احتياطي في أكبر عملية استدعاء على الإطلاق".
 

 
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي قصف "أكثر من 500 هدف" لحركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في غزّة، خلال ليل الأحد الإثنين، عبر طائرات حربية ومروحيات وسلاح المدفعية، معلناً عن اشتباه بوجود نفق باتجاه إحدى المستوطنات في محيط غزّة.
 
 
كما أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنّ "القوات الإسرائيلية لا تزال تقاتل في 7 إلى 8 نقاط قرب غزة"، لافتاً إلى "انتشار 4 فرق قتالية في الجنوب"، وقال: "الأمر سيستغرق وقتاً أطول من المتوقّع لإرساء الأمن".
 
إلى ذلك، أفادت مصادر إسرائيلية عن مقتل إيلي غيسنبرغ أحد كبار الضباط في وحدة "شطيت 13." الإسرائيلية في الاشتباكات بمحيط غزّة

وأمس الأحد، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من "حرب طويلة وصعبة"، بعد خسائر كبيرة مُنيت بها إسرائيل، وإحصاء أكثر من 800 قتيل في حصيلة غير نهائية.
 
 
 
ولاحقاً، أعادت القوات الإسرائيلية "فرض سيطرتها على تجمعات سكنية قرب قطاع غزة كانت "حماس" فد سيطرت عليها في هجومها الأخير".

وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنّ "اشتباكات متفرقة لا تزال تقع مع بقاء بعض المسلحين الفلسطينيين في المنطقة".
 
"الأونروا": نزوح 74 ألف فلسطيني إلى المدارس

من جهتها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم، أنّ ما يقرب من 74 ألف فلسطيني نزحوا إلى 64 مدرسة ومأوىً تابع لها في قطاع غزة.

وأضافت الوكالة، في بيان صدر عنها، أنّه من المرجّح ازدياد الأعداد مع استمرار القصف العنيف والغارات الجوية بما في ذلك على المناطق المدنية.

وأشارت الوكالة إلى أنّ مدرسة تابعة لـ"الأونروا" تأوي عائلات نازحة في قطاع غزة تعرّضت للقصف المباشر، ولحقت أضرار جسيمة بالمدرسة، التي تأوي أكثر من 225 شخصاً.

وأوضحت الوكالة أنّ فرقها تقوم بتزويد العائلات بالمأوى والمياه النظيفة، ويجري إعداد الإمدادات لتسليمها إلى الأسر، ويشمل ذلك المواد الغذائية ومستلزمات النظافة ومواد التنظيف.

كما طالبت بحماية المدنيين في جميع الأوقات، والتوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشددة على ضرورة تجنيب المدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية، بما في ذلك تلك التي تأوي الأسر النازحة، للهجوم أبداً.
 
وأكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة أنه يتوقع زيادة الأعداد.

وقال لوكالة "فرانس برس": "يوجد كهرباء في هذه المدارس، نحن نُقدّم لهم وجبة غذائية واحدة ومياه نظيفة، ودعم نفسي وعلاج طبي".
 
الأمم المتحدة
 
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أنّ أكثر من 123 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة منذ بدء التصعيد القتال السبت.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): "نزح أكثر من 123538 شخصاً داخليّاً في غزة، بفعل الخوف وبهدف الحماية والخشية من هدم منازلهم" جرّاء الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي، مشيراً أنّ أكثر من 73 ألف شخص لجأوا إلى المدارس.

 
 
في غضون ذلك، رفضت إيران الاتهامات بالضلوع في عملية" حماس" ضد إسرائيل، داعية إلى اجتماع طارئ لمنظمة "التعاون الإسلامي" بشأن التطورات الإقليمية.
 
بدورها، دانت وزارة الخارجية الصينية استهداف المدنيّين في التصعيد بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماو نينغ إنّ "الصين تعرب عن قلقها البالغ من التصعيد المتواصل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني"، مشيرةً إلى أنّ بيجينغ "تأسف للخسائر المدنية التي يسببها النزاع"، وهي "ترفض وتدين النشاطات التي تستهدف المدنيين".
 
 
المشهد بين لبنان ومصر

في لبنان، أعلن "حزب الله" إطلاق "عدد كبير من القذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة" على مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي صباح الأحد بأنّه قصف بطائرة مسيّرة "البنية التحتية لحزب الله" في المنطقة الحدودية.

في مصر، قُتل إسرائيليان ومصري عندما أطلق شرطي مصري النار على وفد سياحي إسرائيلي في وسط الاسكندرية (شمال)، وفق وسائل إعلام محلية.

في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي عزمه على إجلاء جميع السكان من محيط قطاع غزة خلال 24 ساعة.
 
 
مجلس الأمن

ودان عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي هجوم "حماس"، بالرغم من أنّ الولايات المتحدة أعربت عن أسفها لعدم وجود إجماع في الاجتماع الطارئ الذي عقده المجلس.

وبدأ التصعيد بعدما شنّت "حماس" هجوماً مباغتاً على إسرائيل صباح السبت، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزّة واقتحم المئات من مقاتليها المستوطنات الإسرائيلية.

وقُتل أكثر من 700 إسرائيلي منذ بدء هجوم "حماس" صباح السبت، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين.

وفي تحديث لأعداد الضحايا نشره على حسابه الرسمي في موقع X، أفاد الجيش الإسرائيلي أيضاً بأنّ 2150 إسرائيليّاً أصيبوا منذ صباح السبت.

كذلك، قُتل عدد من الأميركيين في الهجوم الذي وفق ما أكد مسؤول أميركي الأحد من دون أن يخوض في تفاصيل.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: "يمكننا تأكيد مقتل عدد من المواطنين الأميركيين. نُقدّم خالص تعازينا لأسر جميع المتضررين". وقُتل عشرة نيباليين في هجوم "حماس".

كما قُتِلت فرنسية في الهجوم بحسب خارجية بلادها، مشيرة إلى أنّه لم يتم حتى الآن العثور على عدد من مواطنيها.

كما قُتِل عدد من المواطنين من دول غربية أو فقد أثرهم في القتال بينهم أشخاص من البرازيل وبريطانيا وألمانيا وايرلندا والمكسيك وتايلاند وأوكرانيا.

في قطاع غزة، حيث نفّذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية الانتقامية منذ السبت، أفادت وزارة الصحة بـ"استشهاد 413 مواطناً" وإصابة 2300 شخصاً.
 
 

استعادة السيطرة

نشر الجيش الإسرائيلي عشرات آلاف الجنود لاستعادة السيطرة الكاملة على المناطق الصحراوية المتاخمة لقطاع غزة، وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين وإجلاء السكان المتبقين بحلول صباح الإثنين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ "العدوّ لا يزال على الأرض"، مضيفاً: "نُعزز قوّاتنا خصوصاً قرب غزة ونطهّر المنطقة".

وتعهّد الجيش بملاحقة "الإرهابيين في كل مكان ينتشرون فيه"، مشيراً إلى أنّ غاراته أصابت "800 هدف".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري لصحافيين الأحد: "مهمتنا خلال الساعات المقبلة هي إجلاء جميع سكان غلاف غزة".

وأكد أنّ القتال مستمر "لإنقاذ الرهائن" الذين يحتجزهم مقاتلون فلسطينيون في إسرائيل. وأضاف "هناك عشرات آلاف الجنود المقاتلين، سنصل إلى كل تجمع حتى نقتل كل إرهابي في إسرائيل".

من جهته، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي أن "مدنيين وجنوداً هم في أيدي العدو، حان وقت الحرب".

كما دعا الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ إلى "وحدة الشعب والبرلمان في حكومة طوارئ".
 

"غير مسبوق"

وأقرّ نتنياهو في خطاب متلفز بأنّ ما حدث "غير مسبوق في إسرائيل". وقال "كل الأماكن التي تختبئ فيها حماس... سنحيلها ركاماً".

والأحد، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الاميركي جو بايدن أبلغ نتنياهو بأنّ مساعدة عسكرية أميركية اضافية في طريقها الى اسرائيل،، مؤكداً أنّ "مزيداً منها سيصل في الايام المقبلة".

وقالت الرئاسة الاميركية، في بيان، إنّ بايدن ونتنياهو "ناقشا أيضاً الجهود القائمة لضمان ألّا يعتقد أعداء اسرائيل أنهم يستطيعون أو أنّ عليهم استغلال الوضع الراهن".

كذلك، أكد وزير الدفاع لويد أوستن أنّ واشنطن "ستُزود سريعاً الجيش الإسرائيلي معدات وموارد إضافية، بما في ذلك ذخائر".

وأكد أوستن أيضاً أنه وجّه حاملة الطائرات "يو اس اس جيرالد آر فورد" والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لافتاً إلى أنّ واشنطن تعمل على زيادة أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة.

وأغلقت المدارس في إسرائيل وألغي عدد من الرحلات إلى مطار بن غوريون بسبب القتال.
 

مفقودون

في جنوب إسرائيل، شاهد صحافي في وكالة "فرانس برس"، الأحد، جثثاً عدة على الطريق الواصل إلى شاطئ زيكيم بينما توقفت عدد كبير من المركبات الإسرائيلية التي ترك إطلاق الرصاص أثره عليها.

في غزّة، فرغت الشوارع من المارة باستثناء مئات اصطفوا أمام الأفران للحصول على الخبز على وقع دوي الانفجارات.

وقُطِعت الكهرباء عن القطاع والانترنت عن أحياء عدة.

وأكد إسرائيليون يبحثون عن أقاربهم، عبر الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي، أنّهم شاهدوهم في مقاطع فيديو لـ"حماس" في غزة يتمّ تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي. كما أوردت وسائل إعلام صباح الأحد أسماء إسرائيليين قُتلوا السبت وتمّ التعرف إليهم، بينهم أطفال ومراهقون.

وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أعلنت في مقطع فيديو أنّها "أسرت عدداً من جنود العدو"، وأعلنت "سرايا القدس"، التابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" احتجاز عدد آخر.

وقالت "كتائب القسام" إنّها ستعلن "عدد الأسرى الإسرائيليين لدينا خلال ساعات".

وكان قائد الأركان في القسام محمد الضيف أعلن بدء عملية "طوفان الأقصى"، السبت، "ردّاً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى".

ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق عملية "السيوف الحديد" التي شملت تنفيذ غارات جوية على القطاع، مشيراً إلى أنّه دمّر مباني قُدِّمت على أنها "مراكز قيادة" لحماس.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium