يُواجه أكثر من مليون فلسطيني في شمال قطاع غزّة نهاية مهلة إسرائيليّة اليوم السبت للفرار جنوباً، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ إسرائيل بدأت للتو الرد على هجوم حماس الأسبوع الماضي على جنوب إسرائيل.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ المشاورات جارية مع الحكومات في المنطقة بشأن الأزمة الإنسانية في غزة حيث يُعاني الفلسطينيّون المحاصرون من انقطاع التيار الكهربائي ونقص الغذاء والماء وسط قصف إسرائيلي عنيف.
وتعهّدت إسرائيل بالقضاء على حماس بسبب الهجوم الذي وقع قبل أسبوع وقُتل خلاله مقاتلوها 1300 إسرائيلي معظمهم من المدنيين واحتجزوا عشرات الرهائن.
ومنذ ذلك الحين، فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على قطاع غزّة، والذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني، وقصفته بضربات جوية غير مسبوقة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في تقرير اليوم السبت إن ما لا يقل عن 2269 فلسطينياً قتلوا وأصيب 9814 جراء الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأضاف التقرير أن عدد القتلى يشمل 2215 من غزة إلى جانب 8714 جريحاً. وسقط 54 قتيلاً و1100 جريح في الضفة الغربية.
مسجد أحمد ياسين الذي دمّرته الغارات الجوية الإسرائيلية، في مدينة غزة.
وتلقى أكثر من مليون من سكان شمال غزة أمس الجمعة إشعاراً من إسرائيل بالفرار جنوباً قبل هجوم بري متوقع. وتعهّدت حماس بالقتال حتى آخر قطرة دم وطلبت من السكان البقاء.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إنّ القوات المدعومة بالدبابات نفذت ضربات لقصف أطقم الصّواريخ الفلسطينيّة وجمع معلومات عن موقع الرهائن، وهو أوّل تقرير رسمي للقوّات البرية في غزة منذ بدء الأزمة.
وقال نتنياهو في بيان نادر بثه التلفزيون أمس الجمعة بعد بدء عطلة السبت اليهودي "نضرب أعداءنا بقوة غير مسبوقة. أؤكد أنّ هذه هي البداية فقط".
وتشير التقديرات إلى أنّ عشرات الآلاف من الفلسطينيين توجّهوا جنوباً من شمال غزّة في أعقاب الأمر الإسرائيلي، وفقاً للأمم المتّحدة، التي قالت إنّ أكثر من 400 ألف فلسطيني نزحوا داخليّاً بسبب الأعمال القتالية قبل هذا التوجيه.
لكن كثيرين آخرين قالوا إنّهم سيبقون. وقال محمد (20 عاماً) خارج مبنى دمّرته ضربة جوية إسرائيلية قرب وسط غزة "الموت أفضل من الرحيل".
وتبث المساجد رسالة "تمسكوا ببيوتكم، تشبثوا بأرضكم".
وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى من وقوع كارثة إذا اضطر هذا العدد الكبير من الناس إلى الفرار، وقالت إنه ينبغي رفع الحصار للسماح بدخول المساعدات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس الجمعة: "نحن بحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى جميع أنحاء غزة، حتى نتمكّن من إيصال الوقود والغذاء والماء إلى كل من يحتاج إليه. حتى الحروب لها قواعد".
حد أفراد الدفاع المدني الفلسطيني يحمل صبيّاً جريحاً تم إنقاذه من تحت أنقاض منزل دُمّر في غارة جوية إسرائيلية.
وقال بايدن، في كلمة ألقاها في محطة شحن في فيلادلفيا، إنّ معالجة الأزمة الإنسانية تمثل أولويّة قصوى.
وقال إنّ الفرق الأميركية في المنطقة تعمل مع إسرائيل ومصر والأردن وحكومات عربية أخرى والأمم المتحدة.
وأضاف: "الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين لا علاقة لها بحماس وهجمات حماس المروعة، وهم يعانون نتيجة لذلك أيضاً".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إنّه من المستحيل على سكان غزة الاستجابة لأوامر إسرائيل بالتحرّك جنوباً دون "عواقب إنسانيّة مدمّرة"، ممّا دفع إسرائيل إلى انتقاده قائلة إنّ الأمم المتّحدة ينبغي أن تدين حماس وتدعم حقّ إسرائيل في الدفاع عن النفس.
وكتب منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث على مواقع التواصل الاجتماعي "الخناق يضيق على السكان المدنيين في غزة. كيف من المفترض أن يتحرك 1.1 مليون شخص عبر منطقة حرب مكتظة بالسكان في أقل من 24 ساعة"؟
* "ابتعدوا عن حماس"
أخبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزير الخارجية الأمريركي أنتوني بلينكن في الأردن أنّ التهجير القسري سيشكل تكراراً لما حدث في عام 1948، عندما فرّ مئات الآلاف من الفلسطينيين أو طُردوا مما يُعرف الآن بإسرائيل. ومعظم سكان غزة هم من نسل هؤلاء اللاجئين.
وقطاع غزة أحد أكثر الأماكن ازدحاماً على وجه الأرض، وفي الوقت الراهن لا يوجد مخرج. وبالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي، قاومت مصر الدعوات لفتح حدودها مع غزة. والتقى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس الجمعة بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت. وقال أوستن إنّ المساعدات العسكرية تتدفّق إلى إسرائيل، لكن هذا هو وقت الحزم وليس الانتقام.
"نفير الجمعة" في ليبيا.
وقال غالانت: "الطريق سيكون طويلاً، لكني أعدكم في النهاية بأنّنا سننتصر".
والتقى بلينكن بالملك عبد الله الثاني في الأردن أمس الجمعة ومع عباس الذي تمارس سلطته الفلسطينية حكماً ذاتيّاً محدوداً في الضفة الغربية المحتلّة، لكنها فقدت السيطرة على غزة لصالح حماس في عام 2007. وسافر بلينكن في وقت لاحق إلى قطر.
وفي الضفة الغربية نشب اشتباك بالأسلحة النارية بين المتظاهرين المناصرين لغزة وقوات الأمن الإسرائيلية. وقال مسؤولون فلسطينيون إنّ 16 شخصا قُتلوا بالرّصاص.
كما كانت هناك مخاوف من انتشار الأعمال العدائية، بما في ذلك إلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث كانت الاشتباكات التي وقعت في الأسبوع الماضي هي الأكثر دموية منذ عام 2006.
صواريخ "حماس" نحو المستوطنات الإسرائيليةّ.
وفي جنوب لبنان، استشهد مساء الجمعة الزميل المصور الصحافي عصام عبد الله من وكالة "رويترز"، وأصيب عدد من الصحافيين العاملين في وسائل إعلام أجنبية بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة تقلّهم في علما الشعب الجنوبية.
وأصيب خمسة صحافيين نُقلوا إلى المستشفيات في المنطقة وهم كرستينا مصطفى عاصي في "أ ف ب"، كارمن جو خدار في "الجزيرة"والمصور ايلي براخيا، كما أصيب المصور الأميركي ديلان كولنز.
ونشر الجيش الإسرائيلي فيديو يزعم فيه استهداف عشرات مقاتلي "حماس".