النهار

الحصار يشتدّ على غزة... واقع إنسانيّ مرير ومخاوف من انتشار الأوبئة: "لن يفتح صنبور مياه" (صور)
المصدر: "النهار"
الحصار يشتدّ على غزة... واقع إنسانيّ مرير ومخاوف من انتشار الأوبئة: "لن يفتح صنبور مياه" (صور)
امرأة تبكي أمام مستشفى في غزة. (أ ف ب)
A+   A-
تدخل عملية "طوفان الأقصى" يومها السادس، ومعها يدخل الواقع الميداني والحياتي في غزة مرحلة أكثر تعقيداً لناحية تأمين متطلبات الحياة الأوليّة على اختلافها وتنوعها، كما لناحية مراقبة الوضع الصحيّ العام في القطاع.
 
وزارة الصحة الفلسطينية أشارت إلى أن "غزة قد تشهد انتشاراً للأوبئة وكارثة بيئية تمتد لخارج القطاع". وأضافت أنه تم "مقتل أكثر من 50 من الطواقم الطبية في القصف الإسرائيلي على غزة".
 
 
وعلى صعيد الواقع الإنساني وإيصال المساعدات إلى داخل قطاع غزة، أعلن التلفزيون الأردنيّ اليوم أن "الأردن يرسل أولى المساعدات إلى غزة منذ اندلاع الحرب"، فيما أشار وزير الطاقة الإسرائيلي كاتس أن بلاده لن تقدّم أي مساعدات إنسانية أو موارد إلى قطاع غزة الى أن تطلق حركة حماس الأشخاص الذين خطفتهم في هجومها المباغت في نهاية الأسبوع.
 
وقال في بيان: "مساعدات إنسانية إلى غزة؟ لن يتم تشغيل مفتاح كهربائي ولن يفتح صنبور مياه ولن تدخل شاحنة وقود حتى يعود المخطوفون الإسرائيليون إلى ديارهم".
 
 
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قطاع غزة المحاصر لا يزال لديه بعض الوقود لتشغيل مولدات بما يشمل تلك الموجودة في المستشفيات لكنه قد ينفد خلال ساعات قليلة.

وقال مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط فابريزيو كاربوني للصحفيين "ما نفهمه أنه لا يزال هناك وقود لكن على الأرجح لبضع ساعات لتعمل به المولدات بما في ذلك تلك الموجودة بالمستشفيات".
 
وشدّد مسؤول باللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ"رويترز"، على أن "الصليب الأحمر لا يستطيع نقل الإمدادات المخزنة من منطة لأخرى في غزة لإيصالها بشكل آمن للأفراد والمستشفيات".

وقال: :نستعد للأسوأ إذا اجتاحت إسرائيل غزّة، ونجري مشاورات مع جميع الأطراف حول ممر إنساني لغزة، ومعبر رفح مع مصر هو الخيار الرئيسي".

انتشار الأوبئة
 
يأتي هذا التصعيد الميداني، بينما حذر الهلال الأحمر الفلسطيني أنه "إذا استمر منع إدخال الوقود إلى القطاع فستتوقف الخدمات الإسعافية خلال 4 أيام"، في وقت يرتفع عدد المصابين والقتلى بشكل يومي في غزة.
 
بدورها نبهت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة بأن "قطاع غزة قد يشهد انتشاراً للأوبئة وكارثة بيئية تمتد إلى خارجه بسبب ما يشهده من أحداث دامية".
 
كما أكدت أن السلطات الإسرائيلية ترفض دخول أطباء من الضفة الغربية أو مصر إلى غزة للمساعدة في إنقاذ الجرحى.
 
وذكرت في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" أن أكثر من 50 من أفراد الطواقم الطبية لقوا حتفهم في القصف الإسرائيلي منذ بدء الهجمات المكثفة مطلع الأسبوع الحالي.
 
ممرات للخروج من غزة
 
في سياق متصل، وحول إمكانية خروج الفلسطينيين عبر ممرات محددة، قال مسؤول مصري لوكالة "أسوشيتد برس": "نرفض إنشاء ممرات للخروج من غزة للفلسطينيين الفارين من القطاع".
وأضاف: نبحث مع إسرائيل وأميركا إنشاء ممرات آمنة داخل غزة وإدخال المساعدات".
 
(فلسطينيون ينقلون رجلًا جريحًا من تحت الأنقاض في أعقاب غارة عسكرية إسرائيلية- أ ف ب)
 
الحصار مستمر
 
منذ السبت الماضي، أطبقت إسرائيل حصاراً على قطاع غزة المكتظ بالسكان، مغلقة كافة المعابر، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية والسلع، كما قطعت الكهرباء والمياه.
 
وتوعدت رئاسة الحكومة الإسرائيلية بـ"مسح حركة حماس واقتلاعها من غزة"، إثر الهحوم المفاجئ الذي أطلقته السبت الماضي.
 
بينما ارتفعت أعداد القتلى في القطاع إلى 1200، و5600 جريح، وسط تناقص الأدوية والمخزون الطبي في المستشفيات.
 
(يعترض نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية" الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة- أ ف ب)
 
أما في الجانب الإسرائيلي، فبلغ عدد القتلى 1300، بينهم 220 ضابطاً وجندياً.
 
في حين أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) ارتفاع عدد النازحين في غزة منذ بدء القتال إلى 340 ألفا بينهم نحو 220 ألفا يحتمون في المدارس. وشددت تمارا الرفاعي، متحدثة باسم الوكالة في اتصال مع العربية/الحدث على ضرورة تمكين المنظمات الإنسانية من الدخول إلى القطاع المكتظ بالسكان.
 
(مدفع هاوتزر ذاتية الدفع تابع للجيش الإسرائيلي يطلق قذائف بالقرب من الحدود مع غزة في جنوب إسرائيل- أ ف ب)
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium