النهار

غزّة تحت النار لليوم السادس من "طوفان الأقصى"... أكثر من 338 ألف نازح، وعدد الضحايا يرتفع إلى 1300 (صور وفيديو)
المصدر: "النهار"
غزّة تحت النار لليوم السادس من "طوفان الأقصى"... أكثر من 338 ألف نازح، وعدد الضحايا يرتفع إلى 1300 (صور وفيديو)
مدفع "هاوتزر" تابع للجيش الإسرائيلي يطلق قذائف بالقرب من الحدود مع غزة (أ ف ب).
A+   A-
يتواصل الحصار على غزّة والقصف الإسرائيلي العنيف لليوم السادس توالياً، ما أسفر عن سقوط  1354 قتيلاً فلسطينيّاً و6049 مصاباً، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزّة، في حين أدت الغارات الإسرائيلية على القطاع إلى نزوح مئات الآلاف من منازلهم.
 
حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأربعاء، إيران من التورط في الصراع الإسرائيلي مع "حماس" وسط مخاوف من صراع إقليمي أوسع نطاقاً،

وتقصف الطائرات الإسرائيلية قطاع غزة على مدى أيام رداً على هجوم شنّه مسلحو حركة "حماس" مطلع الأسبوع واخترقوا فيه السياج الحدودي الذي يحيط بغزة واقتحموا البلدات والقرى مما أسفر عن مقتل 1200 شخص وإصابة ما يزيد عن 2700 واحتجاز العشرات من الرهائن، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.
 
فيما أعلنت إسرائيل رسمياً ارتفاع حصيلة قتلاها في عملية السبت إلى 1300.
 
الجيش الإسرائيلي أعلن بدوره أن "الضربات الليلية على غزة ركزت على "قوة النخبة" التابعة لحماس". وأضاف أن "قوة النخبة هي التي قادت توغل يوم السبت وسيتم ضرب "كل فرد" من أفرادها".

وتابع: "مسلحون فلسطينيون ما زالوا يحاولون التسلل إلى إسرائيل عن طريق البحر"، مشيراً إلى أنه "لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن أي توغل بري في غزة لكننا نستعد له".
 
 
 وفي حوالي الساعة 4:30 صباحاً اليوم الخميس، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ "ضربة واسعة النطاق" على أهداف تابعة لـ"حماس" في غزة دون تقديم تفاصيل.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية نقلاً عن وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى هناك ارتفع إلى 1200 شخص فيما أصيب نحو 5600 آخرين.
 
 
وأعلنت الأمم المتّحدة الخميس أنّ أكثر من 338 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوشا" في بيان إنّ عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة "ارتفع عصر الأربعاء بمقدار 75 ألف شخص إضافي" ليصل إلى 338934" نازحاً.
 


وأوضح المكتب أنّ ما يقرب من 220 ألف شخص، أي ثلثي النازحين، لجأوا إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القطاع، في حين لجأ ما يقرب من 15 ألف شخص إلى مدارس تديرها السلطة الفلسطينية.

أما العدد المتبقّي من النازحين والذي يزيد عن 100 ألف شخص فقد وجدوا ملاذاً لدى أقارب وجيران لهم وداخل كنيسة وغيرها من المرافق في مدينة غزة.
 


وقال أوشا إنّه قبل هجوم "حماس" على إسرائيل صباح السبت كان هناك أساساً حوالي 3000 نازح داخل القطاع.
 


ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة قولها إنّ القصف العنيف الذي تشنّه إسرائيل على القطاع تسبّب بتدمير ما لا يقلّ عن 2540 وحدة سكنية في القطاع أو جعلها غير صالحة للسكن.

وأضاف أنّ 22850 وحدة سكنية أخرى أصيبت بأضرار متوسطة إلى طفيفة.

كما أعربت الوكالة الأممية عن قلقها إزاء الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية المدنية في القطاع من جراء القصف الإسرائيلي.
 

ولفت البيان إلى أنّ مرافق للصرف الصحّي تخدم أكثر من مليون شخص تعرّضت لغارات جوية ممّا أدّى لتراكم المخلّفات الصلبة في الشوارع مع ما ينطوي ذلك على أخطار صحّية.
 

وأرسل بايدن وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط لإظهار دعم واشنطن الدائم لإسرائيل والسعي إلى إطلاق سراح الأسرى، ومنهم أميركيون، والحيلولة دون اندلاع حرب أوسع نطاقاً.

وسيصل بلينكن إلى إسرائيل اليوم وسيزور الأردن أيضاً.
 
قال حسين الشيخ أمين سر الجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيجتمع مع بلينكن غداً الجمعة.
وفي حديثه خلال اجتماع مع زعماء الطائفة اليهودية في واشنطن، قال بايدن إن قراره نشر سفن وطائرات عسكرية بالقرب من إسرائيل ينبغي أن يُنظر إليه على أنه إشارة إلى إيران، التي تدعم حركة "حماس" و"حزب الله".
 

وقال بايدن "لقد أوضحنا للإيرانيين: توخّوا الحذر".

وذكرت مصادر أميركية أمس الأربعاء أن إيران كانت تعلم على الأرجح بأن "حماس" تخطط لتنفيذ "عمليات ضد إسرائيل" لكن التقارير الأولية للمخابرات الأميركية أظهرت أن بعض القادة الإيرانيين فوجئوا بهجوم "حماس" من غزة الذي لم يسبق له مثيل.

وقالت إيران إنها لم تشارك في هجمات "حماس".

وبحث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس الأربعاء الصراع في أول اتصال هاتفي بينهما منذ الاتفاق الذي توسطت فيه الصين بين طهران والرياض لاستئناف العلاقات.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن رئيسي وولي العهد السعودي ناقشا "ضرورة إنهاء جرائم الحرب ضد فلسطين".
 

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد السعودي أكد من جانبه أن "المملكة تبذل الجهود الممكنة بالتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري".

وأضافت الوكالة أن ولى العهد شدّد على "موقف المملكة الرافض لاستهداف المدنيين بأي شكل وإزهاق أرواح الأبرياء".

* "كلنا جنود إسرائيل"

شكل الزعماء الإسرائيليون أمس الأربعاء حكومة وحدة وطنية وتعهدوا بتنحية الانقسامات السياسية المريرة جانباً للتركيز على القتال ضد "حماس".

وتحدث وزير الدفاع السابق بيني غانتس، وهو زعيم حزب وسطي معارض، على الهواء مباشرة على التلفزيون الإسرائيلي وبجواره نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بعد تشكيل حكومة حرب تركز بالكامل على الصراع.

وقال غانتس "شراكتنا ليست سياسية، إنها مصير مشترك. في هذا الوقت كلنا جنود إسرائيل."
 
 
وقال نتنياهو إن شعب إسرائيل وقيادتها متحدان. وأضاف "لقد نحينا كل الخلافات جانباً لأن مصير دولتنا على المحك".

وقال حزب الوحدة الوطنية بزعامة غانتس، والذي عارض بشدة التعديلات القضائية التي اقترحها الائتلاف اليميني بزعامة نتنياهو، إنه لن يروج لأي سياسة أو قوانين غير ذات صلة في الوقت الذي يتواصل فيه القتال.

وتفرض إسرائيل "حصاراً شاملاً" على غزة لمنع وصول الغذاء والوقود إلى القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، كثيرون منهم فقراء ويعتمدون على المساعدات. وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس أمس الأربعاء إن الكهرباء انقطعت بعد توقف محطة الطاقة الوحيدة عن العمل.

وفي ظل الإنهاك الذي يشعر به عمال الإنقاذ الفلسطينيون، أخذ آخرون في القطاع الساحلي المزدحم يبحثون عن جثث تحت الأنقاض.

وبكى رجل بينما كان هو وآخرون يستخدمون المصابيح لإنارة سلالم مبنى ضربته الصواريخ للعثور على أي شخص محاصر تحت الأنقاض. وقال إنه كان نائماً هناك عندما انهار المنزل فوقه.
 

* "سنمحو حماس من على وجه الأرض"

قالت وسائل إعلام تابعة لحركة "حماس" أمس الأربعاء إن سبعة أشخاص قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية على منازل في خان يونس جنوب قطاع غزة.

ونزح نحو 340 ألفاً من سكان غزة بسبب الحرب، وسعى ما يقرب من 65 بالمئة منهم إلى العثور على ملاذ آمن في الملاجئ أو المدارس، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في القطاع.

ونشرت إسرائيل تشكيلات من الدبابات والمركبات المدرعة بالقرب من غزة فيما بدا أنه استعداد لهجوم بري على القطاع الساحلي الذي تحكمه "حماس".

وسحبت إسرائيل قواتها والمستوطنين اليهود من غزة عام 2005 بعد احتلال دام 38 عاماً. وتسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ تولي "حماس" السلطة في القطاع عام 2007 في ظروف يقول الفلسطينيون إنها لا تحتمل.

وقال غالانت أمس الأربعاء "سنمحو هذا الشيء المسمى حماس، تنظيم الدولة الإسلامية-غزة، من على وجه الأرض. سينتهي من الوجود".
 

وأعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمؤيديه أمس الأربعاء أنه إذا أعيد انتخابه فإن "الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل بشكل كامل وتهزم وتفكك وتدمر تماماً جماعة حماس الإرهابية".

وقال بايدن إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً أمس الأربعاء، وهي المحادثة الرابعة بينهما في الأيام القليلة الماضية وأخبره أن إسرائيل يجب أن تتبع قواعد الحرب في ردها ضد "حماس".

وأشارت واشنطن إلى أنها تجري محادثات مع إسرائيل ومصر بشأن ممر آمن للمدنيين من غزة في ظل نقص الإمدادات الغذائية.
 
إلى ذلك، أفاد  البيت الأبيض في بيان بأن الرئيس الأميركي جو بايدن ندد خلال اتصال هاتفي الأربعاء مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد بالهجمات التي تشنها حركة "حماس" على إسرائيل.

وجاء في البيان أن "الزعيمين ناقشا أيضاً أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين".
 
ورفعت الخارجية الأميركية ترفع تحذير السفر لإسرائيل والضفة الغربية إلى المستوى 3 ويشمل "إعادة النظر في السفر بسبب الإرهاب والاضطرابات المدنية"
 
وفي الإطار، أعلنت حركة "حماس" ليل الأربعاء أنّها أفرجت عن امرأة إسرائيلية وطفليها كان مقاتلوها اختطفوهم السبت الفائت خلال هجومهم المباغت على الدولة العبرية، في إعلان اعتبرته إسرائيل خدعة إعلامية، مؤكّدة أنّ المرأة والطفلين لم يكونا في عداد الرهائن المحتجزين في القطاع.

وقالت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في بيان إنّه "تمّ إطلاق سراح مستوطنة إسرائيلية وطفليها بعد التحفّظ عليهم خلال الاشتباكات".
 


وأرفقت القسّام بيانها بمقطع فيديو بثّته فضائية الأقصى التابعة لـ"حماس" ظهرت فيه امرأة ترتدي قميصاً أزرق اللون مع طفلين يبتعدون عن منطقة مسيّجة بأسلاك شائكة وبجانبهم ثلاثة مسلحين.

ولم يظهر في الفيديو أيّ وجود عسكري، كما لم تعلن "حماس" متى التُقط.

وفجر الخميس، سارع التلفزيون العام الإسرائيلي إلى اتّهام حماس بممارسة خدعة إعلامية، مؤكّداً أنّ المرأة والطفلين الذين ظهروا في الفيديو "لم يتمّ اقتيادهم قطّ إلى #غزة".

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإنّ المرأة التي ظهرت في فيديو "حماس" تدعى أفيتال ألادغم وهي من سكّان كيبوتز حوليت وقد اقتادها مقاتلو "حماس" السبت مع طفلي جارتها إلى الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل حيث تركوها حرّة لتغادر مع الطفلين عند السياج الشائك.

وتعليقاً على الفيديو قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في منشور على منصّة إكس، (تويتر سابقاً) إنّه "بعد أن شاهد العالم كلّه وجهها القبيح والحقيقي كمنظمة بربرية قامت بإعدام مئات الأبرياء الأطفال والنساء في هجوم إرهابي ومجزرة بشعة، تحاول حماس تغيير الحقيقة من خلال مسرحية نشر فيديو دعائي عبر أبواقها الإعلامية".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium